حققت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران في قضية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الاختطاف المتابع فيها المدعو(ب.قادة) و جنحة عدم تقديم يد المساعدة لشخص في حالة خطر و تعلق الأمر بكل من (ش.جيلالي)، (م.قادة)،(ب.محمد الأمين) ، حيث قضت بمعاقبة الأول ب 20 سنة سجنا و البقية بعام حبس موقوفة النفاذ.
انطلقت وقائع القضية بتاريخ السابع ماي من سنة 2021 عندما تقدم إلى مصالح الدرك المدعو(ش.جيلالي) رفقة أخيه من أجل التبليغ عن عثوره عن جثة فتاة ملقاة على حافة الطريق المؤدي إلى السوق الأسبوعي لبلدية بن فريحة تم رميها من على متن سيارة نوع “بيجو J5” زرقاء اللون على الفور تم تشكيل دورية و التنقل إلى عين المكان مع الاستعانة بخلية الشرطة التقنية بالمجموعة و بعد فحص الضحية من طرف الطبيب المناوب تبين أنها متوفاة كما عاينوا وجود آثار جر على كامل ثيابها مع وجود جروح على مستوى أصابع اليد.
ليتم سماع المشبه فيه (ش.جيلالي) أين صرح انه منذ حوالي خمسة أيام تعرف على الضحية على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك و كان قد التقيا ليلة الواقعة في بلدية حاسي بونيف أمام مسجد الله أكبر و هذا بعد تبادلهم أطراف الحديث بإرسالها رسالة له و أخبرته بأنها متواجدة ببلدية حاسي بونيف و هذا على تطبيقة “ماسنجر” عندها التقى بها كانت تلبس حجاب ازرق اللون و خمار ابیض أين تعرف بها و استفسر معها عن وجودها ببلدية حاسي بونيف أين أخبرته أنها تريد الذهاب إلى منزلهم الكائن ببلدية بن فريحة ، أين قام باستئجار لها حافلة “نوعJ5” من اجل نقلها بمقابل 200 دج و بعد مرور حوالي 30 دقيقة تقريبا قام بالرجوع إلى منزلهم أين التقى بصديقه (م.قادة) و طلب منه إعطائه هاتفة لإجراء مكالمة هاتفية بدون أن يعلمه لأجل التأكد من وصولها إلى منزلها عندها أخبرته في المرة الأولى والثانية على أنها لم تصل و في المرة الثالثة أخبرته أنها لم تصل بعد و في المرة الرابعة اتصل بها أين سمع شخص بجانبها يطلب منها إقفال الهاتف و غلق فمها مباشرة استأجر مركبة نوع “بيجو J5” بيضاء اللون ملك للمدعو (ب.محمد الأمين)؛ برفقته المسمى (م.قادة) و توجهوا نحو مدينة بن فريحة أين بدءوا البحث عنها لما اتصل بها و أخبرته أنها بطريق السوق الأسبوعي توجهوا مباشرة إلى هناك أين وجدوا السيارة نوع “بيجو J5” تسير ببطء ، حينها حاولوا توقيفه إلا أنه لم يتوقف وزاد في السرعة ثم قام برمي الفتاة من السيارة عندها بدأوا في ملاحقة السيارة إلى غاية بلدية رأس العين عميروش ولاية معسكر أين قاموا بتسجيل رقمها، و عند عودته إلى الفتاة وجدها مرمية في الطريق ثم ذهب إلى مدينة حاسي بونيف و اخبر أخيه و تنقل برفقته إلى عناصر الدرك من أجل التبليغ. و هذا ما أكده كل من (م. قادة) و(ب.محمد الأمين)، و هذا ما أكدوه عبر جميع مراحل التحقيق و أثناء المحاكمة.
في حين المشتبه فيه (ب.قادة) صرح انه يوم الواقعة قبل منتصف الليل بدقائق كان على متن مركبته نوع “ج5” متواجدا بمحطة نقل المسافرين بوسط مدينة حاسي بوتيف كونه ناقل غير شرعي للمسافرين حتى تقدم منه المتهم (ش.جيلالي) برفقة الضحية (س.م) التي كانت تبكي و صرح له أنها أخته من الأب و نتيجة لشقاقات عائلية فهي تبكي و طلب منه نقلها إلى بلدية بن فريحة فوافق على ذلك و سلمه مبلغ مالي قدره 200 دج بمقابل
ذلك ، و أنه قام بنقلها لوحدها لعدم وجود الزبائن غير انه لم يتوجه بها مباشرة إلى بلدية بن فريحة بل توجه إلى بلدية حاسي عامر أين قام بارکاب زبونين ثم واصل طريقه إلى غاية مدينة قديل أين قام بإنزالهما و بقيت معه الضحية لوحدها تجلس في الكرسي المحاذي للباب الجانبي للمركبة و أكمل طريقه إلى مدينة حسيان الطوال و من ثمة إلى بلدية بن فريحة بدون أن يحمل أي شخص آخر و عند وصوله إلى بلدية بن فريحة أراد إنزالها غير أنه و لوجود بعض الأشخاص في الطريق العمومي طلبت منه إكمال طريقه باتجاه السوق الأسبوعي لبلدية بن فريحة وإنزالها هنالك في مكان خال من الناس و كانت الساعة تشير أنذاك حوالي الساعة 2.00 صباحا و عند وصوله بجانب السوق رأى سيارة أخرى نوع “ج5” تتبعه و يقودها المتهم (ب.محمد الأمين) و يرافقه كل من (ش.جيلالي) و(م.قادة) و يعطونه إشارات ضوئية و تنبيهات صوتية بمنبه السيارة من أجل التوقف و نتيجة الخوف قام بزيادة السرعة و الفرار منهم كونه لا يعرفهم ، ثم قاموا برميه بشئ، صلب تكسر على إثره الزجاج الباب الجانبي لمركبته ، و في هذه الأثناء طلبت منه الضحية التوقف و عند سؤاله لها إن كانت تعرفهم فصرحت له أنها لا تعرفهم فلم يلبي طلبهم و قام بمواصلة سيره وبعد حوالي 100 م وهو يسير بسرعة حوالي 90 إلى 100 كلم / سا ، قامت بفتح الباب الجانبي للمركبة و رمي نفسها ، أما هو فأكمل طريقه فارا منهم إلى غاية حوالي 20 كلم و هم يقومون بتتبعه دون أن يتوقفوا في مكان سقوط الضحية و عند وصوله إلى مدينة رأس العين عميروش أين توجه مباشرة إلى مقر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني و هم من ورائه أين نزلوا جميعا عند مقر الفرقة و هناك خرج رجال الدرك و صرح لهم أن بقية المتهمين ينوون سرقته ولم يخبرهم بالوقائع الصحيحة نتيجة الخوف. ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لثبوت التهم ضد جميع المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة الإعدام للأول و 3 سنوات حبسا نافذا للبقية، لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ