كشف المشاركون في الندوة الموسومة ب”جامعة الدول العربية ووحدة الصف العربي، تحديات راهنة ورؤية مستقبلية” التي نظمها المركز الجامعي بتندوف، أنهم سيرفعون رسالة إلى القمة العربية المقامة بالجزائر، تتضمن تبني مخرجات ندوة تندوف أرضية لورشات وفعاليات أخرى تؤسس لندوة دورية بتندوف تهتم بالعمل العربي. واعتماد الرفع من مستوى الخطاب الذي لابد أن تعتمده لتقوية الصف العربي، والارتكاز على المصالحة الفعلية بين الدول العربية، وذلك بإعادة رسم العلاقات العربية لوقف التدهور الغربي، الذي ينعكس بدوره على دور الجامعة العربية.
وأضافت مخرجات الندوة، أنه يجب إحياء الأمن القومي العربي عبر مجلس أمن قومي عربي، يكون قادرا على التعامل مع التحديات الجديدة الراهنة عربيا وإقليميا ودوليا. مؤكدين أنه لابد من اعتماد خطة إصلاح شاملة لجامعة الدول العربية، تلائم الأوضاع و الرهانات الاقتصادية، السياسية الأمنية و الإعلامية. وفي نفس السياق، دعا المشاركون إلى إنشاء شبكة تواصل بين جامعة الدول العربية والمجتمع المدني العربي ومؤسساته مثل ما قامت به الجزائر مؤخرا. إلى جانب إشراك المجتمع المدني و الأسرة الجامعية في الفعاليات الفكرية التي تقام بالمركز، ومواصلة عقد الندوات والملتقيات الفكرية تزامنا مع كل حدث وطني إقليمي أو دولي خاصة إذا كانت الجزائر ضمن حضورها الرئيسي. كما ركز المشاركون على الجانب الإعلامي، لما له من تأثير في توجيه الرأي العام وتنويره باتخاذ إجراءات حمائية للمنتوجات الإعلامية داخل الحيز العربي، عبر التخطيط وتحديد احتياجات الجمهور العربي من المنتجات الإعلامية، والعمل على توحيد الرسالة الإعلامية و تشجيع المبادرات الإعلامية المشتركة. ناهيك عن استثمار النجاحات الموجودة في الواقع خاصة المشاريع التي لها أثر مثل اتحاد الإذاعات العربية.
وفي هذا الإطار ذكر رئيس قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة “ابن باديس” بمستغانم، الدكتور “العربي بوعمامة” في مداخلته المعنونة بأهمية الإعلام في تعزيز قيم الاندماج الوطني والعمل المشترك بين الشعوب” -الواقع والتحديات-، أنه لابد من التركيز على دور الإعلام في توعية الرأي العام ودفع عجلة التنمية، خاصة في ظل التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام، في ظل معالجته لأهم المحاور والقضايا المحورية في العالم الذي بات قرية رقمية صغيرة. مضيفة أن ذلك يتم بتفكيك الإعلام العربي للوقوف على أهم تأثيرات هذه المؤسسات الإعلامية على فئات المجتمع العربي. مؤكدا أن ذلك يتم بتحليل مفهوم الاندماجية لوسائل الإعلام ودورها في توحيد الصف العربي مثل تغطية المناسبات الدينية، واعتماد مصداقية المعلومة الرقمية الحديثة. كما دعا الدكتور “بوعمامة” لضرورة إنشاء فضاءات رقمية مشتركة في الوطن العربي مع ضرورة تقييم دورها ودراسة فعاليتها على المستوى العربي هل حققت وظيفتها الاندماجية أو لا؟. مثمنا دور اتحاد الإذاعات العربية التي تسعى إلى خلق تعاون وتشارك عربي، معتبرا إياها قاطرة وقدوة لمؤسسات إعلامية مشابهة في المستقبل.
من جهته، تناول الدكتور “أجغيم الطاهر” عن جامعة قسنطينة، في مداخلته الموسومة ب “دور الجامعة العربية في تحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي والإعلامي في العالم العربي” – مقاربة سوسيو اقتصادية في التحدياث و الآفاق- الوضع العربي الذي يعد في حد ذاته يعد إشكالية، بسبب وجود العديد من الخلافات والعقبات التي تحول دون تحقيق الوحدة والتعاون والتكامل، الذي طالما كان مسعى الدول العربية، خاصة في ظل الصراعات الإقليمية في المنطقة ناهيك عن التحديات الأمنية والاقتصادية. وكان من ضمن أهداف الجامعة مجابهة الأعداء المهددة لاستقرار المنطقة ويتقدمها الكيان الصهيوني، مشيرا إلى سعي بعض الدول العربية، لفرض هيمنتها على تسيير الجامعة العربية مستعملين في ذلك ورقة التمويل للضغط على القرارات الجامعة، وأيضا ظهور تكتلات على مستوى الجامعة العربية،
رغم بقاء الأمل في إيجاد وطن عربي موحد متعاون له نظرة مستقبلية مشتركة. وفي السياق، شدد الدكتور “اجغيم” على ضرورة تحقيق الأمن القومي والغذائي والاقتصادي لتحقيق وحدة فعلية مبنية على مؤسسات ومشاريع تنموية حقيقة تخدم المنطقة العربية. في الوقت الذي يبقى بناء سوق عربية حرة مشتركة حلم يراود الدول العربية، حسبه. ومواجهة التحديات حول كيفية التعايش داخل الوطن العربي في ظل المستجدات الحاصلة الأمنية منها والاقتصادية العالمية والاقليمية في ظل المرحلة الجديدة أو ما سماه النظام العالمي الجديد وما يلقاه من تحديات. وضرورة الوصول إلى السلم الكامل مع الكيان الصهيوني في ظل قواعد القانون الدولي والحلول المطروحة على الساحة الدولية، وهنا أكد الدكتور على ضرورة أن يكون للجامعة العربية دور في ذلك.
من جانب موازي، تطرق الدكتور “نزيه لحسن” بالمركز الجامعي تندوف في مداخلته التي عنونها بجهود الجزائر الرامية لتوحيد الصف العربي” إعلان الجزائر لإنهاء الانقسام الفلسطيني -أنموذجا- إلى معظم الاشكاليات التي تتمحور كلها حول الخلافات والصراعات العربية من جهة والضغوطات الخارجية من جهة أخرى في تحقيق الوحدة و التعاون والشراكة. مشيرا إلى أن هناك واجهة للمشهد العربي عنوانها الوحدة وواقع مخالف لذلك يسوده الانقسام والتفرقة. مؤكدا على أهمية القضية الفلسطينية في خلق نوع من الوحدة العربية، وهنا أشار إلى العديد من الشواهد واللقاءات، التي قادتها دول عربية لردم هذه الفجوة، ما بين الفصائل الفلسطينية، والجزائر من ضمن أهم هذه الدول الراغبة في غلق هذه الفجوة. مستعرضا مساعي الجزائر لوحدة الصف الفلسطيني وصولا للقمة العربية المزمع انعقادها في الجزائر، منوها بمبادرة رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون”. كما ركز الباحث على أهم الحلول التي اقترحتها الجزائر بغية الوصول إلى حل ومصالحة دائمة شاملة بين الفصائل الفلسطينية، مستشهدا بعديد التصريحات لقياديين من جميع الفصائل الفلسطينية المتناحرة، موضحا أن كل هذه الجهود تبقى رهينة وجود إرادة سياسية حقيقية من الفصائل للوصول إلى صلح دائم يخدم القضية الفلسطينية.
أما الأستاذ “جامعي ياسين” بالمركز الجامعي بتندوف فقد اهتم في تدخله الموسوم ب “الاستراتيجية السياسية الجزائرية وتأثيرها على استقبال قمة جامعة الدول العربية” بشىرح مفهوم الاستراتيجية السياسية مع تبيان أهم أهدافها وصفاتها خاصة قابلية تطبيقها ومرونتها في التكيف والمستجدات، على المستوى العسكري أو الاقتصادي أو العلمي. مشيدا بما حققته الجزائر على المستوى الإقليمي والوطني في جميع المجالات والمستويات، منوها بدورها في حل أهم القضايا العالقة فالمنطقة العربية كالقضية الفلسطينية والقضية السورية والليبية والقضية الصحراوية. مبرزا أهم مقومات تنفيذ الاستراتيجية السياسية، عبر إسقاط ذلك على استراتيجية الجزائر المتبعة خاصة من خلال القمة العربية المنعقدة بالجزائر.يذكر أن الندوة العلمية، تم تنظيمها من طرف المركز الجامعي بتندوف نهاية الأسبوع.
ميمي قلان