حققت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران في قضية سرقة مادة الصوجا والمقدرة بأكثر من 301 طن بقيمة 23.510,400 دج،من مخازن اوناب بميناء وهران المتابع فيها موظفين بالشركة و بالميناء ناهيك عن شرطيين،حيث قضت بإدانة كل من (أ.ه.الحاج)،(ف.سليمان)،(ش.سيد احمد)،(ب.عابد) ب4سنوات سجنا نافذا ،مع انقضاء الدعوى العمومية فيما يخص المتهم(ب.محمد) بوفاته بالمؤسسة العقابية، في حين قضت ببراءة باقي المتهمين الثمانية من بينهم شرطيين من جميع التهم الموجهة إليهم،و عن الجنايات المتابعين بها تكوين جمعية أشرار،السرقة بتوافر ظروف الليل و التعدد واستعمال مركبة ، مساهمة الموظفين في جنايات مكلفين بمراقبتها وجنحة الإهمال المؤدي إلى ضياع وسرقة أموال عمومية ،جنحة التزوير واستعمال المزور.
حيث يستخلص من وقائع القضية أنه بتاريخ الثامن نوفمبر من سنة 2018 حررت مصالح أمن شرطة الحدود البحرية بوهران تقريرا إخباريا إلى السيد وكيل الجمهورية بمحكمة وهران مفادها تلقيهم معلومات أنه سوف يتم سرقة مادة “الصوجا” من مخازن شركة “أوناب” بميناء وهران بواسطة 03 شاحنات والتي لم تتمكن مصالح الأمن من توقيفها، في حين تم توقيف الفاعلين ويتعلق الأمر بعمال الشركة (ش.سید احمد)،(ب.محمد)، (ف.سليمان) وذلك بناءا على بلاغ مسبق من عامل آخر في الشركة يدعى (ع.ن) الذي كان رفقة الفاعلين ، الا انه لم يتمكن من الاتصال بمصالح الأمن لكونه كان محاطا بالفاعلين وانه تمكن من مشاهدة رقمي الشاحنتين التي سرقت البضاعة ليتبين أن الرقم الثاني غير معروف، في حين أن رقم التسجيل الأول للشاحنة هي ملك للمدعو (ب.جلول) المقيم بحي 500 مسكن النجمة وهران الذي قام بتغيير محل إقامته فلم يتم سماعه.
عند سماع (ع.ن) من طرف مصالح الأمن بوهران صرح انه يعمل كأمين مخزن بالديوان الوطني لتغذية الأنعام وانه بتاريخ 31-10-2018 عرض عليه المدعو (ف.سلميان) فكرة المشاركة في سرقة مادة “الصوجا” من مخازن الشركة في الميناء ،ليعيد الاتصال به يوم 06-11-2018 وأخطره أن عون الأمن المكلف بالحراسة ليلة 07-11-2018 المدعو (ش.سيد احمد) هو شريك في عملية السرقة ثم افترقا والتقيا مجددا في الأمسية، أين تقدم إلى بيته (ف.سليمان) على متن سيارة من نوع بيجو 406 يقودها شخص يدعى الحاج محمد وانه من سوف يشتري منهم البضاعة المسروقة ، ليتوجه رفقتهما إلى محور الدوران بحي جمال الدين، فطلب منه (ف.سليمان) النزول من السيارة والركوب في سيارة أخرى من نوع “بولو” لسائقها المدعو (ب.محمد) يشتغل كعون أمن
لدى الديون ولما وصلوا إلى الميناء بقي هذا الأخير على اتصال بالمشتبه فيه (ش.سيد احمد) وبعد فتح المخزن رقم 01 من طرف (ب.محمد) الذي أخذ المفتاح من مكتب رئيس قسم التسويق المسمى “هشام”، اخرج الرافعة (ف.سليمان) وشحنوا البضاعة من المخزن رقم 02، بعد
فتحه بمفتاح كان بحوزة (ش.سید احمد) وقاموا بإدخال الشاحنات الثلاث وشحنوا عليها مادة “الصوجا” وقد سلمه المشتبه فيه (ف.سليمان) مبلغ 30 مليون سنتم وغادروا المكان، في حين و اصل (ش.سيد احمد) عمله ولما هموا بالخروج من الميناء تم توقيفهم على متن السيارة نوع “بولو” من طرف مصالح الأمن.عند سماع المشتبه فيهم (ف.سليمان)، (ش.سیداحمد) ،(ب.محمد) -هذا الأخير توفي مؤخرا في المؤسسة العقابية- اعترفوا بعملية السرقة أمام مصالح الأمن وعند سماع المشتبه فيه (أ.ه.الحاج) الذي كان على اتصال هاتفي مع (ش.سید احمد) وقت الوقائع أنكر ما نسب إليه، كما تبين أيضا أنه كان على اتصال مع (ع.بن دحمان) الذي يملك طاحونة ويتاجر في أعلاف الأبقار.
من جهته المشتبه فيه (م.عبد الكريم) صرح لدى مصالح الأمن انه يشتغل كمساعد مكلف بالأمن والوقاية لدى شركة “اوناب” وأن مهامه تتمثل في حراسة أفواج الحراسة وبتاريخ الوقائع اتصل به عون الأمن (ب.محمد) الذي لم يكن يعمل يومها واستفسره عن مكان تواجده ودامت المكالمة أربع(04) دقائق وبعد حدوث السرقة تأكد انه اتصل به لمعرفة مكان تواجده فقط تحسبا للدوريات التي يقوم بها كمراقب لأفواج الحراسة، مضيفا أنه كان من المقرر أن يعمل في ذلك اليوم (ش.سید احمد) و(ر.عبد القادر) و(ب.بلعباس)، هذين الأخيرين تغيبا عن العمل وقدما شهادتين طبيتين في اليوم الموالي لتبرير غيابهما ليتضح أن الشهادتين الطبيتين مزورتين أما عون الأمن بالميناء (ب.ج.س.مختار) صرح انه كان يزاول عمله يوم الوقائع حتى الساعة الرابعة مساءا، فاتصل بزميله في العمل (ر.عبد القادر) لمبادلته في العمل، فتحجج هذا الأخير بأنه مريض وان (ش.سید احمد) سيحضر لمبادلته أين حضر هذا الأخير وقام بمبادلته لوحده، مضيفا بأنه لم يتصل برئيس الفوج لكونه يقيم بعيدا ولم يؤشر في السجل التسجيل الغياب.أما المدعو (ق.عبد الحق) عون التنفيذ التابع لفرقة الحراسة العامة للجمارك بميناء وهران صرح انه يعمل من الساعة 07 مساءا إلى غاية الساعة 07 من اليوم الموالي وان مهامه تتمثل في استلام وصولات خروج الشاحنات من سائقيها، إلا أنه لا يتذكر يوم الوقائع أن مرت عليه شاحنات محملة من مخازن شركة اوناب وهذا نظرا لكثرة الشاحنات التي تمر من باب الميناء الذي يتولى حراسته.
كما صرح المدعو (ا.محمد) بصفته رئيس زمرة بفرقة الحراسة بالجمارك أن مهامه تقتصر في مراقبة الأعوان المتواجدين على مستوى أبواب الميناء ولم يعاين يومها أي شيء مشبوه،في حين الشرطيين (ج.عبد الكريم) و(ب.ع.فيصل) باعتبارهما مكلفين بحراسة باب الميناء صرحا أنهما يقومان بمراقبة وثائق الشاحنات عند دخولها إلى الميناء بما فيها تصاريح المرور وعند الساعة التاسعة و عشر دقائق تقدم منهما شرطيان تابعان لمصلحة الاستعلامات بشرطة الحدود واخبروهم بوجود 03 شاحنات مشبوهة بصدد العبور وعند مراقبة وثائقها والتأكد من صحتها أخلو سبيلها بحضور عناصر شرطة الاستعلامات العامة، مضيفا أنه عند الساعة العاشرة و عشرون دقيقة ليلا قام (ب.ع.فيصل)بتوقيف 03 أشخاص كانوا على متن سيارة من نوع “بولو” بالتنسيق مع عناصر أمن الاستعلامات.خلال جلسة المحاكمة تراجع جميع المتهمين عن الأفعال المنسوبة إليهم ناكرين واقعة السرقة.
ممثل الحق العام خلال مرافعته التمس توقيع 10 سنوات سجنا نافذا ضد المتهمين الاربعة الموقوفين و سنة حبسا نافذة ضد باقي المتهمين ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.ا