الوطني

 موسم سياحي بمؤشرات “واعدة” عبر منطقة الساورة  بولاية  بشار

 

 

يحمل موسم السياحة الصحراوية مؤشرات “واعدة” عبر منطقة الساورة بالنظر إلى انتعاش عدة أنشطة سياحية وللأعداد الكبيرة من السياح الذين توافدوا على هذه المنطقة منذ انطلاق هذا الموسم في شهر أكتوبر الفارط، حسبما أكده اليوم الأحد مهنيون ومتعاملون في قطاع السياحة والصناعة التقليدية بولاية بشار.

وجاءت في تصريحات لواج لمتعاملين و مهنيين في القطاع بالمنطقة، تسجيل انتعاش في الأنشطة السياحية سيما المرتبطة بالإطعام والفندقة والإيواء لدى الساكن، وأنشطة تجارية مختلفة وبرامج الترفيه والجولات على الأقدام بالكثبان الرملية وعبر مواقع طبيعية وسياحية عبر ولايتي بشار وبني عباس.

وأبرز ممثلون بلديون ومتعاملون في السياحة بدائرة تاغيت (ولاية بشار) وولاية بني عباس، وهما الوجهتان السياحيتان المفضلتان بالساورة لدى السياح الوطنيين والأجانب أن الحركية السياحية التي تشهدها المنطقة لها “انعكاس اقتصادي إيجابي على أنشطة متعاملي القطاع وعلى الساكنة أيضا”.وكانت الفترة الممتدة من أكتوبر إلى غاية ديسمبر 2021 جد مفيدة للإقتصاد المحلي بهذه المناطق سيما منها تاغيت وذلك بالنظر لتوافد أعداد كبيرة من الزبائن الذين يتشكلون بالخصوص من سياح وطنيين القادمين من شتى جهات الوطن، ما ساعد على تكثيف الأنشطة التجارية والخدمات، سيما منها الفندقية والإطعام والنقل والترويج لمنتجات الصناعة التقليدية، حسب ما أوضح مهنيون بقطاع السياحة.وعلى سبيل المثال لا الحصر، سجلت تاغيت ذروة الإقبال من 12 ديسمبر 2021 إلى الفاتح يناير 2022 بتعداد 40.000 سائح وزائر أقاموا بهذه المنطقة ذات الطابع السياحي، مثلما أوضح لوأج في وقت سابق رئيس المجلس الشعبي البلدي محمد شقيفي.

    

 

موسم سياحي متميز جدا

 

وصف السيد محمد ناضور، وهو أحد المتعاملين بقطاع السياحة بمنطقة تاغيت، أن الموسم السياحي الحالي سيما بمنطقتي تاغيت وبني عباس من المواسم “المتميز جدا ” بالنظر إلى الأعداد الكبيرة من الوافدين من السياح وتطور الأنشطة والخدمات في المجال، سيما بعد انخراط الشباب وغيرهم من الفئات الأخرى من الساكنة في هذه الأنشطة، ما ترجم في تحسن أوضاعهم الإقتصادية”. وأضاف أن منذ إطلاق موسم السياحة الصحراوية بالجنوب كان التوافد السياحي “في الموعد”، معتبرا  الأنشطة بهذا القطاع “جد مرضية”، ذلك أن نشاط  الإيواء قد سجل نسبة امتلاء هائلة، سواء في المنشآت الفندقية التقليدية أو عبر الصيغة السياحية ” الإيواء لدى الساكن”، حيث يسجل نشاط نحو ستين عائلة في هذه الخدمة السياحية بتاغيت”.

من جهته، يرى السيد بوجمعة بن الطيب، وهو مسؤول الديوان البلدي للسياحة بإيقلي ويشغل كذلك منصب الأمين العام لدائرة إيقلي (77 كلم عن مقر ولاية بني عباس) أن على الرغم من النجاح الذي تحققه حاليا وجهة الساورة، فإنه بات من الضروري أيضا بعث الوجهات والمنتجات السياحية للمدن الأخرى بالمنطقة على غرار إيقلي التي تزخر بقدرات سياحية وطبيعية هائلة تظل غير معروفة لدى السياح الوطنيين والأجانب”.

وبالنسبة لهذا المسؤول، فإن هذا الإنعاش يتعين أن يكون مرفوقا بأشكال دعم متعددة للدواوين البلدية للسياحة بولايتي بني عباس وبشار بما يسمح لها بترقية المنتوج السياحي ببلدياتهم.واقترح لهذا الغرض إدماج هذه الهياكل في كافة مراحل ترقية المنتوج السياحي المحلي والوطني، سيما في الإستثمار ومرافقة المستثمرين العموميين والخواص، وأيضا تقديم لهم المساعدة الضرورية على الصعيدين المحلي و الوطني، ودعوتهم للمشاركة في التظاهرات الوطنية والدولية، بما يساعدهم على المساهمة فعليا في ترقية وتنمية قطاع السياحة.  كما وجه السيد بن الطيب نداء إلى المستثمرين معبرا عن استعداد الديوان البلدي لضمان مرافقتهم وتجسيد مشاريعهم في هذه الجماعة المحلية التي تتميز بموقع جغرافي يتوسط إقليمي ولايتي بشار وبني عباس، والذي يشكل معطى هام للتنمية السياحية بهاتين الولايتين من الجنوب الغربي للوطن. وحسب ذات المتحدث فإن هذه المنطقة الواقعة على مسافة 160 كلم جنوب بشار تزخر برصيدها في الثقافة الأمازيغية، وتاريخها العريق، حيث المدافن والمنحوتات الصخرية ومواقد الجير والحواجز المائية وقصري إيقلي ومازر، هذه المدينة الأخيرة التي تتواجد على مسافة قريبة من عاصمة البلدية، تشتهر من خلال سبع (7) ينابيع حموية ذات نوعية عالية توجد داخل سبع (7) مغارات مائية، وهي تعتبر من المواقع المفضلة لدى السياح.وقال السيد بن الطيب: “نعمل من خلال ديوان السياحة من أجل ترقية الجولات على الأقدام بالعرق الغربي الكبير وتقديم لعشاق الصحراء فرص للترفيه بالتزحلق على الرمال والحمام الرملي، وأيضا إقامة بالقرية السياحية “توزديت” التابعة للديوان الوطني للسياحة، وأخرى بصيغة “الإيواء لدى الساكن”، حيث نحصي حاليا خمس (5) عائلات تنشط في هذه الصيغة السياحية بمنطقتنا”. وبدوره، أعرب رئيس المجلس الشعبي لولاية بني عباس تهامي قندوسي عن ”الإستعداد” التام لدعم ومرافقة المستثمرين بهذه الولاية، و”تذليل العقبات التي قد تواجههم”.وتطمح هذه الولاية الفتية التي ينجز حاليا بها مطار جديد، إلى جعل قطاع السياحة محركا لتنميتها الإقتصادية بالنظر لما تزخر به من قدرات هائلة سياحية وطبيعية ومنطقة توسع سياحي بمساحة 72 هكتار، مثلما أوضح من جهته والي ولاية بني عباس سعد شنوف.   وتعززت جهود ترقية وتطوير قطاع السياحة بهذه الولاية بمعهد وطني عالي للتكوين المهني مختص في مهن السياحة،  سيضمن للمتعاملين في السياحة توفر يد عاملة مؤهلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى