معرض الحلي التقليدية فرصة للتعريف بالموروث الثقافي و تسويق منتجات الحرفيين بالشلف
شكل معرض الحلي التقليدية الذي احتضنه المتحف العمومي الوطني “عبد المجيد مزيان” بالشلف يوم الأحد فرصة أمام الحرفيين والحرفيات للتعريف بالموروث الثقافي المحلي و تسويق المنتجات في هذا المجال، حسبما أفاد منظمون ومشاركون في هذه الفعاليات.
و يأتي هذا النشاط ذو الأبعاد الثقافية والتاريخية والاجتماعية التي تمت بصلة لهوية منطقة حوض الشلف, تزامنا واليوم العربي للتراث الثقافي, للتعريف بمختلف الحلي التقليدية التي أبدعت أنامل الحرفيات بالخصوص في صناعتها من مواد أولية محلية على غرار المرجان والجوهر الأصلي و الأصداف البحرية و كذا الفضة.
و أوضح مدير الثقافة والفنون, جمال محمود حسناوي أن مصالحه و سعيا لتشجيع صناعة الحلي التقليدية والحفاظ على هذا الموروث, قامت بدعوة جميع الناشطين في هذا المجال للتعريف بمختلف منتجاتهم لدى قاطنة الشلف و كذا تسويقها حتى إلى باقي الولايات.و أشاد ذات المسؤول بإقدام عديد الحرفيات على فتح ورشات ببيوتهم ضمن مسعى الحفاظ على هذه الحرفة وتلقينها لأبناء الجيل الحالي, داعيا إياهن إلى تأطير نشاطهن وتوسيعه من خلال الشراكة مع حرفيات من ولايات أخرى.
و في هذا السياق، أكد مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف, سيدأحمد زناقي, أن مصالحه توفر للحرفيين والحرفيات فضاء دوريا لعرض منتجاتهم, فضلا عن دورات تكوينية من شأنها صقل المواهب الصاعدة و الاستغلال الأمثل لخبرة كبار الحرفيين.
بدورهن أجمعت مشاركات في هذا المعرض أن مثل هذه المناسبات تساعد في الترويج لصناعة الحلي التقليدية خاصة أنها ضاربة في تاريخ وعادات منطقة الشلف المتنوعة وكذا الانفتاح على المشاركة في معارض وطنية و دولية.و صرحت مزوار الشريفة (حرفية): “جئنا للمشاركة في معرض الحلي للحفاظ على هذا النشاط التقليدي و نحن نسعى لتلقينها لأبنائنا مع إدخال التقنيات العصرية والحفاظ على الطابع التقليدي”.
من جانبها، قالت الحرفية ريان عباس أن مشاركتها لثاني مرة في مثل هذه التظاهرات الثقافية سمحت لها بالاحتكاك بحرفيات أخريات و تطوير أسليب تسويق و عرض منتجاتها, من خلال استغلال شعبة رسكلة النفايات الطبية والورقية و استعمالها كحافظات للحلي.
أما رئيسة جمعية الانتصار الثقافية, فاطمة حمرون, التي شاركت بمجموعة حلي من الفضة التي يرجع تاريخها للعهد الاستعماري, فاعتبرت أن صناعة الحلي التقليدية لابد أن ترافق بدورات تكوينية لتطوير الإنتاج, مع تخصيص فضاءات للتسويق والبيع المباشر للمواطن عبر مختلف ربوع الولاية.و استقطب معرض الحلي التقليدية الذي تزين ليس فقط بما يرمز لهوية حوض الشلف ولكن أيضا هوية مناطق أخرى من الوطن على غرار وسط وشرق وجنوب البلاد, عددا معتبرا من العائلات التي عبرت في آراء رصدتها وأج عن فخرها بهذا الزخم والتنوع الثقافي التي تعكسه فقط شعبة صناعة الحلي التقليدية ناهيك عن مجالات أخرى.