ناقشت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران قضية القتل العمدي مع سبق الإصرار المتابع فيها المدعو(ص.محمود) في الثلاثينيات من عمره و كذا زوجته عرفيا (ب.ام الخير) و (ب.يوسف) عن جناية المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار و التي كانت ضحيتهم سيدة أم لطفل ،حيث مثل المتهم الرئيسي على سرير متحرك بعد إصابته بمرض بالمؤسسة العقابية و اضطر لبتر رجليه ،حيث قضت بإدانته ب 20 سنة سجنا و معاقبة شريكته ب5سنوات حبسا نافذا ،في حين برأت ساحة ثالثهما من جميع التهم الموجهة إليه.هذا وقد سبق للمحكمة الابتدائية و أن عاقبت المتهم الرئيسي بالسجن المؤبد.
مثل أمام المحكمة الاستئنافية على سرير متحرك بعد بتر رجله الثانية
بالرجوع إلى تفاصيل القضية البشعة التي تعود لتاريخ التاسع عشر جوان من سنة 2019 عندما تم اكتشاف جثة الضحية ممدة على الأرض مغطاة ببطانية ، و بعد الفحص الأولي للضحية من طرف الطبيب الشرعي تبين أنها تعرضت للشنق و هذا لوجود آثار للشنق على مستوى الرقبة من الجهة اليسرى مع وجود احتقان للدم على مستوى العين و كذا كدمات على مستوى الرأس من الجهة الخلفية زيادة على ذلك جروح على مستوى اليد اليمنى و الصدر ، و بعد التحريات تم التوصل إلى أن الضحية المتوفاة مطلقة و أم لطفل، كما انه يقيم معها رجل و امرأة غرباء عن الحي منذ اليوم الرابع لعيد الفطر لسنة 2019 إضافة للشخص المبلغ وهو المدعو (ب.يوسف) الذي كان يتردد عليها باستمرار،الذي عثر على المرحومة خلال عودته رفقة طفل الضحية الى البيت في حدود العاشرة ليلا داخل غرفة مسكنها الفوضوي بمرسى الكبير بعين الترك و المروحية الكهربائية مشتعلة و موجهة نحوها،ليتم فتح تحقيق في القضية و توقيف المشتبه فيهم بعد أن تلقت مصالح الدرك الوطني بتمنراست شكوى من قبل المدعوة(ب.أم الخير) في العشرين من عمرها ضد خليلها(ص.محمود) الذي يحتجزها بعد ارتكابه لجريمة قتل بوهران ،حيث كشفت أنها كانت تعيش برفقة هذا الأخير بمسكن الضحية فتيحة بمرسى الكبير بعد أن هربت من منزلها و ذلك بمساعدة(ب.يوسف) خليل الضحية وكانت تربطهما سابقا علاقة عاطفية ،وبعد مكوثهما بحوالي 15 يوما بدأ (ص.محمود) يشك بها و أنها تخونه مع يوسف كما ارجع اللوم على الضحية فتيحة و يوم الواقعة ابرحها ضربا و هددها بقول الحقيقة لكنها كانت تجيب بالنفي، إلى غاية الخامسة مساء أين حضرت صاحبة المسكن فتيحة و نشبت مناوشات بينها و بين (ص.محمود) بعد أن بدأ بسبها و شتمها كونها على علم بالخيانة التي يتعرض لها لكنها أنكرت، حينها أجلسها على الكرسي و طلب منها جلب وشاح و دون أي سابق إنذار لفه على عنقها ثم أسقطها أرضا و ثبت رأسها على الأرض برجله إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة و شاهدتها تنزف دما من انفها و فمها ،فلم تحرك ساكنة من شدة الخوف و المنظر،حينها أمرها بمسح الدم فنفذت طلبه خوفا منه ،ليقوم هو بلفها و وضعها فوق السرير ،ثم وضع أداة الجريمة و بعض ثياب الضحية في كيس و قام بحرقهم كما أخذ هاتفها النقال و سلمه لعامل بمحطة البنزين مقابل ملأ خزان دراجته النارية بالبنزين ،ثم توجها إلى مغنية عند أحد معارفه ،وقتها اتصلت بالرقم الاخضر للدرك الوطني لكنه سرعان ما اقفلت الخط بعد أن كشف امرها فقرر مغادرة المنطقة وعبور الحدود ليعلم أن ذلك مستحيل ليتوجها الى الصحراء و استقروا بولاية تمنراست عند احد اصدقائه حينها استغلت الفرصة و فرت الى مصالح الدرك الوطني و اعلمتهم بالقضية ،حيث حاول اقناعهم بأنها زوجته الشرعية و بها مس و هو قادم الى هنا لعلاجها،ليتم توقيفه و التحقيق معه.
لدى سماع الجاني عبر جميع مراحل التحقيق و اثناء جلسة المحاكمة اين مثل على سرير متحرك بعد اصابته بمرض استدعى بتر رجله الثانية في جلسة الاستئناف اعترف بأنه بالفعل قام بإزهاق روح المرحومة (ب.فتيحة) و هذا بمشاركة كل من المتهم (ب.يوسف)و (ب.ام الخير) و المسماة سهام وهذا بسبب قضية شرف لأن المتهم يوسف أقام علاقة مع المسماة سهام التي تعتبر زوجته بالفاتحة و هذا بعلم و تسهيل من المرحومة و التي قامت أيضا بإخفاء هذا الفعل عنه ، حيث قام بخنق المرحومة بمساعدة المتهم (ب.يوسف) أما المسماة سهام فقد ساهمت في إمساك المرحومة و ضربتها بواسطة قارورة عطر ،كما أرادت ضربها بواسطة نازع المسامير و قد قام هو بنزعه من يدها.في حين انكر المدعو(ب.يوسف) علاقته بالجريمة و انه يوم الوقائع كان بمكان عمله بصالة كمال الأجسام التي يعمل بها من التاسعة صباحا الى العاشرة ليلا و اصطحب معه الطفل الصغير ابن المرحومة معه بطلب منها حيث كانت تربطه بها علاقة عاطفية ،و انه فعلا من دبر المسكن بدون مقابل للمدعوين (ص.محمود)و(ب.ام الخير) المدعوة سهام و لم يشاركهما بالجريمة و تفاجأ بجثتها هامدة بعد البحث عنها ليقوم بإبلاغ مصالح الأمن.
من جهتها المدعوة سهام انكرت مشاركتها في الجريمة و كل ما قامت به كان تحت التهديد و الخوف و فور سمحت لها الفرصة أبلغت السلطات المختصة.ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لثبوت التهم ضد جميع المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة السجن المؤبد لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ