توفيت الممثلة شافية بوذراع، احدى الشخصيات البارزة في المسرح و السينما الجزائرية و التي تألقت في دور “لالة عيني” في مسلسل “الحريق” للمخرج مصطفى بديع، يوم الأحد بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 92 سنة، حسبما علم لدى وزارة الثقافة و الفنون.
توفيت الفنانة الجزائرية الكبيرة، شافية بوذراع, مساء أول أمس الأحد، عن عمر ناهز 92 سنة بعد مسار حافل.تعدّ شافية بوذراع (اسمها الحقيقي عتيقة بوذراع) إحدى الشخصيات البارزة في المسرح والسينما الجزائرية، تألقت قبل عقود في دور “لالة عيني” في مسلسل “الحريق” للمخرج مصطفى بديع، كما كانت لها بصمات واضحة في عشرات الأفلام الأخرى أشهرها “الخارجون عن القانون”.
رئيس الجمهورية و الوزير الأول يعزيان في وفاة الفنانة شافية بوذراع
هذا و بعث رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, برسالة تعزية إلى عائلة الفنانة شافية بوذراع التي وافتها المنية اليوم الاحد عن عمر ناهز 92 عاما, معتبرا إياها “مثالا ومدرسة لأجيال من الفنانين” و “مبعثا للاحترام من جمهور المتذوقين على مر سنوات طوال”.
وجاء في رسالة التعزية: “تلقيت ببالغ التأثر نبأ وفاة المغفور لها بإذن ربها الفنانة المرحومة شافية بوذراع, وقد فارقتنا لتلقى الله ولقاؤه حق. و أمام هذا المصاب الجلل, فإننا نودع كوكبا أفل من سماء الفن الجزائري وقد صدحت المرحومة رفقة ثلة من فناني الرعيل الاول للجزائر المستقلة عبر ركح المسارح وافتتحت بواكير الانتاج التلفزيوني والسنيمائي وكانت مثالا ومدرسة لأجيال من الفنانين ومبعثا للاحترام من جمهور المتذوقين على مر سنوات طوال, فكانت “لالة عيني” فنانة بحق من طينة الفنانين العالميين”.وخلص رئيس الجمهورية الى القول: “وإذ نسلم رضا بقضاء الله وقدره, فإنني أعزي الاسرة الثقافية والفنية عامة وأهل الفقيدة خاصة, سائلا المولى عز وجل أن يتغمدها بمشمول رحمته ويسكنها الفردوس من جناته ويلهم الجميع جميل الصبر والسلوان. عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
هذا و تقدم الوزير الأوّل أيمن بن عبد الرحمان بتعازيه لأهل فقيديّ الفن الوطني، وللأسرة الفنية إثر وفاة الفنان أحمد بن عيسى، والفنانة شافية بوذراع.وثمّن الوزير الأوّل في منشور له عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك مشوار عميديّ الفن الوطني الراحلين.قائلًا: ” خلال أيام اهتزت أعمدة الفن الوطني مرتين، إذ انتقل الفنان القدير والمخرج المسرحي أحمد بن عيسى ،إلى الرفيق الأعلى بعد مسيرة ثرية خدم فيها، “عمي أحمد”، طيب الله ثراه، عالم أبي الفنون مجتهدًا في إرساء لبنات العمل الفني المبدع والناضج والهادف ونقلها إلى الجيل الجديد من شبابنا.وها هو الموت، والموت حق، يفجعنا ويغمض عيني “لالة عيني”، المجاهدة وأيقونة السنيما الثورية. شافية بوذراع، التي ستبقى ذكراً طيباً على ألسنة الجزائريين لما تركته من أثر من خلال أعمالها الفنية ذات الرسالة الوطنية والاجتماعية العميقة، بحس مرهف وشعور دقيق وذوق رفيع، و ما دورها في مسلسل الحريق، إلا نموذج عن التزامها الراسخ لإيصال معاناة الشعب الجزائري البطل أثناء العهد الاستعماري البغيض لجيل الاستقلال.تعازي القلبية لأهل الفقيدين، وللأسرة الفنية قاطبة، سائلاً المولى جلّ جلاله أن يرحم موتانا ويسكنهم الفردوس الأعلى. “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
و وُلدت شافية بوذراع في قسنطينة سنة 1930، وتركت بصماتها واضحة في عالمي السينما والتلفزيون، من خلال تناوب الأدوار بين الشاشتين الصغيرة والكبيرة خلال مشوارها الفني الطويل الذي امتد لأكثر من أربعين عاما.
وكشف المسلسل التلفزيوني “الحريق”، ذاك العمل الضخم المقتبس من الرواية التي تحمل الاسم نفسه لمحمد ديب، إخراج مصطفى بديع، عن موهبة شافية بوذراع، حيث اشتهرت بفضل شخصيتها الفريدة “لالّة عيني” التي تركت بصمة متميزة لدى مشاهدي سبعينات القرن الماضي.
وخلال أربعة عقود، أدت شافية بوذراع أدواراً بارزة في فيلم “زواج موسى” للطيب مفتي، و “ليلى والآخرون” لسيد علي مزيف، “هروب مع حسن طيرو” لمصطفى بديع ، “امرأة لولدي” لعلي غالم “، “مصاص دماء في الجنة” لعبد الكريم بهلول، “صرخة الرجال” لعكاشة تويتة، “الخارجون عن القانون” لرشيد بوشارب الذي أخذ الفنانة شافية إلى مهرجان كان السينمائي.
وفي الشاشة الصغيرة, شاركت الممثلة في العديد من الأعمال التلفزيونية الفرنسية على غرار “لا سيزيام غوش (اليسار السادس)” للمخرجة كلير بلانجيل، “لو سوكري دو إيليسا رايس (سر إليسا رايس)” للمخرج جاك أوتميزغين, “لان كونطر لوتر (واحد ضد الآخر)” للمخرج دومينيك بارون و”جاست لايك وومن(، تماماً مثل المرأة)” و”لونور دو ما فامي (شرف عائلتي)” للمخرج رشيد بوشارب.
أما في الفن الرابع, تقمصت شافية بوذراع دور الأرملة في مسرحية “ترويض النمرة” للمسرح الوطني الجزائري, في مونودرام أخرجته حميدة آيت الحاج، وتعاطى مع وضعية المرأة.وتمّ تكريم الممثلة شافية بوذراع في العديد من المرات لا سيما من طرف المسرح الوطني الجزائري ومهرجاني الفيلم العربي بوهران والفيلم بمسقط، اعترافاً بموهبتها الكبيرة والمسيرة الحافلة لهذه الشخصية البارزة للثقافة الجزائرية التي كرّست حياتها ومسيرتها خدمةً للفن.
ق.ث/الوكالات