تعيش تونس خلال هذه الايام التي تسبق حلول فصل الشتاء ونهاية السنة الجارية 2022 على وقع حركية نشيطة واستقطاب سياحي لمختلف مناطق الجذب على غرار منطقة ياسمين الحمامات التي تحولت إلى محج السياح قدموا من مناطق مختلفة من العالم للفترة التي تميز فصل الشتاء في تونس وما تقدمه من خدمات سياحية راقية تشمل الإستجمام والمعالجة بمياه البحر وزيارة للمواقع الأثرية والتاريخية والتلذذ بما طاب من مأكولات عصرية وتقليدية ومتعة تختلف عن تلك التي اعتادها الزوار أو سمع عنها خلال فصل الصيف وبأسعار تنافسية مغرية .
ياسمين الحمامات أيقونة السياحة الثقافية تفتح ذراعيها لضمان إستقطاب أكبر للأجانب
نظم الديوان السياحي التونسي زيارة إعلامية لعدد من صحفيين من مختلف الوسائل الإعلامية بوهران غرب الجزائر إلى تونس كانت فرصة للوقوف وإكتشاف الوجه الآخر للسياحة خلال فصل الشتاء . فبعد سنتين من الغلق بسبب جائحة كورونا وتأثيراتها السلبية على الإقتصاد العالمي والتونسي ، بدأت السياحة تنتعش وتتعافى بالنظر إلى زوارها الذين قدموا من مختلف مناطق العالم لقضاء أيام خلقت حركية غير معهودة بالفنادق خلال هذه الفترة التي تسبق التحضير لإحتفالات نهاية السنة الميلادية .
“تضاعف عدد السياح خلال سنة 2022 مقارنة بسابقاتها “
وبحسب ممثلين عن الديوان السياحي التونسي فإن السياحة في تونس تعرف منحى تصاعدي خلال السنتين الأخيرتين بعد أزمة كورونا لتعرف نهظة أخرى ونفس جديد تبرزها الأرقام التي كشف عنها السيد “ساسي محمد” ممثل المندوبية الجهوية للسياحة الياسمين الحمامات الذي اكد عودة السياح بقوة إلى تونس حسب الأرقام المسجلة بياسمين الحمامات لوحدها، حيث بلغ السياح 296 505 خلال سنة 2021 وقفز العدد إلى الضعف خلال سنة 2022 بحوالي 518 240 بحسب الديوان الوطني للسياحة التونسية .
وأبرزت الأرقام تطور في عدد السياح خلال السنتين الأخيرتين مع توقعات بأن يزيد عدد زوار تونس خلال الاشهر القليلة المقبلة .
“السياح الجزائريون الزبون رقم واحد لتونس “
وقد كانت المناسبة فرصة للصحفيين للقيام بزيارة لعدد من المدن السياحية في اطار الترويج للمنتوج السياحي التونسي الذي يعرف تنافسية كبيرة خلال هذه الفترة من خلال تقديم عروض ترويجية مغرية مع اقتراب نهاية السنة الجارية التي يتوقع أن تشهد حركية غير مسبوقة للسياح من مختلف أنحاء العالم و الجزائريين على وجه خاص، على اعتبار أن تونس تبقى وجهتهم المفضلة على مر السنوات الماضية ، وهي الزبون الأول لتونس من حيث الوافدين اليها خاصة خلال الفترة الصيفية ،تليها روسيا في المرتبة الثانية من حيث عدد الزوار بحوالي 600 الف سنويا ما يعكس حجم الإهتمام الكبير للقائمين على قطاع الشياحة من اجل الارتقاء أكثر وتحقيق الأهداف المنشودة لاسيما وان كل المؤهلات السياحية تتوفر بتونس بما فيها المؤسسات الفندقية التي توفر الإيواء، والخدمات السياحية والمزرات شتاء والشواطى الخلابة صيفا .
“ياسمين الحمامات منطقة استقطاب بإمتياز”
فالمحطة الأولى للزيارة كانت بمنطقة ياسمين الحمامات التي يحلو للكثيرين تسميتها بلؤلؤة المتوسط تعد من أجمل وجهات السياحة في تونس، وهي واقعة على بعد 65 كم من العاصمة التونسية وتضم مجموعة من أهم الأماكن السياحية في تونس مثل شاطئ الحمامات والآثار الرومانية والمدينة القديمة والقصبة وغيرها .
قاعات تجميل ومراكز معالجة بمياه البحر وأماكن للتدليك بخدمات راقية
إلى جانب فنادق ذات طراز عالي جعلت من السياح في أريحية تامة ويأملون في العودة مرات عديدة. ومن بين الفاندق التي كانت الفرصة بزيارتها” فينسي ماريليا ” فندق من خمس نجوم المطل على البحر يتوفر على كل المتطلبات من مسابح وقاعات اجتماعات وقاعة حفلات ومطعم يقدم لزبائنه وجبات تقليدية وعصرية في انتظار فتح مطعم ايطالي .وتميز فندق “هاس دروبال ” بالفخامة ويحوز على اكبر سويت فؤ العالم إلى جانب مراكز المعالجة بمياه البحر .وتعد الحمامات من أكثر المناطق السياحية التي تستوجب الزيارة، وهي كما يحلو وصفها” بأيقونة السياحة الثقافية “. في حين أن المدينة المتوسطية تتربع على 7 هكتار بهندسة معمارية تضم العاب قرطاج لاند للنساء والرجال والأطفال بزخرفية فن ، ثقافة هندسة معمارية وترفيه تعكس كل معالم المدينة التي شيدت منذ 23 سنة مستوحاة ببناء معماري قديم قام ببناءه “عبد الوهاب بن عياد” التونسي مؤسس المدينة المووسطية وتضم 3 اقامات بألف سرير ،من 4 أشخاص إلى عشر أشخاص بهندسة معارية خاصة بأكثر من 241 غرفة اقامة البستان ، بلوك الرياض ، اقامة سيدي بوسعيد و متحف الحضارات ، صومعة بديع الزمان الهمداني و أسوار بنيت على شكل أسوار قديمة يخيل أنها للعصور الماضية على حالها للحفاظ على الموروت المعماري القديم وهي رحلة عبر الزمان والمكان وتفاصيل دقيقة و قاعات .
ولعل الزائر لمختلف المؤسسات الفندقية بالحمامات يجد اللمسة التونسية التي تترك الأثر في نفوس الزوار وتسحر الناظرين بإمتزاج العصرنة والتقاليد الموروثة التي تجد ضالتها عند السياح بكل أريحية بالزائر لتونس لا يشعر على الإطلاق بأنه خارج وطنه لما يلقاه من ترحيب وابتسامة عريضة لا تغادر وجوه العاملين في القطاع السياحي وحتى مواطنينها وهم كلهم دراية بأهمية القطاع في النهوض بالاقتصاد الوطني لتونس والعودة بقوة إلى سابق عهدها تنافس فيه عديد الدول العالم التي خطت خطوات هامة في المجال السياحة المقومات السياحية موجودة والثقافة السياحية راسخة لدى الغالبية من العاملين بأهمية أن تجد السياحة طريقها على طول السنة وليس فقط خلال موسم الصيف . وتضع تونس استراتيجيتها نحو تحقيق نتائج كبيرة بالتوجه نحو السياحة الحموية والمعالجة بمياه البحر والتجميل وغيرها هدفها الأول والأخير تنشيط السياحة على مدار 12شهر .
ويعتبر قرطاج لاند من المتنزهات التي تتضمن أساليب الترفيه التي تحاكي العصر القرطاجي وتناسب العائلات وجميع أعمار أفراد الأسرة.ويقع المتنزه ضمن منتجع الياسمين في مدينة الحمامات وهو من أهم معالم تونس السياحية التي تتضمن الألعاب الترفيهية، والألعاب المائية. وتنقسم أجزاء المتنزه إلى ثلاثة مجموعات من مناطق الجذب السياحي وهي سينما خماسية الأبعاد، حديقة حيوانات مصغرة، ومدينة الألعاب المائية والترفيهية. كما يتضمن المتنزه العديد من المرافق التي توفر كافة الخدمات التي يحتاجها الزوار، مثل المطاعم والمقاهي التي تقدم المأكولات المحلية والعالمية.
ويعد قرطاج لاند واحدة من أشهر وأكبر المدن الترفيهية المتواجدة في دولة تونس والتي تناسب الكثير من الأشخاص بمختلف المراحل العمرية بل ويتوافر بها مختلف الأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية والذي جعلها قبلة السياح الأولى من خارج تونس، لما تعرضه من مختلف الأنشطة التي يمكن ممارستها بالداخل . إلى جانب مساحات خضراء شاسعة وحدائق خلابة مترامية الأطراف تساعد على الهدوء والاسترخاء ،حيث تجمع داخلها الكثير من مظاهر الحياة التونسية قديماً . وقد قدم “عبد القادر ساكري” مستشار تقافي للمدينة المتوسطية للمدينة ياسمين الحمامات نبذة عن المتحف والمدينة التي تتربع على مساحة حوالي 7 هكتار .قائلا ان المدينة تعود بالزمن الى سواحل أفريقيا نوميديا في الدواخل وقرطاج في السواحل ،ما يعكس التحالف الجزائري التونسي وتمثل ارتباط وثيق عبر التاريخ الى غاية العهد العثماني ، والمدينة المتوسطية تجمع بين كل من الفن ثقافة هندسة وترفيه ، كما ان كل معالم المدينة مستوحاه من تاريخ تونس وهو الذي انشئ من أجله المتحف في المدينة المتوسطية وهو متحف مفتوح يبرز تونس بلد التسامح بين الأديان وهي أول دولة الغت العبودية، كما يعتبر جامع سوس على حد تعبير المستشار الثقافي من اقدم المساجد في العالم لاكثر لاكثر من عمره 1180 سنة .
للإشارة فإن مدينة المتوسطية ياسمين الحمامات انشئت 2003 وبناها عبد الرحمن بن عياد وهي مدينة متحف ضمت معالم تاريخية ومنها البوابة المحصنة ، القبة الخضراء ، متحف صحن على الطراز الأندلسي و المأذنة على الطراز المالكي نموذج للجامع بسوريا. وأشار إلى ترابط بين مختلف المدن التونسية والجزائرية منها التشابه بين بسكرة والقيروان ، كما ضمت المدينة شواهد عن القبور النصرانية والعثمانية وبمتحف الحضارات والأديان يوجد ما يطلق عليه الاسلام ، المسيحية واليهودية .وأوضح المستشار الثقافي مدى التقارب بين الجزائر وتونس على مدار الحضارات والتاريخ بدليل عديد الشواهد الموجودة في المتحف .
من تونس: بصغير ليلى