فصلت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران المنعقدة بمحكمة فلاوسن بعد 6سنوات من التحقيق و التأجيلات في قضية حجز حوالي واحد كيلو غرام ونصف من الكوكايين بحي البدر بوهران و التي تورط فيها 11 شخصا منهم اثنين في حالة فرار،حيث قضت بإدانة خمس متهمين و10 سنوات سجنا مع تبرئة 4 آخرين من بينهم فتاة، في حين أدين المتهمين الفارين غيابيا بالسجن المؤبد.
و تجدر الإشارة أن هذه القضية قضت وقتا طويلا بين التحقيق و التأجيل و الذي كان آخره خلال الدورة الفارطة و ذلك بعد أن تقدم دفاع أحد المتهمين بالجلسة بطلب خبرة مضادة حول طبيعة المادة المحجوزة ما إن كانت فعلا مادة الكوكايين المخدرة ام لا ،خاصة أنه يوجد بالملف تقريرين للخبرة الكيمائية الأول يقول ان المادة المضبوطة هي كوكايين أما الثاني فيقول بأنها بيكربونات الصوديوم، كما كشف الدفاع أنه لا يوجد محضر إتلاف المخدرات الصلبة المضبوطة ،و هذا ما يستلزم إجراء تحقيق مفصل في الملف الذي يشوبه الكثير من الغموض.
بالرجوع إلى ملخص القضية فقد انطلقت بناءا على معلومات وردت إلى مصالح الأمن العسكري عن نشاط مجموعة من الأشخاص في مجال المتاجرة في المخدرات الصنف الأبيض “كوكايين” و على اثرها تم مباشرة التحريات أين تم توقيف بتاريخ الثاني نوفمبر من سنة 2016 أحد المشتبه فيهم على متن سيارة من نوع رونو 25 ،بالإضافة إلى توقيف آخر رفقة صديقته على متن سيارة ليون سيات ،كما ضبط بالسيارة الأولى كمية من المخدرات الصلبة “كوكايين” بوزن 1 كيلوغرام و 336 غرام.استغلالا للموقوفين أول وهلة كشف الأول عن باقي عناصر الشبكة الإجرامية ،بدءا بشخص مغربي الأصل الذي يقوم بجلب المخدرات من المغرب إلى الجزائر عبر مدينة مغنية التي يتسلمها الاخوة الثلاثة لتخزينها بمنزلهم بقرية الجرابعة قبل تسليمها للمكلف بنقلها من مغنية الى وهران حيث تتكفل باستلامها المجموعة الثانية من عناصر الشبكة التي تم توقيفها أول وهلة التي بدورها توزعها للبقية التي تقوم بوزنها و تقسيمها على عدة أجزاء بغية ترويجها حسب طلبات الزبائن فمنها ما يروج بالملاهي الليلية .
كما اعترف الموقوف الأول عن جلبه كميات مماثلة و بنفس الطريقة حوالي ثمان مرات عبر نفس السيارة التي تم تجهيزها بمخبأ سري على مستوى لوحة القيادة بأمر من رأس الشبكة المتواجد في حالة فرار كاشفا عن هوية باقي العناصر الذين تم توقيفهم الواحد تلوى الآخر ،كما كانوا يستعملون سيارات فاخرة في تنقلاتهم مثل مرسيدس وكذا قولف الجيل السادس ،بالإضافة إلى استعمال شرائح هاتفية بهويات مجهولة كانت تستبدل بعد كل عملية أو إثنين يقومون بها.
هذا و قد تم توجيه لهم تهم استيراد المخدرات الصلبة بطريقة غير مشروعة و جنايات الحيازة ،النقل، و الوضع للبيع مخدرات بطريقة غير شرعية و ضمن جماعة إجرامية منظمة. خلال جلسة المحاكمة جاءت تصريحات المتهمين بين الاعتراف والإنكار.ممثل الحق العام خلال مرافعته التمس توقيع أقصى العقوبة المقررة قانونا،لتنطق هيئة المحكمة بعد ساعات من المناقشة والمداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ