الثقافة

الخصائص المميزة للجن عن الإنس  ….

من المسلمات في عقيدتنا الإسلامية الإيمان بالغيب .يقول الله تعالى ألم  ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب” (سورة البقرة الآية 3) ،والغيب كل ما غاب عنا ولم ندركه ، وأخبرنا الله به في قرآنه ،أو على لسان نبيه ، والجن من موضوعات الغيب كما ذكرناه في عدد ليوم أمس و الذي تناولنا من خلال العديد من الجوانب الخاصة بالجن و اليم سنتطرق إلى الخصائص المميزة للجن عن الإنس ..

 

الخاصية الأولى : خاصية التشكل

 

من المعروف عن الإنسان أنه يلازم جنسا واحدا منذ ميلاده إلى وفاته،قد تتغير ملامح وجهه،وقد ينمو طوله،وقد تعتريه تغييرات نتيجة العوامل البيئية وفعل السنين ،لكنه يبقى إنسانا ولا يخرج عن إنسانيته .أما الجن فيخرج عن جنسه ويتشكل في صور أخرى،قد يظهر في صورة إنسان،وقد ينقلب حية،وقد يظهر في شكل عنزة أو ناقة أو جمل وهكذا .

و الأدلة على تشكل الجن  كثيرة فقد قال  النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “إن بالمدينة إخوان لكم من الجن قد أسلموا يظهرون في صور أخرى فلا تقتلوهم حتى تستأذنوهم ثلاثا”. قال أبي بن كعب :”كان لي جراب من تمر فبدأ ينقص فرأيت دابة تشبه الغلام المحتلم تأخذ منه، فقالوا: أجني هي أم إنسي؟ قال:”بل جني”.

و هناك قصة الصحابي الذي خرج في معركة مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،ولما عاد إلى بيته وجد حية في بيته فقتلها ،وبعد قتله لها مات ولما عاد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ سألوه فقال:”من وجد حيوانا في بيته فلا يقتله حتى يستأذنه ثلاثا فعساه ألا يكون حيوانا وإنما يكون خلقا آخر”.

الشيطان أتى قريشا في صورة سراقة بن مالك وتكلم معهم وحاورهم ،والمعروف أن الشيطان من الجن .يقول الله تعالى “إلا إبليس كان من الجن” (سورة الكهف 50)، الشيطان تشكل في صورة إنسان وسرق من الزكاة واشتكاه أبو هريرة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،والحديث موجود في صحيح البخاري تحت رقم 2311 في باب الوكالة.ويقول ابن تيمية :”والجن يتصورون في سورة الإنس والبهائم ،وفي صورة الإبل والبقر والغنم…”.

 

الخاصية الثانية :الاختراق والاستراق

إن الجن يسترقون السمع من السماء،ويخلطون الصدق بالكذب ويقذفونه في آذان الكهان والمنجمين ، يقول الله تعالى:”يسترقون السمع وأكثرهم كاذبون” وثبت عن عائشة رضي الله عنها ،أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال ـ :”إن الجن يسترقون السمع من السماء ” والحديث ثابت في البخاري تحت رقم 5762.

لقد قص علينا القرآن قصة سليمان مع بلقيس وكيف قال له الجن بأن سيحضر له بلقيس بمعية عرشها قبل أن يقوم من مقامه،والمسافة بين اليمن التي كانت تقيم بها بلقيس و فلسطين التي كان يقيم بها سليمان شاسعة جدا،والمعروف في ذلك الزمن لم تكن وسائل نقل متطورة،لكن الجن يخترق حجاب الزمان والمكان بما أودعه الله فيه من قوة.قال الله تعالى :”قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين .قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين” (سورة النمل 39)

 

الخاصية الثالثة :خاصية التخفي

من المعروف أن الجن لا يراه أحد ،وأصل مادته تقول ذلك (فكلمة : جن تعني الاختفاء وعدم الظهور ) ولكن هذه القاعدة لها استثناء، فالأنبياء يرون الجن ويتحدثون معه،ولقد سبق وأن ذكرنا كيف إلتقى بهم رسول الله في نخلة وهو عائد من الطائف وعلاقة نبي الله سليمان بالجن معروفة.

ولقد ثبت في الحديث بأن الحمير ترى الشياطين ،و أن الديكة ترى الملائكة، والحديث موجود في صحيح مسلم 2703 وصحيح البخاري 3303 .والسؤال المطروح :هل الجن يدخل في بدن الإنسان ويسيطر عليه أم هي مجرد ادعاءات ….. يتبع

 

بقلم : الأستاذ :محمد شارف الحنفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى