أدباء ومبدعون يؤكدون أن الهوية والذاكرة محاور أساسية في الخطاب الأدبي لدى الكتاب الجزائريين بالمهجر
أكد أدباء ومبدعون جزائريون شباب مقيمون بالمهجر، يوم الخميس بالجزائر العاصمة، في ندوة بعنوان ” أدب المهجر” (دياسبورا) نظمت في إطار البرنامج الأدبي للطبعة ال26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب, أن “سؤال الهوية والذاكرة يشكلان محاور أساسية في بنية الخطاب الأدبي لدى مختلف المبدعين الجزائريين بالمهجر”.
وفي هذا الإطار, أوضح الروائي سعيد خطيبي، المقيم في سلوفينيا، خلال هذا اللقاء الذي تم خلاله استعراض تجارب مختلفة، أن “ما يكتب في المهجر على غرار ما يكتب في الداخل يصب في خانة واحدة ويتمحور حول سؤالين جوهريين هما سؤالي الهوية والذاكرة ..”.
واعتبر المتحدث أن “مصطلح المهجر لم تعد له ذات الحمولة الجغرافية والسياسية بحكم أننا نعيش في علم مفتوح فرضته التكنولوجيا الجديدة و لم يعد المغترب مغتربا بل في صلة دائمة مع موطنه”، مشيرا إلى أنه “لا يصح الحديث عن آداب جزائرية بفصلها عن الامتدادات في الدياسبورا”.وقال ذات المتحدث أن” المهجر والكتابة في المهجر ليس خيارا شخصيا بل حتمته ظروف تاريخية حتمت على كثير من المبدعين البحث عن أفق آخر في الخارج ..”، مبرزا أن “ضمن هذه الظروف سوف تتوالد أجيال من الكتاب منهم من هاجر ومنهم من ولد بالمهجر”.
وأضاف أن “مساعي الكتابة لم تتغير في خلق نافذة نطل منها على الغربي وفي محاورته بدل الإستسلام له في نقل صورة عن الجزائر تراهن على جمالية الكتابة وليس استعادة الماضي”، مؤكدا أن “التجربة المهجرية ساعدتنا على اكتساب ثقة في أنفسنا وأننا من نصنع صورة عن أنفسنا وليس بمحاكاة لآخر هيمن على أرضنا ومخيلتنا عقودا طويلة”.
من جهتها, اعتبرت الروائية و الباحثة الجامعية المقيمة بفرنسا, نوال تباني, أن الكاتب الجزائري المقيم في المهجر من خلال كتاباته “تمكن من تقديم صورة ونفس جديد في مجالات الرواية والشعر وغيرها من الأشكال الإبداعية حيث ترتكز في سردها على إبراز ثراء وتنوع مخزون التراث التاريخي و الثقافي الجزائري الذي تمثلت في نصوصه وتوظيف التراث والذاكرة والهوية في تطعيم تجاربهم.
وأضافت أن هذا الكاتب استطاع أيضا “أن يسترجع حضور التراث الشفوي بعناصره الذي يعكس الهوية الثقافية وزخمها على غرار تجربتها الذاتية التي استلهمتما من التراث الموسيقى الأندلسي”.
بدورها, ذكرت الروائية والمترجمة المقيمة بإيطاليا, آمال بوشارب أن “الأدب العربي ليس لديه المكانة اللازمة في أوروبا ولا يتم تداوله بصورة واسعة لأن القارئ الأوروبي لا ينجذب نحوه باعتبار أنه يبحث عن الجماليات والغرائبية في توجهاته القرائية فيما تتمحور تيمات وهواجس الأدب العربي حول قضايا السياسة و الألم”.
كما سجلت ذات المتحدثة أن “الكثير من الكتاب العرب يكتبون في الصحافة وينحدرون منها ولا يفرقون بين الكتابة الصحفية والأدبية رغم أن لكل سماتها وخصوصياتها وميزاتها فالكتابة الصحفية تستدعي أدوات سياسية وإبداء الرأي فيما تستدعي الكتابة الأدبية توظيف تركيبة فنية وأدوات في البنية والشخوص”، على حد قولها.وتستمر فعاليات صالون الجزائر الدولي ال26 للكتاب إلى غاية السبت المقبل.