في أول زيارة لمبعوث أممي إلى تعز….المبعوث الأميركي يدعو من عدن لإنهاء الحرب باليمن
بحث وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك مع المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ -بمدينة عدن جنوبي اليمن- الأوضاع في محافظة مأرب شمالي البلاد، وجهود إنهاء الحرب وتحقيق السلام باليمن. في غضون ذلك، وصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ أمس الاثنين إلى مدينة تعز غربي البلاد؛ في أول زيارة لمبعوث أممي إلى المدينة منذ نحو 7 سنوات.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن بن مبارك قوله إن استمرار هجمات الحوثيين على مأرب يؤكد عدم رغبتهم في السلام، مؤكدا حرص الحكومة اليمنية على تحقيق السلام العادل. وقال الوزير اليمني إن زيارة ليندركينغ إلى عدن تحمل رسائل من أهمها، الإدانة الأميركية لاستمرار الهجوم على مأرب.وفي حديث لنشرة سابقة للجزيرة، قال وزير الخارجية اليمني إن التقدم العسكري للحوثيين في محافظة مأرب لن يحسم المعركة، وهي المحافظة الغنية بالنفط.
من جانبه، جدد المبعوث الأميركي -الذي يزور اليمن لأول مرة- تضامن بلاده ودعمها للحكومة، مشيرا إلى أن واشنطن ستواصل دعم جهود إنهاء الحرب وإحلال السلام، والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية.وشدد رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا معين عبد الملك -أمس الاثنين- على ضرورة وجود “عقوبات لردع السلوك الحوثي وداعميه في طهران، ووقف فوري للهجمات الحوثية على محافظة مأرب، واستهداف الأعيان المدنية في السعودية”.
وأضاف عبد الملك -خلال لقاء جمعه في عدن بالمبعوث الأميركي ومعه القائمة بأعمال السفارة الأميركية لدى اليمن كاثي ويستلي- على أهمية الانتقال إلى “آليات ضغط دولية أكثر فاعلية، بما في ذلك مواجهة التدخل الإيراني في اليمن ومشروعها المهدد لأمن واستقرار المنطقة والملاحة الدولية”.ومنذ بداية فبراير الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات من النفط والغاز واحتوائها على محطة كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.ميدانيا، قال التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إن 115 مسلحا حوثيا قتلوا خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما أفادت جماعة الحوثي أن التحالف شن 40 غارة جوية على محافظة مأرب التي تشهد قتالا محتدما بين الحوثيين والقوات التابعة للحكومة.
بدورها، أفادت وكالة الأنباء “سبأ” التابعة للحوثيين بأن غارات طيران التحالف أمس الاثنين تركزت على مديرتي صرواح والجوبة في محافظة مأرب، مضيفة أن الغارات خلفت أضرارا كبيرة بممتلكات المواطنين ومزارعهم.وفي سياق متصل، دعت السلطات اليمنية أمس الأمم المتحدة إلى التدخل لإعادة فتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة تعز والمغلقة منذ سنوات، وقال محافظ تعز نبيل شمسان -خلال اجتماع له مع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ- إن “أبناء المحافظة ينتظرون نتائج مثمرة لهذه الزيارة، من خلال تعزيز مكانة تعز في المفاوضات والإحاطات الأممية والتخفيف من حدة الحصار وإغلاق الطرق والمعاناة الباهظة التي خلفها هذا الحصار”.ويفرض الحوثيون حصارا على مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة، منذ اندلاع النزاع في 2015، ويمنعون قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان والمتضررين من الحرب.
وزيارة غروندبرغ هي الأولى لمبعوث أممي إلى المدينة منذ بدء الحرب قبل نحو 7 سنوات، ولا يزال تنفيذ اتفاق بشأن تعز -وقعته الحكومة والحوثيون في ديسمبر/كانون الأول عام 2018- متعثرا، إذ كان من المفترض تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين وممثلين عن المجتمع المدني للتفاوض بشأن فك الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على المدينة.ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان -البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة- يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.