ألسنة النيران تواصل التهام الغابات…فرنسا تتوقع حرائق جديدة وأوروبا تهب للمساعدة
قال مسؤولون إن ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الجفاف يهددان بنشوب حرائق جديدة في فرنسا التي تكافح من أجل التغلب على حرائق اندلعت مؤخرا في غابات عديدة، فيما وصلت فرق إطفاء من أوروبا للمساعدة.
وأكدت السلطات المحلية في جيروند (جنوب غرب) أن خطر اندلاع حرائق جديدة “كبير للغاية” بالنظر إلى الأحوال الجوية. ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في الجنوب الغربي مع توقعات بارتفاعها في معظم أنحاء فرنسا، وفقا لتنبؤات هيئة الأرصاد الرسمية.
وقد أتت النيران على نحو 18 ألف فدان من الغابات في جيروند في الأيام الأخيرة وجرى إجلاء 10 آلاف شخص. وتوجه 361 من رجال الإطفاء الأوروبيين إلى جنوب غرب فرنسا لدعم 1100 رجل إطفاء يعملون ليلا ونهارا للحد من حريق هائل اشتعل مجددا في لانديراس في جنوب غرب البلاد. وكانت هذه المنطقة شهدت احتراق 14 ألف هكتار في يوليو الماضي.وفي وقت سابق، وصل 65 من رجال الإطفاء الألمان و24 آلية إلى المنطقة التي تغطي سماءها سحب رمادية تحجب بالكامل الشمس الحارقة.
من جهة أخرى، قالت المفوضية الأوروبية إنه تم إرسال 4 طائرات من أسطول مكافحة الحرائق التابع للاتحاد الأوروبي إلى فرنسا. وتتبع هذه الطائرات لليونان والسويد. كما أعلنت المفوضية إرسال 146 رجل إطفاء للمساعدة في إطفاء حرائق الجنوب الفرنسي، اعتبارا من ظهر اليوم الجمعة حسب الرئاسة الفرنسية.وفي تغريدة على “تويتر”، شكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ألمانيا واليونان وبولندا وإيطاليا ورومانيا والنمسا وكندا، مؤكدا أن “شركاءنا يأتون لمساعدة فرنسا في مواجهة الحرائق”.ولا تزال الحرائق مشتعلة في مناطق جيروند (جنوب غرب) وجورا (شرق) ودروم وأفيرون ولوزير (جنوب شرق)، إلى جانب بؤر حرائق أصغر تشتعل كل يوم من الشمال إلى الجنوب.
في المجموع، احترق أكثر من 40 ألف هكتار من الغابات هذا العام في فرنسا، حسب الحكومة، و50 ألفا، وفق بيانات الأقمار الاصطناعية الأوروبية.وشهدت أوروبا هذا الصيف سلسلة من حرائق الغابات في وقت تكتوي فيه دول القارة من موجات حر متتالية، مما يسلط الضوء مجددا على مخاطر تغير المناخ على الصناعة وسبل العيش.
في وسط البرتغال، يحلّ المشهد الكارثي نفسه. فقد تم حشد أكثر من 1500 رجل إطفاء الخميس لإخماد حريق غابة مشتعل منذ أيام في المحمية الطبيعية سيرا دا إستريلا، وقد دمّر حوالي 10 آلاف هكتار، حسب بيانات أوروبية.وتقول التقارير العلمية إن موجات الحرارة ستتضاعف وتطول وتشتد.ويرى العلماء أنه في أوروبا يمكن أن يتضاعف عدد الوفيات المرتبطة بالإجهاد الحراري أو يصل حتى إلى 3 أضعاف، بحسب مدى الاحترار العالمي، خلال هذا القرن.