الثقافة

فيلم “سي محند أومحند” للمخرج علي موزاوي يعرض على وسائل الإعلام  بالعاصمة  

قدم الفيلم الروائي الطويل “سي محند أومحند” للمخرج علي موزاوي يوم الثلاثاء بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة في عرض خاص بالصحافة.قدم المخرج في هذا العمل الجديد الذي تعود فكرة انجازه إلى اكثر من ثلاثين سنة, جدارية متنوعة تروي المسيرة المثيرة للشاعر الجوال سي محند اومحند اث حماداش, المليئة بالتقلبات و الأحزان على وقع التطورات المأسوية لحياة هذا الشاعر المتعلم و ابن إحدى الأسر الميسورة في منطقة القبائل.

و يستعرض الفيلم على مدى ساعتين ما آلت إليه حياة سكان هذه المنطقة الجميلة و الأصيلة بسبب الاحتلال الفرنسي الذي شتت الأسر و قام بقتل و نفي ابنائها الذين رفضوا الاحتلال و قاوموا بالسلاح.و تشاء الأقدار ان تساير حياة هذا الشاعر الكبير الذي وجدت اشعاره الواقعية انتشارا و إعجابا في المنقطة و خارجها, ما كان يعيشه الشعب الجزائري تحت نير الاستعمار, و قد بلغت شهرة الشاعر اوجها في حياته و يرجع ذلك إلى صدق و جمال اشعاره التي كانت تأتي عفوية بحسب الاحداث التي يعيشها.و عمد موزواي و هو كاتب السيناريو ايضا الى ربط تنقلات و رحلات الشاعر مع الأحداث الصعبة التي عاشتها المنطقة و ابناؤها جراء بطش و استبداد المستعمر.

كما استعرضت وقائع هذا الفيلم, الذي يذكرنا بالأساطير الإغريقية من ناحية سوداوية الاحداث, جوانب من نمط الحياة في تلك المنطقة حيث قامت الكاميرا بنقل اسلوب المعيشة و كذا الجانب الروحاني و الديني للسكان كما اظهر الفيلم دور المرأة من خلال نماذج مختلفة من بينها زوجة الشاعر التي عانت كثيرا من التقلبات النفسية لزوجها. كما اعاد الفيلم تشكيل بعض المشاهد عن الحياة في تلك الحقبة من خلال اللباس و العلاقات الاجتماعية.و قد نجح المخرج في نقل المعاناة النفسية و القهر الذي عاشه الشاعر الذي كان يقابل تلك النكسات بأشعار يشكو فيها حاله لله و ينتظر الفرج. و رغم التشرد و الفقر و المرض الا ان الفيلم اعطى صورة قوية لشخصية سي محند.

كما  جاء الحوار الناطق بالامازيغية قويا و عفويا حيث تجاوب طاقم التمثيل مع كل الاوضاع و تمكن الممثل جمال امحمدي من تقمص شخصية الشاعر بصدق رغم صعوبتها, و ساهمت المقاطع الموسيقية التي وقعها الفنان جعفر ايت منقلات في جلب المشاهد وجعله ينغمس في اجواء القصة.

يذكر ان المخرج علي موزاوي اصدر في 2020 عن دار القصبة للنشر رواية عن الشاعر سي محند اومحند بعنوان “شاعر الالم و الغربة “و له عدة اعمال في السينما و التلفزيون من بينها فيلم “ميمزران”, “صاحبة الظافرة” و “الكاذب” و اعمال وثائقية عن مولود فرعون و مولود معمري وغيرهم.و قد ساهم في انتاج هذا الفيلم كل من المركز الجزائري لتطوير السينما و الصندوق الوطني لتطوير صناعة السينما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى