حققت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران في قضية تكوين جمعية أشرار،القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد ،السرقة مع توافر ظرف التعدد و العنف المتابع فيها متهمين اثنين احدهما سبق و أن تورط في جريمة قتل طفل ،و يتعلق الأمر بكل من (م.عمر) و (ق.ب.فتحي) أين قضت بمعاقبتهما بالإعدام مع عدم استفادتهما من ظروف التخفيف.
تعود وقائع القضية إلى تاريخ التاسع أوت من سنة 2021 على الساعة الحادية عشر مساءا عندما تقدم إلى مصالح الأمن الحضري الرابع عشر بأمن ولاية وهران شخصين بغرض التبليغ عن إنبعاث رائحة كريهة من داخل مسكن جارهما المدعو (ن.محمد) الذي يقيم بمفرده بالعمارة الواقعة بحي اللوز وهران حيث قاما بدق الباب لكن بدون جدوى، وعليه وبتنقل عناصر الأمن إلى عين المكان بمعية عناصر تحقيق الشخصية والحماية المدنية وبعد فتح الباب و الولوج الى داخل المسكن تم العثور على المرحوم في حالة جد متقدمة من التعفن فوق السرير بغرفة نومه ليتم نقله إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي بوهران وبعد معاينة الجثة من طرف الطبيب الشرعي أكد أن الوفاة غير محددة الأسباب كما تم تثبيت مكان إكتشاف الجثة بصور فوتوغرافية من قبل عناصر تحقيق الشخصية،كما تم إصدار أمر التصريح بالدفن، و بعد مرور حوالي 7اشهر قام مجموعة من الشباب بارتكاب جريمة قتل طفل بحي اللوز بوهران و لدى سماعهم كشف أحدهم أن شريكه (م.عمر) كان قد كشف له عن ارتكابه جريمة قتل بمعية صديقه الحميم (ق.ب.فتحي) و التي راح ضحيتها جار هذا الأخير، أين سرد له تفاصيل جريمته ،لينطلق التحقيق في الملف .
جريمة قتل طفل بحي اللوز تكشف عن مقتل شيخ خلال الكورونا
و بسماع المشتبه فيه لم ينكر فعلته حيث صرح أن المدعو (ق.ب.فتحي) يعتبر صديقه منذ الصغر حيث أنهما درسا مع بعض في المتوسطة واستمرت علاقتهما إلى حد الآن و في شهر ماي 2021 أفصح له المدعو فتحي عن نيته في سرقة مسكن جاره بعمارة بحي اللوز وعليه بدءا في ترصد الضحية كونه مقيم بمفرده بالشقة ودامت عملية ترصده ثلاثة أشهر إلى غاية شهر أوت لا يتذكر التاريخ بالتحديد أين شاهداه خارجا من بيته حوالي الساعة الحادية عشر صباحا وعاد حوالي الساعة منتصف النهار این تخبئاً منه في الطابق الأرضي تحت السلالم وعند صعوده توجها إليه بعد فتح الباب مباشرة حيث قبل غلقه الباب قام باعتراض الباب بيديه ودخلا مع بعض إلى الداخل ولان الضحية طاعن في السن تحكما فيه بسرعة كون مقاومته لم تكن شديدة أين قام هو من خلفه بتثبيته بمرفقه ليقوم شريكه المدعو فتحي بغلق فمه وأنفه بينما شريكه المدعو فتحي قام بوضع حزام بلاستيكي في يديه لتكبيله من الخلف قام الضحية بتخريبه من شدة مقاومته ، غير أنهما إستطاعا مع بعض تثبيته في غرفة الإستقبال أين سقط أرضا وقاما بوضع حزامين بلاستكيين آخرين وتأكدا من وفاته بعدها قاما بالبحث في جميع أنحاء المسكن أين عثرا على مبلغ مالي قدره 98000 دج وجداها بخزانة بغرفة النوم كما قاما ببعثرة الأغراض في أرجاء المنزل غير أنهما قاما بإرجاع الأغراض إلى مكانها قبل مغادرتهما للمسكن كما أضاف أن الضحية ولكونه طاعن في السن لم يستطيع الصراخ كونه كان يمسك به من الخلف بشدة وقبل مغادرتهما للشقة قاما بفك الضحية من الأحزمة وأخذها معهما وتخلصا منها في الخارج بعيدا عن مسرح الجريمة كما أنهما قاما بإقتسام المبلغ المالي الذي سرقاه مناصفة بينهما وختم بأنهما لم يكونا يحملان أسلحة بيضاء وأن نيتهما كانت تصفيته جسديا لكونه يعرف صديقه المدعو فتحي وهو ما قاما به في بداية الأمر كما أنهما قاما بإستعمال قفازات طبية في السرقة والقتل أما الأحزمة البلاستكية ( les attaches ) فبحكم يستعملهم في البناء أحضرهم معه من مسكنه وأنهما تخلصا من الأحزمة البلاستكية والقفازات لما خرجا وقاما برميها بعيدا عن مسرح الجريمة،و هذا ما أكده شريكه .
ابن الضحية يتفاجأ بعد 7 أشهر بوفاة والده مقتولا…!!!
و بعد سماع ابن المتوفى كشف أن هذا الأخير و منذ طلاقه من والدته أصبح يعيش بمفرده وأنه كان يزور والده بشقته من حين إلى آخر كلما سمحت له الفرصة، كونه كان طاعن في السن حيث كان يبلغ من العمر 79 سنة ، كما أن صحته كانت متدهورة إلا أنه لم يكن يعاني من أمراض مزمنة وأنه وحسب معلوماته فإن والده لم يكن يحوز على مبالغ مالية معتبرة بمسكنه العائلي كونه كان يتقاضى راتب التقاعد الذي لا يفوق إثنان وعشرون ألف دينار جزائري ،وأنه لم تكن لديه أي معلومات بظروف وملابسات وفاة والده كون أنه لم يكن حاضرا إلى غاية حضوره مراسيم الجنازة ودفنه بمقبرة عين البيضاء وأنه لا يعلم إن تم إخضاع جثة والده لعملية التشريح أم لا كون أن ابن عمه المدعو ن محمود أمين الذي يعمل طبيب أخصائي في جراحة القلب بمستشفى أول نوفمبر وهران وأنه لم يكن على علم أن والده المرحوم راح ضحية قتل عمدي من قبل شخصين إلا بعد إخطاره من قبل مصالح الأمن بذلك.
خلال جلسة المحاكمة تراجع المتهمين عن سابق تصريحاتهما بخصوص قتل الضحية و أن نيتهما كانت السرقة و لا علاقة لهما بالقتل .ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لثبوت التهم ضد المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة الإعدام ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب