الوطني

وزير المجاهدين يؤكد على ضرورة إنجاز مجمع وطني للذاكرة للفترة ما بين 1830 و 1962

 أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة الاثنين بقالمة على ضرورة إنجاز مجمع وطني للذاكرة للفترة ما بين 1830 و1962 و أن فكرة إنجازه “ستحظى بدراسة وافية” لكل المحطات المرتبطة بالفترة الاستعمارية.

وقال الوزير, خلال زيارته لمتحف المجاهد ضمن برنامج إشرافه على اليوم الثاني من الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني للذاكرة المخلد للذكرى ال77 لمجازر 8 ماي 1945 التي تحتضنها ولاية قالمة, أنه “لا بد من الذهاب إلى إنجاز مجمع وطني للذاكرة تجتمع فيه كل المراحل التاريخية للفترة الممتدة ما بين 1830 و1962”, موضحا أن فكرة إنجاز هذا المجمع ستحظى بدراسة وافية لكل المحطات وكل المسائل المرتبطة بالفترة الاستعمارية.

وأضاف السيد ربيقة بأن إنجاز مجمع للذاكرة “هي مسألة تعني كل الجزائريين”, مضيفا بأن المجمع يدخل ضمن الإنجازات ذات النوعية التي تعكف الدولة على إنجازها في مجال المحافظة على الذاكرة الوطنية, كما أنه “يمثل إضافة كبيرة لبقية الهياكل الأخرى”, على غرار المجمع المنجز على مستوى ولاية سطيف والمخصص للمسائل المتعلقة بمجازر 8 ماي 1945.كما قال وزير المجاهدين في كلمة له خلال إشرافه على نشاطات فنية و ثقافية متنوعة بقاعة المحاضرات الكبرى بمقر الولاية: “إن حفظ ذاكرة الشهداء واجب مقدس وميثاق غليظ يلزمنا جميعا وعلى الدوام وعلينا أن نصونه وأن نحفظه وأن نتذكره لاستخلاص العبر والدروس وتحديد و رسم معالم الهوية الوطنية وترسيخ القيم الوطنية الحقة”.وأضاف السيد ربيقة بأن “اليوم الوطني للذاكرة المخلد لمجازر 8 ماي 45 الذي نحييه هذه السنة تحت شعار (شعب ضحى, ذاكرة لا تمحى) لهي سانحة عظيمة نستحضر من خلالها حدثا خالدا في سجل إنجازات الشعب الجزائري الأبي الذي جسد روح التضحية والفداء وعبر بصدق للعالم أجمع عن حقه المشروع في استرجاع حريته المغتصبة وسيادته المنتهكة”.

كما اعتبر أن “المبادرة بإحياء هذا الموعد وإقراره كيوم وطني من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون خلال سنة 2020 له أكثر من دلالة” فهو, كما قال, “تعبير عن روح الوفاء لرسالة الشهداء وصيانة الأمانة الخالدة التي أودعوها في ذمة الأجيال وذلك باستحضار التضحيات الجسيمة دفاعا عن سيادة الأرض وشرف العرض والتصدي لثقافة النسيان”.وبعدما جدد تأكيده على أن مظاهرات 8 ماي 1945 التاريخية وما واكبها من مجازر استعمارية إبادية شنيعة بكل من قالمة وسطيف وخراطة (بجاية) تعد نقطة انعطاف حاسمة في مسار الكفاح الوطنين و تأكد الشعب الجزائري أن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة, اعتبر الوزير أن هذه المحاطات التاريخية الهامة “جديرة بأن نطيل الوقوف عندها لاستقراء نتائجها وإطارها التاريخي والوعي الكبير الذي تمتع به صناع الثورة في مواجهته للمخطط الاستعماري الهادف إلى تفتيت مقومات الهوية الوطنية”.كما ذكر وزير المجاهدين بأن الدولة وفرت كل الإمكانات اللازمة لتجسيد البرامج المتنوعة المبرمجة لإحياء ذكرى عيدي الاستقلال والشباب يوم 5 يوليو المقبل, مبرزا بأن هذه المناسبة العزيزة هي فرصة أخرى للتأكيد على مواصلة الدرب لتحقيق الوفاء للشهداء.

وأبرز الوزير في تصريح له ببلدية انسيغة خلال إشرافه على برنامج الاحتفالات المخلدة ليوم الذاكرة وعقب إعطائه إشارة انطلاق مشاريع إعادة الاعتبار لـ5 معالم تذكارية و13 مقبرة للشهداء و ذلك في إطار زيارة عمل شرع فيها مساء اليوم إلى هذه الولاية أن الاعتناء والمحافظة على مقابر الشهداء والمعالم التذكارية لثورة التحرير”واجب وطني لأنها تعتبر شواهد حية على ذاكرة الجزائريين”.ولدى استماعه للشروحات التقنية لهذه العملية الممول في إطار البرنامج القطاعي وكذا من ميزانية الولاية و الهادفة للحفاظ على الذاكرة التاريخية والتي خصص لإنجازها غلاف مالي بقيمة 34 مليون دج، قال السيد ربيقة بأن ولاية خنشلة تعتبر نموذجية في الاهتمام بمقابر الشهداء والمعالم التذكارية وهي التي تضم 23 مقبرة شهداء، حيث تم في إطار البرنامج القطاعي 2015-2019 إعادة تأهيل 10 مقابر شهداء بها.

و ذكر الوزير بأن ولاية خنشلة قد استفادت مؤخرا في إطار البرنامج التكميلي للتنمية من عملية لإعادة تأهيل مقر الولاية الأولى التاريخية بغابات بلدية لمصارة على أن يشرع “عما قريب” في إنجاز هذا المشروع عقب إنهاء كافة الإجراءات الإدارية والمالية اللازمة.واستغل السيد ربيقة المناسبة ليوجه دعوة إلى المسؤولين بباقي ولايات الوطن والمنتخبين عبر البلديات إلى تخصيص أغلفة مالية للمساهمة في إعادة تأهيل مقابر الشهداء والمعالم التذكارية.و قال الوزير في ذات السياق:”نحن بحاجة إلى عملية وطنية وتخصيص برنامج لإعادة تأهيل مقابر الشهداء والمعالم التذكارية للثورة التحريرية للحفاظ على تراثنا وذاكرتنا”.

كما استحضر السيد ربيقة خلال كلمة ألقاها في افتتاح ندوة تاريخية بثانوية الصديق قنطري ببلدية بابار بعنوان ” عمار الرافال في الذاكرة” مآثر وبطولات الشهيد الرمز عمار نصراوي الذي أعطى على حد قوله أمثلة حية عن الشجاعة ونكران الذات إبان حرب التحرير الوطنية التي واجه فيها العدو الفرنسي بكل بسالة، مشيرا إلى أن جبال الأوراس ستبقى تذكره وتذكر بسالته وتضحياته في سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة.

وذكر الوزير بأنه و في إطار إحياء الذاكرة الوطنية و الاعتراف بتضحيات من صنعوا تاريخ الجزائر تم مؤخرا برمجة زيارات إلى رجال من رجالات الثورة ورموزها بداية بيوسف الخطيب سي حسان قائد الولاية الرابعة التاريخية والطاهر زبيري قائد الولاية الأولى التاريخية وهو على فراش المرض، حيث اطمأن الوزير على الحالة الصحية لهذين المجاهدين.بعدها، حضر السيد ربيقة عرض فيلم وثائقي من 19 دقيقة يؤرخ لحياة وبطولات ومآثر الشهيد عمار نصراوي المدعو “الرافال” (1930-1959) قبل أن يشرف على تكريم ابنة الشهيد عمار نصراوي وتوفيق شربال مخرج فيلم “عمار نصراوي، أسد جبال النمامشة”.

و واصل وزير المجاهدين وذوي الحقوق زيارة العمل إلى ولاية خنشلة يوم الثلاثاء، حيث سيشرف بقاعة المحاضرات بالمتحف الجهوي للمجاهد على انطلاق فعاليات ندوة تقييمية جهوية لإطارات القطاع بشرق البلاد و يحضر عرض فيلم وثائقي يؤرخ لحياة وبطولات الشهيد عباس لغرور ابن ولاية خنشلة قبل أن يزور المجاهد بن زيدان رمضان الذي يتلقى العلاج بمستشفى أحمد بن بلة.

جمال الدين أيوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى