الحدثالوطني

بودينة:”يتعين على جيل اليوم تعزيز التواصل مع جيل الثورة واستلهام العبر من تضحياته”

 دعا رئيس الجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام, مصطفى بودينة, يوم أول أمس الأحد بسطيف, جيل اليوم إلى تعزيز التواصل مع جيل الثورة و استلهام العبر من تضحياته في سبيل استرجاع السيادة الوطنية.و أوضح السيد بودينة, في أشغال اللقاء الوطني الأول بعنوان ” المحكوم عليهم بالإعدام خلال الثورة التحريرية (1954-1962) ,”نظم بجامعة محمد لمين دباغين سطيف-2, بأن جيل الثورة استلهم مبادئ التحرر والنضال من الجيل الذي سبقه فغرس فيه حب الوطن و روح المقاومة بالرغم من صغر سنهم.و أضاف بأن جيل الثورة بما فيه المحكوم عليهم بالإعدام “واجه القتل في مجازر فضيعة غير أنه حافظ على ثباته و استعمل إمكانات بسيطة للدفاع عن الوطن و استرجاع سيادته”.ودعا في هذا الصدد الشباب إلى استغلال الإمكانات الهامة المتاحة له اليوم و توحيد الصفوف و التفاني و الإخلاص في حب الوطن و الإطلاع على تاريخ ثورة التحرير المجيدة و تبليغ رسالة الشهداء للأجيال.

و من جهته, ذكر الأستاذ سفيان لوصيف من قسم التاريخ بجامعة سطيف-2  أن موضوع المحكوم عليهم بالإعدام “يثير الكثير من القضايا و الإشكاليات لأنه يروي تاريخ الرعب الاستعماري الغاشم من خلال مشاهد التعذيب و المحاكمات و سلسلة الإعدامات”.

و تم خلال اللقاء تقديم شهادات حية لمحكوم عليهم بالإعدام خلال الثورة التحريرية من بينهم المجاهد سواسي الصغير من ولاية سطيف الذي روى أمام الحضور الغفير من الطلبة كيف كانت فترة الفجر تمثل له الموت و الخوف و لعديد المحكوم عليهم بالإعدام ممن كانوا في نفس زنزانته.و قال المجاهد سواسي : “حكم علي بالإعدام يوم 19 يونيو 1957 و كان عمري حينها 21 سنة فذقت عذابا يصعب وصفه”, مبرزا أن “الحالة النفسية و الترقب الذي كنا نعيشه كل ساعة و كل دقيقة داخل سجون المستعمر الفرنسي, تحتاج إلى المزيد من البحث و الدراسة”.و أضاف بنبرة مريرة : “كنا نتحلى بقوة مكنتنا من تحمل الخوف و الرعب و هو ما حير حراس السجن بالرغم من أنني حضرت 20 حالة تنفيذ إعدام بالمقصلة لزملائي في الجهاد”.كما تطرقت من جهتها المجاهدة الخامسة عطوط, و هي إحدى المحكومات عليهن بالإعدام إلى التعذيب البشع الذي تعرضت له بالماء و الكهرباء لاستنطاقها بشأن المجاهدين الذين كانت تقوم معهم بعمليات فدائية بمدينة سطيف.و ذكرت هذه المجاهدة : “حكم علي بالإعدام ثم خففت عقوبتي بعد ذلك إلى المؤبد ثم إلى 10 سنوات سجنا, قضيت منها عامين عذبت خلالها أبشع تعذيب”.

و يشارك في هذا اللقاء, الذي ستتواصل أشغاله على مدار يومين, أساتذة جامعيون و باحثون قدموا من 15 جامعة من الوطن على غرار سطيف و المسيلة و الوادي و تيبازة  و قسنطينة و غيرها, حسب ما علم من المنظمين.و يهدف هذا اللقاء الذي له علاقة بملف الذاكرة, إلى جمع شهادات شفوية و وثائق حول المحكوم عليهم بالإعدام و الاهتمام بتدوين التاريخ الوطني و تشجيع الباحثين و الأساتذة في خوص غمار البحث العلمي فضلا عن تفعيل و تنويع التظاهرات العلمية و التاريخية التي دأبت الجامعة على تنظيمها, حسب ما ذكره نائب مدير جامعة سطيف-2, بوطالبي بن جدو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى