الحدثالوطنيعاجل

الدكتورة لخضيري نجاة:”صدور 16 جريدة خلال فترة الإحتلال منها 7 جرائد أهلية”

شكل موضوع صحف وهران خلال الفترة الإستعمارية جوهر النقاش خلال محاضرة الدكتورة في الإعلام و الإتصال “لخضيري نجاة” المنظمة بالمعهد الوطني للبحث في الانثربولوجيا الثقافية و الإجتماعية بوهران تزامنا مع الدكرى ال68 لاندلاع الثورة التحريرية.

حيث اكدت   أن صحف وهران الصادرة خلال الحقبة الإستعمارية تميزت بالصعوبة في التاريخ و الإنقطاع في النشر من خلال ترسانة القوانين  و صعوبة إنشائها و مؤسسيها  ،و لأسباب عديدة منها الرقابة التي فرضها الإحتلال الفرنسي و العراقيل ، كونها جرائد موجهة للأهالي و تحرض على الإنتفاضة و لا تماشى مع قوانين الإستعمار، و أكدت أن تأسيس صحيفة بالعربية  من المستحيلات و أمر صعب التحقيق.

كما  كشف الباحثة في صحف وهران خلال المحاضرة،أن الصحف الوهرانية شكلت موروثا تاريخيا  و مصدر استلهام الاكادميين و الباحثين في تاريخ صحف وهران الصادرة خلال العهد الإستعماري، خلال حقبة زمنية  و التي شكلت اللبنة الأولى تأسيس صحف ما بعد الإستقلال.

 

الصحف الوهرانية شكلت موروثا تاريخيا للأكاديميين و إنطلاقة  لتأسيس صحف ما بعد الإستقلال

 

و أردفت أن تسمية الصحف الصادرة  بالقطاع الوهراني و بوهران خصوصا جاء وفق معايير منها الموقع الجغرافي  و التوجه الإيديولوجي و الحق في التعبير و بعضها إستلهام عربي على غرار جريدة الفجر و الفتي المصري ،و التي كان ينشط بها كتاب و شعراء في النضال السياسي.

و لعبت الصحف الكولونيالية دور هام منذ طهور أول جريدة عسكرية كولونيالية مهامها التركيز على التواجد العسكري الاستعماري  و إبراز الجانب الحضاري و العصري،لكن بعد تنامي الوعي تقرر ضرورة و اهمية المطالب الإصلاحية لغاية طهور صحف رغم القمع و قلة الإمكانيات  و كتابة مقالات موقعة  بأسماء مستعارة ، من طرف كتاب مزدوجي الثقافة  وفق تكوينهم الخاص من طينة الرعيل الأول كانوا بمثابة خزان لأقلام حاربت الإستعمار.و كانت الصحف الوهرانية  بمثابة الإسهام في جزء من التاريخ المحلي للفترة الإستعمارية، كون وهران كانت مدينة كولونيالية و تقطن بها أقليات فرنسية و اسبانية  و لها رمزية بالقطاع الوهراني و الساحل الإفريقي.

و أشارت الدكتورة أن بروز طبقة مثقفة  و نوادي ادبية بوهران على غرار” العربي فخار” دفعا لإحداث توجه إيديولوجي  و نشر صحف و مدونات تاريخية أرخت لفترات متتالية  سعى الاستعمار لتبرير تواجده في الجزائر.و أطهرت البحوث العلمية أن قمع الحريات منذ 1830 فرضت قوانين تعسفية تمنع صدور الصحف  و إجحاف للحريات التي تحولت لمستعمرة فرنسية 1848 م ، و هو ما يضع كل ناشر و كاتب للتحقيق وفق مرسوم  الكفالة الفرنسية  الذي يحدد المخالفات و غيرها.، سرعان ما تحولت المطالب إلى أرضية عقب مطالبة بالاعتراف  باللغة العربية ،و و هو ما نتج  صدور صحف تبعا لقانون الصحافة لسنة 1880 وسط كم هائل من الصحف الفرنسية عكس الصحف الناطقة بالعربية التي فرض عليها حصار  و رقابة .

و عرجت الدكتورة لخضيري في محاضرتها عن “صحف وهران” عن أول جريدة “ليكودوران” للعائلة المالكة  بإمتياز التي سايرت نشرها و صدورها لأكثر من 115 سنة بإمتلاكها ل5 مطابع و ألحق بها مدونات نشرية تتكفل بالجوانب الثقافية و الاجتماعية و السياسية بغرب البلاد على غرار صدى الاحد  التي كانت توزع 40 الف نسخة يوميا و وهران  المساء ،و صدى الكورنيش  ،و صحف أخرى كان مآلها الغلق و الإنقطاع لفترات بسبب العراقيل و المتابعة  على غرار منوهة عن الإختلاف الكبير في تاريخ صدور الجرائد  و اختفاء أخرى سواء الفرنسية و العربية خلال الفترة الممتدة بين 1886 و 1922 .

و بحسب التحقيقات فان القطاع الوهراني برزت به إجمالا 16 جريدة منها 9 تصدر بوهران و الباقي تصدر في ولايات غرب البلاد على غرار” صدى تلمسان و صدى تيارت وصدى غليزان و غيرها ،علاوة على صحف توالت خلال فترات منها 6 صحف إصلاحية و 7 جرائد أهلية  لتكون “ليكودوران” أول جريدة تصدر بوهران 1911 و التي نشرت بيان ميثاق الشعب المسلم  و دونت آيات قرآنية  و نشرت تقرير معادي للاستعمار  قبل أن تتحول إلى “لاروببليكا” 1963  و أخيرا الجمهورية في نسختها العربية ، سنة 1977  بسحب 80 ألف نسخة ومرورها بفترة عصيبة 1997 و حلها المسبق في فبراير لتعود للعمل بفريق يتكون من 35 عامل و تتحول إلى مؤسسة ذات أسهم.

كما عرفت الفترة اللإستعمارية بروز جرائد عن جرائد الوهراني الصغير و الإفريقي الصغير  و كلها جرائد كولونيالية  و جرائد موجه لأقليات الإسبانية.و كان لجريدة الحق الناطقة بالعربية  الفضل في  بروز جرائد تطالب بالحريات و تطلع الوهرانيين على كل الأخبار ، على غرار جريدة الفلاح و مدرسة الفلاح  بوهران ، و التي باتت لسان الأهالي ، علاوة على جريدة المصباح ،و الفجر الأسبوعية 1932 التي كانت لسان حال جمعية العلماء المسلمين، و الفتي المصري التي تعني بشؤون العروبة و الإسلام و ضد التمييز  و تحولت لصوت البسطاء في نشرية جديدة 1922،و الوفاق  و المغرب العربي  و ذلك في انطلاقة لبحث إعلام جزائري يلد من بطن المقاومة .

و من بين أهم الأعلام التي دونت توقيعها و توشحت بها الصحف الوهرانية خلال الحقبة الاستعمارية نجد عمر راسم  مؤسس فن المنمنمات  الذي يعد خطاطا  و محررا باللغة الفرنسية و التي ابرزوا افكاره و ترجمها بمقالات أعقبها الاستعمار بالسجن و الذي أسس جريدة الجزائر و الحق ،و سعيد الفاسي و رابح زناتي و عمر بلقدور .

 

عايد.ع

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى