انتقل إلى رحمة الله، الناطق باسم الرئاسة السابق محند أوسعيد بلعيد، يوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 75 عاما.ونقلت مصادر متطابقة أنّ أوسعيد، توفي في حدود الساعة الخامسة صباحًا، بالمستشفى العسكري عين النعجة في العاصمة.وفي 29 ديسمبر 2019، عين الرئيس عبد المجيد تبون، محند أوسعيد بلعيد وزيرًا مستشارًا للاتصال ناطقًا رسميًا باسم رئاسة الجمهورية؛ وقد غادر المنصب بسبب وضعيته الصحية منذ فترة.
هذا و بعث رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، اليوم رسالة تعزية إلى عائلة المرحوم بلعيد محند أوسعيد، هذا نصها:“إلى عائلـة المرحوم بلعيد محند أوسعيد الله أكبر ..قضى المولى تبارك وتعالى أن نُفجع معكم بمصابنا الأليم في فقد المرحوم محند أوسعيد، الذي يلتحق إلى جوار ربّ العزّة بعد أن كابد بصبر وإيمان الابتلاء بالمرض، وبرحيله نُودع ببالغ التأثر والأسى إعلاميًا كبيرًا مقتدرًا من جيل الرواد الأكفاء، خدم بلده بإخلاص وتفان من خلال المهام والمسؤوليات التي تولاها سفيرًا ووزيرًا، ومساهماته في النشاط السياسي ..
لقد عرفنا الفقيد رجلاً وطنيًا شديد التعلُّق بالوفاء لوطنه وأمته .. حريصًا على الإتقـــان فـي الأداء، ملتزمًا ومتشبعًا بثقافـــة الدولــــة، وإننا إذ نحتسب إلى المولى عزَّ وجلَّ فيما قدَّر، لا نملك إلا التسليم بما كتب من آجال، ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَاْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ صدق الله العظيم.وأمام هذه المحنة ..وفي هذه اللحظات العصيبة، أدعو الله تعالى أن يَعمُر النفوس المكلومة بالسكينة والرضا، ويتولى الفقيد برحمته الواسعة، وأن يلهمكم جميل الصبر والسلوان ..عظم الله أجركم..إنا لله وإنا إليه راجعون.﴿ يَا أَيتُها النفْسُ المُطمَئِنةُ * ارْجِعي إلى رَبِك ِرَاضِيةً مرضيةً * فادْخُلِي في عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ صدق الله العظيم.”
وسبق للرجل المعروف بانتمائه للتوجّه الإسلامي المعتدل، أن شغل منصب وزير الاتصال، في حكومة الوزير الأوّل عبد الملك سلال خلال فترة (2012-2013)، وعُرفَ أيضًا بقُربه من وزير الخارجية أحمد طالب الإبراهيمي، إذ كان مديرًا لحملته الانتخابية خلال رئاسيات 1999 و2004.
كما سبق وأن ظهر المعني خلال صائفة 2019، داعمًا لمسعى هيئة الحوار والوساطة بقيادة كريم يونس، والتي عهد إليها إجراء مشاورات مع الأحزاب السياسية، انتهت باستحداث السلطة الوطنية للانتخابات وإحداث تعديلات على قانون الانتخابات، وهذا ما عزّز من فرص الاستعانة به كفاعل في المرحلة الجديدة للبلاد، بغض النظر عن باعه في مجال الاتصال.
وانزوى ابن مدينة تيزي وزو إلى الساحة السياسية، غداة رئاسيات 2009 كمترشحٍ حرّ، عقب رفض الترخيص لحزبه “العدالة والحريّة”، واحتل المرتبة السادسة في تلك الرئاسيات، إلى أن انتخبه حزبه رئيسًا في الـ 28 جانفي 2012.وعمِل أوسعيد مديرًا بيومية “الشعب” (1976-1980)، ثم مديرًا عامًا لوكالة الأنباء الجزائرية (1981-1982)، ومديرًا للصحافة والإعلام، والناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية (1982-1983).
وعُرف أوسعيد أيضًا في المجال الدبلوماسي، حين شغل منصب وزيرًا مستشارًا في سفارة الجزائر بالسعودية، ومثّل الجزائر لدى منظمة المؤتمر الإسلامي (1983-1986)، وكان سفيرًا لدى دولة البحرين لثلاث سنوات متتالية منذ 1986.
محمد/ل