
مساجد مدينة الجزائر عانت التدمير و التشويه إبان فترة الاحتلال الفرنسي
كان واقع مساجد مدينة الجزائر القديمة موضوع محاضرة قدمها الاستاذ محمد الطيب عقاب في بحر الأسبوع المنصرم بالمتحف العمومي الوطني للآثار القديمة في اطار البرنامج الثقافي و الفكري الذي اعتاد المتحف على تنظيمه.
و استعرض المحاضر و هو أستاذ جامعي متخصص في الآثار الإسلامية واقع مساجد مدينة الجزائر القديمة التي تقلص عددها جراء الدمار و التخريب الذي مس المعالم الدينية من قبل قوات الاحتلال الفرنسي حيث أزيل بعضها و تعرض أخر للتشويه او التحويل الى كنائس و مؤسسات في خدمة المستعمر.
وأوضح المتحدث في البداية أن هذه المساجد و كل المرافق الأخرى التي تتصل بالحياة الروحية للانسان تقوم على هيكلة معينة حيث تاتي المذاهب بانماط مختلفة في المغرب الكبير كما قال ، مشيرا الى ان المذهب الملكي له نمط معماري معين في تشييد المساجد. و ساد النمط العمراني في الجزائر خاصة في فترة المرابطين كما هو الشأن بالنسبة لجامع سيدي رمضان بأعالي القصبة و كذا الجامع لكبير .كما ذكر السيد عقاب باعمال التدمير و الطمس التي مارستها قوات الاحتلال تجاه هذه المعالم الدينية من مساجد و مصليات و زوايا.
و في حديثه عن الجامع الكبير الذي يعود تاريخه بنائه الى 590 هجري على يد مؤسس دولة المرابطين يوسف ابن تشفين ، و هذا هو التاريخ الاقرب الى الحقيقة حسبه المحاضر رغم ان هناك من ذكر سنة 450 و 566، و اوضح ان هذا المسجد يتميز باستعمال الحصير في تغليف اسفل جدرانه و أعمدته و ذلك لامتصاص الرطوبة التي كانت سائدة بالنظر لموقع البناية القريبة من البحر ، مشيرا الى أن استخدام الحصير كان سائدا في المساجد التي بنيت في عهد المرابطين.و في تطرقه للميزات المعمارية لمساجد مدينة الجزائر تأسف المتحدث لما تعرضت له هذه المعالم من تشويه مس جوانبها العمرانية و ديكوراتها حتى تصميم المآذن و بعض الاجزاء الاخرى و ذلك خلال ترميمها.
و بخصوص مسجد سيدي رمضان و المعاصر للمسجد الكبير ، اوضح ان هذا المعلم تعرض ايضا خلال عملية الترميم في الثمانينات من القرن الماضي لكثير من التغييرات التي أعطته شكل اخر حيث مست أعمدته و ايضا مظهره الخارج و مأذنته.و تطرق المحاضر أيضا الى للفترة العثمانية حيث قال انها وجدت الجزائر كانت كاملة من جميع النواحي و قام العثمانيون فقط بتحسين بعض الامور خاصة ما تعلق بدعم الجهاز الدفاعي.
و من بين المساجد التي أنشئت في تلك الفترة ذكر جامع سفر خادم خير الدين بربروس و الذي يعتبر اقدم مسجد عثماني في الجزائر له امتيازات في شكله و ديكوره كما ذكر جامع علي بتشين بالقصبة ايضا.و شدد الاستاذ عقاب بشان مسالة الترميم على ضرورة حصول المرمم على الملف العلمي للمعلم و صور تاريخية للموقع مبديا اسفه الشديد لما تعرض له جامع كتشاوة من تشويه من قبل سلطات الاحتلال الفرنسي معتبرا ان هذا المسجد الذي اصبح في هذا العهد كنيسة قد ازيل لانه شيد فوقه كنيسة.
و يواصل البرنامج الفكري و الثقافي للمتحف نشاطاته الى غاية 29 ديسمبر من السنة الجارية بتنشيط محاضرات متنوعة حول مواضيع تتعلق بمحتويات المتحف مثل الفسيفساء الجزائرية القديمة و المجموعات الجلدية المحفوظة بالمتحف و كذا الحركة النقدية في شمال افريقيا في نهاية الممالك المحلية و بداية فترة الإمبراطورية الرومانية.
ق.ح/الوكالات