المشاركون يبرزون دور الشيخ أبو بكر الحاج عيسى في العمل الإصلاحي وتنشئة الأجيال
أجمع المشاركون من أساتذة وباحثين في الندوة الفكرية والتكريمية التي نظمتها إذاعة القرآن الكريم ، هذا الخميس بمقر إذاعة الأغواط الجهوية، تحت عنوان ” أعلام و مراجع” في عددها الرابع، على دور العلامة أبو بكر الحاج عيسى وطريقته البيداغوجية المميزة في العمل الإصلاحي وإسهاماته الثرية في تربية وتنشئة الأجيال، مبرزين خصاله ومناقبه الحميدة.
وخلال استعراضه للسيرة الذاتية للراحل منذ ولادته اعتبر الدكتور مبروك زيد الخير ، أن الراحل يعد رجلا فذا بأتم معنى الكلمة فهو من عائلة فقه وصلاح ،تلقى تعليمه الأول من مشايخ مدينة الأغواط ومن غيرها على غرار الشيخ مبارك الميلي والسعيد الزاهري ، ثم انتقل إلى الزيتونة ، حيث تلقى علومه هناك على يد كبار المشايخ منهم الشيخ محمد النخلي الشيخ الشطي، الشيخ محمد الطاهر بن عاشور والشيخ الشاذلي النيفر وغيرهم، ليرجع بعد ذلك إلى الجزائر ليكون له من ألمعيته ليحقق مرحلة التأصيل والتعمق .
وأردف قائلا ” كان شغفه بالطلب والتحصيل ملكة فكرية وذوقية وعبقرية خاصة، وكان من المتواضعين للطلب و خافضي الجناح لشيوخه كالشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ مبارك الميلي والشيخ بن يقضان والشيخ بيوض، و الشيخ الشيخ شيبان ، كان الراحل من الشغوفين جدا بالمطالعة، فكانت له اكبر و غنى مكتبة بالأغواط ، كما انشغل بالتعليم والتوجيه التربوي رافضا أرقى المناصب التي عرضت عليه .كما أشار المتحدث ذاته إلى ذكاء الراحل في التواصل مع الناس، حتى عبر عنه الشيخ البشير الإبراهيمي أنه الألمعي الذي يحسن بك الظن وكأنه قد رأى و سمع ،كما كانت له طريقة بيداغوجية متميزة التي أنشأت جيلا و ربت أمة”.
وفي تدخله، تطرق الدكتور توفيق جعمات أستاذ بقسم اللغة والأدب العربي بجامعة الأغواط، بالتحليل منهجية التكوين في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقيادة الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس، موضحا بأنها انفردت بمنهجية ميزتها عما كان قبلها متمثلة في وحدة التصور المكاني والشمولي حول قضية التعليم، فكان مفهوم العلم للجمعية يجمع بين العلم والعمل بين العلم والدعوة العلم والوطنية، إضافة إلى أن التكوين حينها لم يقتصر عملها على منطقة معينة بل شمل التراب الوطني، وحتى خارجه، إضافة إلى الاستهداف الذي شمل التعليم المرأة والرجل والصغار والكبار”.
وفي هذا الإطار، يرى المتحدث أن سر نجاح هذه المنهجية هو الثبات ونتائجها تمثلت في الكم الهائل من الجامعيين الذين صنعوا مجد الجزائر على غرار الراحل ابو القاسم سعد الله، عبد الله ركيبي، أبو العيد دودو، عثمان سعدي، الراحل عبد الحميد بن هدوقة، عبد الله شريط، عبد المالك مرتاض، والدكتورة زهور ونيسي، فهذه النخبة هي التي صنعت مجد الجامعة الجزائرية”.
أما عميد كلية العلوم الإنسانية والإسلامية والحضارة بالأغواط، محمود علالي، فتطرق إلى البئية الإجتماعية و الثقافية السائدة أنذاك .وأشار إلى تأثير الشيخ مبارك الميلي على فكر العلامة ابو بكر حاج عيسى، كما تحدث عن دوره الكبير في التدريس و مباشرة عمله الإصلاحي بالأغواط ، باستخدام اليات النهضة الفكرية عن طريق توظيف النوادي و المساجد، وواصل قائلا :” نظرا للمستوى العلمي للشيخ ابي بكر حاج عيسى فقد دعي من طرف الشيخ عبد الحميد بن باديس للتدريس بالمسجد الأخضر، وهو ما يفسر اقتناع هذا الأخير بمستوى العلامة ابي بكر حاج عيسى العلمي”.
واسترسل المتحدث ذاته بالحديث عن مختلف المدارس والنوادي التي كان للراحل الدور الفاعل في التدريس بها، مشيرا إلى المضايقات التي تعرض لها من طرف الإستعمار الفرنسي لغلق هذه المدارس، وهو ما رفضه الشيخ عبد الحميد ابن باديس مجندا رفيقه الراحل الشيخ البشير الإبراهيمي لمواصلة التنشيط التعليمي و ابراز فعاليتها في المجتمع.ونوه المتدخل بدور العلامة و فضله الكبير في تأسيس مدرسة التربية والتعليم بالأغواط، حيث شارك سكان المدينة في بنائها، وكان ابو بكر حاج عيسى من أوائل المدرسين بها.للإشارة فقد تم منح درع تكريمي لعائلة الراحل الشيخ أبي بكر حاج عيسى عرفانا بإسهاماته الجليلة .