قضت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران بإدانة المدعو (خ.مختار) عن جناية استيراد المخدرات الصلبة بطريقة غير مشروعة و معاقبته ب 10سنوات سجنا نافذا ،و هو نفس الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية الذي ادان غيابيا المتهم الفار (ب.أحمد).
تعود وقائع القضية إلى تاريخ الثامن عشر جويلية من سنة 2018 لما كان عناصر الجمارك التابعين للمفتشيةالرئيسية لفحص المسافرين بميناء وهران يزاولون مهامهم تزامنا مع وصول الباخرة الجزائر 2 القادمة من مدينة أليكانت الإسبانية، و باخضاعهم لمركبة المسافر (خ.مختار) من نوع رونو كونغو للمراقبة الجمركية عثروا على بضاعة محظورة غير مصرح بها متمثلة في كمية من المخدرات الصلبة (كوكايين) مغلفة بوزن 743 غرام مخبأة داخل الباب الجانبي الخلفي الأيسر من السيارة اضافة الى كمية أخرى من الكوكايين بوزن 0.02 غرام تم حجزها بجيب سروال سالف الذكر. بسماع المشتبه فيه ، وجه أصابع الاتهام للمدعو حسين بكونه من يكون دس له تلك المخدرات في الباب الخلفي الأيمن للسيارة ، ونفى علمه بوجودها داخل سيارته واعترف باستهلاكه المخدرات الصلبة (كوكايين) من حين لآخر و بخصوص الكمية الصغيرة من المخدرات بوزن 0،02 غرام فأكد بأنها لم تضبط داخل جیب سرواله الذي كان يرتديه وانما ضبطت داخل جيب سروال رياضي من نوع لاكوست أزرق اللون و هو ملك للمدعو أحمد، وفي سياق افاداته کشف على أنه تاجر شنطة ، و كان قد غادر التراب الوطني على متن سيارته المذكورة من ميناء وهران نحو أليكانت الإسبانية قصد شراء ملابس ومواد تجميل ،مضيفا أن الكوكايين تعود ملكيتها للمدعو (ب.أحمد) المقيم بحي الملينيوم ،و انه تعرف عليه عن طريق شقيقه (ب.محمد) منذ فترة وكان سالف الذكر يرافقه في تنقلاته الى اسبانيا لجلب السلع المستعملة لإعادة بيعها بأرض الوطن ، وبعد توطد علاقتهما بدأ يعرض عليه العمل معه في جلب المخدرات الصلبة من دولة اسبانيا ، مفصحا له على أنه خبير في المرور عبر الحدود ومعتاد على ذلك إلا أنه كان يقابل عرضه بالرفض ، وأفاد بان سالف الذكر أقرضه مبلغ 650 مليون سنتيم واستلم منه في مقابله شيكات وبدأ يضغط عليه بعد انقضاء المدة ، و قبل تنقله إلى اليكانت التقى به خلال ذلك الأسبوع و كان آخر لقاء به ، ثم بتاريخ الأربعاء 11.7.2018 غادر التراب الوطني نحو دولة اسبانيا ووصل يوم الخميس ، وتوجه عند صديقه (ب.حسين) المقيم هناك وبقي عنده ، وفي يوم الجمعة أخذ سيارته من نوع رونو كونغو المذكورة لشحن بضاعة متمثلة في قطع غيار مستعملة كونه معتاد العمل معه في ذلك المجال ، ليقرر العودة في ذلك اليوم عبر الباخرة جزائر 2 التي تنطلق من هناك على الساعة العاشرة ليلا ، و في نفس اليوم في حدود الخامسة زوالا تلقى اتصالا هاتفيا من طرف المدعو (ب.أحمد) وأخطره بأنه متواجد بمدينة أليكانت الأسبانية وأخبره بأن سيارته محملة بالمخدرات الصلبة (كوكايين) وطلب منه التحلي بالحذر من المصالح الأمنية ، وتفاجا من اتصاله مضيفا له بأنه قام باخفاء المخدرات الصلبة بأبواب المركبة عندما سلمها للمدعو (ب.حسين) ، وحينها عاد أدراجه ولم يتوجه الى الميناء خوفا من قبض عناصر الأمن عليه ، وعاد الى منزل (ب.حسين) وقام بتفتيش سيارته وعثر على حجر واحد كبير من المخدرات الصلبة (كوكايين) ملفوف بكيس بلاستيكي أسود وقام بنزع كمية منه وشرع في استهلاكها وتلقى حينها مكالمة هاتفية من (ب.أحمد) الذي هدده بعبارة ( لا ما هودش الصوالح غي قعد هنا في اسبانيا)، وأضاف بأنه بقي في مسكن (ب.حسين) من الجمعة إلى يوم الثلاثاء وفي كل مرة كان ينزع كمية من المخدرات ويستهلكها كونه مدمن على تلك المادة وبقي في أخذ ورد وأفاد بأنه بتاريخ 17.7.2018 هاتفته والدته وأخطرته بأن زوجته مريضة وكان تحت تأثير المخدرات وتوجه مباشرة إلى مدينة أليكانت وعبر الحدود ، وفي الباخرة ارتابه الشك فنزل الى المرآب وأخرج المخدرات ووضعها بحقيبته وعاد الى مكانه ، ثم انتابه الشك من جديد ، وعاد الى ارجاع المخدرات الى مكانها بالسيارة ، وبوصوله إلى ميناء وهران تم إلقاء القبض عليه ، وكشف على أنه عند وصوله إلى أرض الوطن كان المدعو (ب.أحمد) في انتظاره من أجل إخراج شحنة المخدرات في مقابل اقتطاع جزء من الدين الذي يدين له به وتمسك بأن المخدرات ملك للمدعو (ب.أحمد) وشريكه (ب.حسين) المقيم باسبانيا ،وأن الاول يقود عصابة دولية ويقوم بجلب المخدرات الصلبة من المغرب ومن اسبانيا ثم يقوم بتهريبها إلى وسط وشرق البلاد و يساعده في ذلك المدعو سليمان المقيم بوسط المدينة.
خلال جلسة المحاكمة تراجع المتهم عن تصريحاته ناكرا علمه بشحنة المخدرات التي قاما السالفي الذكر بشحنها داخل مركبته دون علمه،و انه سلم سيارته ل (ب.حسين) من اجل شحنها بالهواتف النقالة وليس المخدرات. ممثل الحق العام خلال مرافعته أكد ثبوت التهم ضد المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة 10 سنوات سجنا لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ