
بعد 120 دقيقة مجنونة مليئة ب”السوسبناس” تمكن الخضر أشبال المدرب الشاب مجيد بوقرة من التتويج بمونديال العرب بالعاصمة القطرية الدوحة أمام المنتخب التونسي بنتيجة هدفين لصفر، من توقيع “الأمير” سعيود وبراهيمي في الوقتين الإضافيين، في مباراة كانت جد صعبة ولعبت لغاية آخر رمق منها وبهذا بعد التتويج بالكان في 2019، الجزائر تتوج بالتاج العربي لأوّل مرها في تاريخها…
وقد جرى نهائي مونديال العرب في أجواء خرافية بحضور شخصيات كروية بارزة، على رأسهم، أمير دولة قطر، رئيس الفيفا جياني أنفنتينو، وعدّة نجوم، من بينهم دافيد بيكام، دوسايي مارسال، أندريا بيرلو وكافو، وكل شيء كان على التمام قبيل انطلاق القمة المغاربية بين الشقيقين الجزائري والتونسي.
البداية التي كانت نسبيا لصالح “الخضر”، لكن من دون تسجيل أي محاولة خطيرة، عكس المنتخب التونسي، الذي كاد يفعلها في الدقيقة الـ14 بعد مخالفة من نعيم السليتي ورأسية بلال العيفة التي ترتطم بالعارضة الأفقية وأربع دقائق بعدها نعيم السليتي يقذفعند مدخل الـ18 متر والحارس مبولحي يتألق ويخرج الكرة للركنية وقبلها بدقيقة فقط، بن عيادة كان قد تدخل أمام المهاجم التونسي وأخرج كرة ساخنة للركنية.
أخطر محاولة للخضر كانت في الدقيقة العشرين، أين أهدر الطيب مزياني هدف لا يضيّع عندما وجد نفسه وجه لوجه إثر تمريرة من بونجاح ويقذف في الستة أمتار خارج المرمى، محاولة كان تضييعها أصعب من تسجليها.
“الماكر” والفنان بلايلي في الدقيقة الـ32 يفعل كل شيء، يراوغ ويتوغل في منطقة العمليات ويمنح “هدية” لبراهيمي، الذي عوض أن يقذف بداخل منطقة العمليات أراد أن يراوغ وبهذا يفوت ثاني أخطر محاولة للخضر منذ بداية المباراة.
مع نهاية الشوط الأول تزايد الحماس والنرفزة بين اللاعبين، ما دفع بالحكم الألماني أن يتدخل ويوزع بعض البطاقات الصفراء لتهدئة النفوس وبهذا انتهت المرحلة الأولى بهذا التعادل السلبي بين المنتخبين.
في الشوط الثاني، الخضر دخلوا بقوة باحثين عن هدف السبق وكاد يكون لهم في الدقيقة الـ53، عندما لمس أحد لاعبي تونس الكرة باليد، بعد توغل بلايلي، في منطقة العمليات، ورغم العودة “للفار” لم يتم الإعلان عنها مفاجأة للجميع.
ومع مرور الدقائق أصبحت الأمور أكثر تعقيدا، خاصة وأن التعب والإرهاق كان سيد الموقف، خاصة للاعبي الهجوم وعلى رأسهم يوسف بلايلي الذي انهار بدنيا في الدقائق الأخيرة. ولهذا كانت الدقائق الأخيرة من المباراة صعبة للغاية.في الدقيقة الأخيرة من المباراة، الهداف التونسي الجزيري أوقف قلوب الجزائريين عندما وجد نفسه وجه لوجه مع الحارس مبولحي، لكن لحسن حظ الخضر، كرته كانت خارج المرمى.
وبهذا انتهت التسعين دقيقة بنفس النتيجة التي بدأت بها وبهذا ذهبت المباراة للشوطين الإضافيين.بداية الشوطين الإضافيين كانت تونسية، لاسيما في الدقيقة الـ92، وخطأ من البديل دراوي كاد يستغله السليتي، لولا تدخل شتي، الذي أنقذ فريقه من هدف محقق، لأن اللاعب التونسي كان سيجد نفسه وجه لوجه. بعدها تحرك الخضر وصنعوا بعض الفرص التي أهدرت، لاسيما من سعيود، الذي ضيّع ما لا يضيّع، قبل أن يتدارك في الدقيقة الـ99 ويسجل هدف ولا في الأحلام من خارج منطقة العمليات، بعد عمل في الجهة اليمنى من بن عيادة وتمريرة من بونجاح، يسكن الكرة في الشباك فاتحا باب التهديف (1-0).
في الشوط الثاني الإضافي عان المنتخب الوطني كثيرا أمام التونسيين الذين فعلوا المستحيل للعودة في اللقاء وفي الثانية الأخيرة إثر ركنية تونسية، بلعمري يخرج الكرة وبراهيمي يجد يقود الكرة لوحده ويضيف الثاني مرسما تتويج الخضر بالتاج العربي.
مبولحي يتوج كأحس حارس و براهيمي كأحسن لاعب رفقة بلايلي في هذه الدورة
هذا و أبدى الدولي الجزائري أمير سعيود سعادته بالفوز على تونس، كما كشف كيفية تسجيله للهدف الأول في هذا النهائيوصرح سعيود، عقب المباراة: “حاولت عدة مرات للتركيز أمام المرمى، أخفقت في مناسبتين، ونحجت في الثالثة”وتابع النجم الجزائري: “أشكر زملائي اللاعبين على آدائهم طيلة هذه البطولة، التي واجهنا فيها منتخبات مميزة”وختم أمير سعيود، قائلا: “الحمد لله على هذا التتويج المستحق، الذي نهديه لكل الشعب الجزائري الذي ساندنا”
للتذكير فإن تتويج المحاربين لم يتوقف عند هذا الحد بل توج الحارس رايس مبولحي كأحسن حارس في الدورة و ياسين براهيمي بجائزتي أحسن لاعب في الدورة إلى جانب ثاني هذه لها كما توج يوسف بلايلي بثاني أحسن لاعب في الدورة إلى جانب اللاعب القطري عفيف الذي جاء كثالث أحسن لاعب في الدورة و هو ما يؤكد فوز المحاربين على الطول و العرض بهذه الدورة العربية .
رئيس الجمهورية: “مبروك يا أبطال العرب..الله يفرّحكم كما فرحتونا”
هنأ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمسية يوم أمس ، المنتخب الوطني بعد فوزه بكأس العرب أمام المنتخب التونسي.وكتب رئيس الجمهورية تغريدة عبر حسابه في التويتر جاء في مضمونها:
هذا وتوّج أمسية السبت، المنتخب الجزائري المحلي، بلقب كأس العالم للمنتخبات العربية بعد الفوز المحقق في المباراة النهائية أمام تونس بنتيجة 2-0.وسجل هدف المباراة الوحيد اللاعب أمير سعيود في الدقيقة الـ9 من الوقت الإضافي الأول بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء.كما أضاف براهيمي الهدف الثاني في الدقيقة 125 من عمر المواجهة التي امتدت الى الأوقات الإضافية.
كما هنأ الفريق سعيد شنڨريحة رئيس أكان الجيش الوطني الشعبي بتتويج الخضر بكأس العرب على نظيره التونسي بهدفين لصفر.
ل.عبد القادر