ناقشت من جديد محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران قضية ابن بارون المخدرات المكنى أحمد الشلفي زنجبيل و المتابع برفقة متهمين آخرين حيث أدانتهم ب 12 سنة سجنا نافذا، مع الإشارة انه سبق للمحكمة الابتدائية وأن عاقبتهم ب 18 سنة سجنا.
بالرجوع إلى تفاصيل القضية انطلقت على إثر تواصل أحد عناصر المصلحة الولائية بأمن ولاية وهران بأحد الناشطين في مجال تهريب المخدرات من المغرب إلى الجزائر المدعو يوسف ذو الجنسية الجزائرية المتواجد في حالة فرار عن طريق شبكة التواصل الإجتماعي على صفحته المسماة و كذا شبكة الإتصال VIBER لعدة أيام ، تم التطرق إلى موضوع الممنوعات بينهما و المشاكل التي يعانون منها في مجال نقل المخدرات كون المصالح الأمنية أطاحت بالعديد منهم مما تسبب في وفرة الشحنات و عدم وجود الناقلین (الكراسة ) فعرض عليه العمل في هذا المجال بشرط التفاهم على سعر النقل كونه يعمل في مجال احد الشركاء ” كهل ” لائق المظهر ولا تبدوا عليه أي علامة تفيد انه يخوض في الممنوعات، الأمر الذي يسهل عليه تضليل المصالح الأمنية،تم الإتفاق على أن يجهز له شحنة من المخدرات قدرها قنطار و نصف من أجل نقلها إلى ولاية تبسة طالبا التعقل مع شريكه في تسعيرة النقل كون الكمية ليست كبيرة و أنه في حال نجاح
العملية سوف يزيد له في السعر، فتم الإتفاق على مبلغ 28.000 دج للكلغ الواحد كما أكد له أن تاريخ الإستلام يكون في مستودع بمدينة مغنية بعدما يسلمه رقم هاتف صاحبه للإتصال به مباشرة ،و بتاريخ 2017/02/17 اتصل المدعو يوسف بعنصر المصلحة مؤكدا له تجهيز الشحنة التي ينوي نقلها إلى مدينة وهران و سلمه رقم هاتف الشخص الذي سيسلمه الشحنة، استغلالا لهذه المعلومات تم استكمال إجراءات الإذن بالتسرب و تمديد الإختصاص، فتم تنقل العنصرين المتسربين بمعية أفراد من عناصر المصلحة إلى مدينة مغنية ، وصولا إلى هناك تم الإتصال بصاحب الرقم واتفقا على الالتقاء في المكان المسمى البراد للتوجه إلى مكان الشحن، فتقدم شخصين على متن سيارة من نوع لاقونا و طلبا من العنصر المتسرب اللحاق بهما إلى غاية حي المطمر و هناك طلبا منه تبادل المركبات و انتظارهما إلى غاية رجوعهما و فعلا تم تجهيز المركبة ب 12 طردا من الحجم الكبير منها واحد غير مكتمل العدد ، و في تلك الأثناء اتصل المدعو يوسف بالعنصر المتسرب و أعطاه رقم هاتف الشخص مستلم البضاعة من ولاية وهران فاتصل العون المتسرب بصاحب الرقم بعد أن عرفه بنفسه ، غير أن هذا الأخير أخطره بوجود انشغالات لديه و أنه سيقدم له رقم شريكه للإتصال به على أن يتولى عملية الإستلام من عنده، فسلمه الرقم الذي قدم نفسه على أنه شريك الحاج و تم الإتفاق على مكان الإلتقاء ( مقهى قرطبة المقابل للمدخل الرئيسي لجامعة UGAMO ) .
و بقدوم صاحب السيارة من نوع رونو TRAFIK و محاولة سائقها الإتصال بالعنصر المتسرب قام هذا الأخير بالتخفي كونه تعرف من الوهلة الأولى عليه و يتعلق الأمر بالمدعو (ز.محمد رضا) إبن البارون قيد حياته المدعو (ز.أحمد) المعروف بأحمد الشلفي او زنجبيل ، و سبق له و أن تم متابعة هذا السائق من طرف الفرقة في قضايا المخدرات، فتم استبدال العنصر المتسرب بسرعة بعون آخر غير معروف من قبل المشتبه فيه لإستلام السيارة منه على مرأى من العون المتسرب الأول الذي كان على اتصال به ، و بعد تأكد المدعو (ز.محمد رضا) هاتفيا من العون المتسرب عن انتماء العون المبدل للجماعة وافق على تسليم السيارة له و بعد أن أوقفها و نزل منها مترجلا قادما باتجاه العون طلب عناصر المصلحة منه التوقف فعاد إلى سيارته وحاول بسرعة جنونية قيادتها إلى الخلف فحاصرته عناصر أخرى كانت ترتدي صدريات الأمن الوطني إلا أنه داهمها معرضا حياتهم للخطر سالكا الطريق إلى السكة المخصصة للترامواي و كادت السيارة أن تنقلب به فلحقت به سيارات المصلحة بتشغيل المنبهات الصوتية و الضوئية إلا أنه لم يتوقف، فسلك الطريق الإجتنابي الرابع ثم حاول التخفي بالإنعطاف في آخر لحظة نحو الطريق الثانوي المؤدي إلى الطريق السيار باتجاه الجزائر العاصمة فاصطدم بإحدى السيارات عندما حاول تجاوزها فانحرفت به السيارة إلى الرصيف فنزل منها و لاذ بالفرار وسط الأشجار و بعد الركض من خلفه و على بعد 800 متر تم توقيفه، عملية تفتيشه أسفرت على حجز جهاز هاتف نقال و آلة تحكم عن بعد خاصة بمرأب مسكنه ، و بتمشيط المكان و المسار الذي سلكه تم استرجاع وثائق السيارة المتمثلة في البطاقة الرمادية المشطبة و شهادة التأمين النفس السيارة ، رخصة السياقة الخاصة بالمعني ، تصريح بالبيع و مفاتيح خاصية بصندوق فولادي ملقاة بجانب أحد الأشجار المقطوعة، فتم تحويل الموقوف إلى المصلحة التحقيق معه.
اما بالنسبة للفوج الثاني بمدينة مغنية فقد استطاعوا من تحديد هوية صاحب المستودع الذي تم توقيفه و يتعلق الأمر بالمدعو(ب.هواري) فتم تفتيش مسكنه ليتم العثور على قطعتين صغيرتين من القنب الهندي مع سيجارة محشوة بالمخدرات كما تم حجز مبلغ مالي قدره 1.339.900 دج ، سكاكين صغيرة و كبيرة الحجم ، علبة دواء من نوع برومازيبام 6 ملغ يحتوي على مشط به 6 أقراص بالإضافة إلى قارورات زجاجية للمشروبات الكحولية و تم توقيف الشخص الذي كان يرافق صاحب السيارة من نوع رونو لاقونا ويتعلق الأمر بالمدعو(ب.فريد) في حين لم يتم التعرف على سائق السيارة من نوع لاقونا .خلال جلسة المحاكمة و عبر جميع مراحل التحقيق ثابر جميع المتهمين على الإنكار. ممثل الحق العام خلال مرافعته أكد على ثبوت التهم ضد المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة 18سنة سجنا نافذا لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ