
سمح لـ 5600 مغربي بالحرقة إلى سبتة المحتلة … المخزن المغربي يحرق شعبه لحل قضاياه
لا زالت السيول البشرية المتدفقة من المدن الساحلية المغربية “الفنيدق، بليونش وطنجة”، تتواصل نحو “سبتة” المغربية والتابعة لإسبانيا، أمام اندهاش العالم، وصمت مطبق من طرف المخزن المغربي، بعدما تمكن يوم الاثنين 5600 مغربي حسب تقارير إعلامية مغربية محلية من التوجه نحو سبتة مشيا وسباحة، بين قصر،مراهقين، شباب،شيوخ وعائلات، أمام أنظار حراس الشواطئ المغربيين، الذين لم يتصدوا لعملية الهجرة غير الشرعية.
وتعتبر هذه الهجرة السرية لسبتة الأكبر منذ سنوات بعدما سبق وأن نجح 70 شخصا من الوصول إلى يابسة سبتة انطلاقا من مدينة الفنيدق التي تفصل بينهما مسافة 5 كم فقط، وتوفي اثنان منهم، في حين أعادت اسبانيا 63 منهم إلى الأراضي المغربية، شهر افريل الفارط. وجاءت الهجرة السرية هذه بعد استحالة العيش بالفنيدق، من طرف المغربيين الذين أصبحوا تحت خط الفقر، في ظل تجاهل السلطات لمطالبهم الاجتماعية التي جعلتهم تحت رحمة الاعتداءات الوحشية للبوليس المخزني، الذي حاول أن يمنعهم من تنظيم الاحتجاجات التي تمت منذ فترة قريبة، بعدما حاول هؤلاء المواطنين إيصال صوتهم إلى الملك محمد السادس، وتذكيره بتواجدهم بمنطقة مغربية ومن حقهم العيش بكرامة مثل باقي المناطق، عقب غلق السلطات الاسبانية باب الشغل بمنطقة سبتة.
بينما أكد ملاحظون أن المخزن المغربي رد على السلطات الاسبانية بطريقته الخاصة وهي إغراق مدينتها بالمغربيين بطريقة غير شرعية، بعدما استقبلت زعيم البوليساريو “ابراهيم غالي” للعلاج على أراضيها منذ أيام. لأنها قضية مصيرية بالنسبة للمخزن المغربي ويعتبر انتصارا للقضية الصحراوية، التي يرفض المخزن الاستماع للشرعية الدولية والسماح بتطبيق حق تقرير المصير للصحراويين المشردين في بقاع العالم، لإنهاء آخر مستعمرة بافريقيا، إلى جانب محاولة خلق أزمة بين اسبانيا ودول الاتحاد الأوروبي، لأن القادمين من المغرب إلى سبتة ستكون لهم محطة عبور فقط، نحو باقي دول، مثلما حدث في 2015 باليونان. بينما رأى آخرين أن عملية الهجرة التي مازالت متواصلة رغم نزول الجيش الاسباني إلى شوارع سبتة لتطويق الشواطئ والتكفل بالمهاجرين غير الشرعيين لاسيما القصر، النساء والشيوخ، تعتبر وصمة عار في جبين المخزن المغربي، لأن صمت الأمن المغربي على عملية الهروب من الفنيدق، دليل أن سلامة وأرواح الشعب لا تهم الملك ومخزنه، وإنما همه قضاياه التي تخدمه على حساب الشعب. وأنه استغل الظروف البائسة التي يعيشها سكان الفنيدق والبليونش، وجعلهم يرمون بأنفسهم وسط البحر، دون مشاعر إنسانية ولا حقوق إنسان.
يذكر أن أصواتا سياسية إسبانية طالبت باستقالة وزير الداخلية الإسباني لأنه لم يتمكن من حل الأزمة المغربية الإسبانية واعتبرت هجرة المغربيين من الفنيدق وبليونش وحتى مهاجرين أفارقة بطنجة إلى سبتة أمام صمت الحرس المغربي، هو تحدي صارخ للمخزن المغربي على الأراضي الإسبانية وحقوق الإنسان، وأن هذه العملية المفاجئة التي تمت، خلقت فوضى عارمة بسبتة وستخلق الكثير من المشاكل للسكان هناك.
ميمي قلان