
تقديم مؤلف ” موريس أودان : الشريط المرسوم” لمحمد بوجلة
تم يوم الخميس بالجزائر العاصمة تقديم مؤلف جديد من نوع الشريط المرسوم بعنوان “موريس أودان: الشريط المرسوم” من توقيع الفنان محمد بوجلة وهو عبارة عن شهادة فنية تروي محطات من حياة المناضل الشاب في سبيل القضية الوطنية, وذلك ضمن برنامج مداخلات الطبعة ال13 لمهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم (فيبدا).
واوضح المؤلف محمد بوجلة ,في مداخلته برياض الفتح , أن الهدف من إصدار مؤلفه “موريس أودان : الشريط المرسوم” هو تعريف الجيل الجديد بهذه الشخصية التاريخية و المناضل الذي توفي تحت التعذيب خلال حرب التحرير الوطني سنة 1957 عن عمر ناهز 25 سنة من أجل استقلال الجزائر مبرزا أن خيار تناول شخصية موريس أودان عبر تقنية الشريط المرسوم راجع إلى أن هذا النوع الفني يستقطب اهتمام الشباب ويعرف إقبال كبير من طرفهم كونه يبسط المعلومة.وذكر ذات المتحدث, أن مراحل إنجاز مؤلفه الجديد وهو عبارة عن قصة مصورة تاريخية –صادر عن منشورات زاد لينك و يقع في 48 صفحة –,عرف كمرحلة أولى كتابة السيناريو إعتمادا على جمع المادة والأرشيف التاريخي بتعدد مصادره إلى جانب الشهادات الحية ثم كمرحلة ثانية تصميم الرسومات أين اعتمد الأبيض والأسود ليكون العمل أصيلا و واقعيا يحترم خصوصيات المرحلة التي يتناولها الإصدار و وفيا للحقيقة التاريخية.
وأفاد المؤلف أنه بعد الانتهاء من النسخة الأولى من السيناريو قام بالتواصل مع بيير أودان نجل المناضل موريس أودان لإبداء ملاحظاته حيث زوده بالكثير من المعلومات العائلية والصور والارشيف ووجهه بإجراء تعديلات عديدة على السيناريو ليتماشى والحقيقة التاريخية كما عبر له عن امتنانه لتناول بهذا النوع الفني مسار والديه موريس وجوزيت أودان النضالي.وتدور أحداث قصة المؤلف بصوت جوزيت أودان أرملة المناضل موريس أودان ورفيقة دربه النضالي في الحزب الشيوعي حيث تنطلق الأحداث من لقائهما الأول في أحضان جامعة الجزائر للعلوم لينتقل بعدها إلى مختلف المراحل التي عايشها الثنائي المناضل على الصعيد الشخصي والعلمي والنضالي إلى غاية اعتراف الدولة الفرنسية رسميا سنة 2018 بضلوعها في جريمة اغتيال موريس أودان وتعذيبه وصولا إلى مرحلة وفاة زوجته بعد ذلك سنة 2019.
واعترف المؤلف, أنه” مازج بين الحقيقة التاريخية والخيال لنسج خيوط وألوان قصته المصورة” مشيرا أنه لا يمكن الإلمام بكل تفاصيل المناضل وزوجته عبر مختلف مراحل حياتهما بل هناك فراغات وحتى تكون القصة متسلسلة لا بد من إدخال الخيال لكن دون تجاوز أو الإخلال بالحقيقة التاريخية مع استحضار أجواء سنة 1957, في حين سيصدر المؤلف في نسخته باللغة العربية قريبا.وأكد المؤلف, ان بطل مؤلفه ليس المناضل موريس اودان فقط بل زوجته جوزيت أيضا كونها لم تتوقف عن البحث عن حقيقة اختفاء زوجها قسريا ثم اغتياله من طرف جيش الاستعمار الفرنسي إلى غاية وفاتها سنة 2019 , كما أكد على “أهمية تناول الشخصيات الفرنسية وغيرهم من الأجانب الذين ساندوا الثورة التحريرية عبر نوع الشريط المرسوم لتسهيل ترسيخها لدى الشباب و الحفاظ على ذاكرتها”.
من جهة أخرى , وضمن برنامج اليوم الثاني من مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم , تم تقديم مداخلة تمحورت حول إشكالية “تجربة الشريط المرسوم في تونس” بمشاركة هادي مقديش رئيس “مهرجان ربيع القصة المصورة” بصفاقس (تونس) و الذي استعرض تجربته في المجال و ضرورة الترسيخ للفن السابع لدى الاطفال والشباب كما تحدث الفنان ياسين الليل عن مساره وبداياته في مجال الفن لتاسع حيث تميزت المرحلة بوجود عدد قليل من دور النشر المتخصصة في الشريط المرسوم معرجا على تجربته في إصدار مجلات وتأسيس نوادي أطفال لتشجيع ممارسة هذا النوع الفني الراقي.