جامعيون و ناشرون يؤكدون أن الذاكرات الفردية “مصدر لا ينضب” لكتابة التاريخ
أكد جامعيون و ناشرون، يوم الجمعة على هامش الطبعة ال 25 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب أن الشهادات والذاكرات الفردية تعد احدى مصادر كتابة تاريخ حرب التحرير الوطني.
و خلال لقاء حول النشر والتاريخ وكتاب الذاكرة، أكد المؤرخ دحو جربال أن جمع شهادات لحقائق تاريخية لدى شهود يشكل “مادة” لكتابة التاريخ، مضيفا أن “دور المؤرخ يتمثل في تحويل الشهادة إلى وثيقة تاريخية وأكاديمية”.و يرى هذا الباحث، وهو أيضا مدير مجلة النقد الاجتماعي “نقد”، أن الشهادات الشفوية تعد مهمة جدا لكتابة التاريخ الموثق انطلاقا من الذاكرات الفردية.
و من جهته، يعتبر المؤرخ فؤاد صوفي أن الشهادات الشفوية والموثقة للمجاهدين تشكل مادة تسمح بكتابة التاريخ الذي يجب أن “يتحرر من الأرشيف الموثق عن الجزائر الوارد من السلطات الاستعمارية”.
و أردف المدير السابق للمركز الوطني للأرشيف الوطني أنه لا ينبغي اختزال الكتابة وإنتاج الذاكرة بشكل عام في حرب التحرير الوطني لأن “ذاكرة الافراد تشمل تجارب وذكريات الشهود وتمتد عبر الزمن على عكس التاريخ الذي يميز جيلا معينا”.
و بعد أن أعرب الناشر و بائع الكتب، ياسين حناشي عن أسفه “لعدم الاهتمام” بالإنتاج الخاص بالذاكرة، سجل تراجعا كبيرا لمبيعات كتب التاريخ، مشيرا إلى أن “الشباب يولون اهتماما أقل لمؤلفات تاريخ الجزائر”.
و في تدخلها خلال هذا اللقاء، تقول سلمى هلال، ممثلة دور النشر البرزخ أن عمل المؤرخ يتمثل في جمع، من المصدر، شهادات حول حقيقة تاريخية موضوع دراسة وتحليل.و تتضمن الطبعة 25 للصالون الدولي للكتاب بالجزائر، التي تعد إيطاليا ضيفة شرفها، لقاءات حول التاريخ و الذاكرة، احياء للذكرى ال60 لعيد النصر المصادف ليوم 19 مارس فضلا عن ندوات أدبية.و ستتواصل هذه الطبعة، التي دشنت رسميا الخميس، إلى غاية 1 أبريل بقصر المعارض الصنوبر البحري.