العرض الشرفي لمسرحية “الاختيار” بالجزائر العاصمة
احتضن المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي يوم السبت بالجزائر العاصمة العرض الشرفي لمسرحية “الاختيار”, وهو عمل جديد يروي جوانب من تضحيات و بطولات الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي و نضاله وصموده من أجل استرجاع كرامته, أنتج في إطار إحياء الذكرى ال 70 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة .
وتم عرض مسرحية “الاختيار” التي أخرجها محمد فريمهدي وانتجها المسرح الجهوي سيراط بومدين لسعيدة عن نص للكاتب محمد بورحلة, بحضور جمهور تفاعل على مدار 65 دقيقة من عمر العمل المسرحي مع مختلف اللوحات الفنية التي عبرت عن إلتفاف أبناء الجزائر من مثقفين و فلاحين وعمال و نساء و أطفال حول الثورة و مساندتها .
وتعالج المسرحية في أجواء مفعمة بالتشويق و الدراما الحالة التي يعيشها الهادي وهو طبيب جزائري شاب خلال فترة الاستعمار الفرنسي و قراراته الحاسمة بعد أن طلب منه الثوار الالتحاق بالعمل المسلح لمعالجة الجرحى المصابين جراء العمليات الفدائية المسلحة للثوار في الجبال و ساحات المعارك و تشجيع زوجته “مريم” الثائرة التي تدفعه للانضمام للثورة .و سافر الحضور عبر ست لوحات و على خلفية الراوي الى وقائع و أحداث تاريخية مفصلية خلال الثورة التحريرية ومنها إضراب الطلبة الجزائريين والتحاقهم بالثورة ,حيث يبرز الصراع و الدوامة التي يعيشها الطبيب الهادي الذي سبق و أن تعرض في شبابه للاعتقال و التعذيب في السجون الفرنسية بعد مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945 , كما يغوص العمل في متاهة تداعيات صراعاته الداخلية واختياراته في ظل ظروف صعبة ومصيرية تتعلق بالأرض, الأم والوطن ما يعكس واقعا معقدا مليئا بالعواطف والتوترات.
و تمكنت الرؤية السينوغرافية التي نسجها الثنائي عبد الله كبيري و محمد فريمهدي على إيقاع موسيقى عبد القادر صوفي و الخلفية السوداء المفتوحة على فضاء تميز بالاعتماد على أداء الممثلين من تقديم عرض مفعم بالأجواء النفسية .
و في هذا الإطار أشار المخرج فريمهدي أن “هذا العرض لا يروي فقط أحداثا تاريخية بل يحيي فينا مشاعر التضحية و العزيمة والإصرار على تحقيق الحرية والعدالة”, مضيفا أنه “من حيث الشكل و البنية ليس ملحمة بل عرض برؤية اخراجية حداثية يرتكز على التيمة التاريخية ولحظة الثورة بالذات و ذلك من خلال إبراز مساهمة الأطباء الجزائريين و المرأة الجزائرية و المثقفين وغيرهم من الفئات الاجتماعية في الثورة “.
ولفت المتحدث إلى أن “السينوغرافيا اعتمدت على البساطة و الرمزية و الإضاءة الخافتة لإيصال النص ركحيا بعمق”.وأدى هذا العرض المسرحي الجديد مجموعة من الممثلين على غرار رضا تخريست, سارة رزيقة, جمال عوان, فتحي مباركي, محمد قادم, عبابسية عميري, حميد بوقحلوف و الذين قدموا مستويات عالية من الأداء تفاعل معهم الجمهور بالتصفيق والتشجيع.
ويأتي هذا العرض, الذي حضره العديد من الفنانين, ضمن الأعمال المسرحية المنتجة من طرف المسرح الوطني الجزائري والمسارح الجهوية في إطار احياء الذكرى ال 70 لثورة نوفمبر المجيدة (1954- 2024), وهي أعمال تسلط الضوء على نضال الشعب الجزائري وكفاحه ضد الاستعمار الفرنسي.
ق.ث/الوكالات