
حققت محكمة الجنايات الإبتدائية لدى مجلس قضاء وهران في قضية القتل العمدي المتابع فيها أربع متهمين منهم ابني عم احدهما موقوف و البقية مثلوا وفق الاستدعاء المباشر و الذي راح ضحيتهم شاب أين قضت بمعاقبة المتهم الرئيسي الموقوف بـ 15 سنة سجنا نافذا مع تبرئة ساحة باقي المتهمين.
بالرجوع إلى تفاصيل القضية فتعود لتاريخ السادس عشر جوان من سنة 2023 في حدود الساعة العاشرة ليلا تلقت عناصر امن بوتليليس مكالمة هاتفية من العيادة المتعددة الخدمات ببوتليليس عن استقبال المدعو (ب.ع) مصاب على مستوى الرأس تعرض للسقوط بحي النايب تم إحضاره من طرف شقيقه و بعد معاينته من طرف الطبيب المناوب تم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي بوهران ، و في اليوم الموالي في حدود الساعة 03:40 صباحا تلقت المصلحة مكالمة هاتفية من بمصلحة الإستعجالات الطبية بوهران عن وفاة الضحية في غرفة الإنعاش. وبعد التنقل إلى مستشفى وهران وحررت شهادة معاينة الوفاة على أن الوفاة لأسباب “عنيفة” ونقلت الجثة بمصلحة الطب الشرعي وقد توصلت التحريات عن وقوع مناوشات بين صاحب مركبة كومبيس أخ الضحية والمبلغ عن الحاث (ب.م.الصدوق). ليتم فتح تحقيق و سماع (ب.س) هو شقيق المرحوم وصرح أنه بتاريخ الواقعة كان أمام مسكنه بحى النايب تقدم منه شقيقة (ب.ي) وأبلغه عن تعرضه لحادث مرور وقام السائق المتسبب في ذلك بالفرار، وبعد التعرف على السائق صاحب سيارة لوقان رمادية اللون يقيم بالقرب من مسكنهم توجه شقيقه إلى مسكنه لتبادل الوثائق وتسوية الأمور،إلا انه بعد مدة قصيرة سمع أصوات الصراخ فتوجه إلى هناك وشاهد شقيقه (ب.ك) يسقط أرضا، وشاهد شخص بالقرب من شقيقه لاذ بالفرار مسرعا نحو مسكن صاحب المركبة.عند سماع المشتبه فيه (ب.م.الصدوق) وصرح انه تعرض لحادث مرور مادي في حدود الساعة 21:00 مساء من طرف مركبة نوع “كومبيس” كان يقودها شقيق الضحية و رفض التوقف فقام بتتبعه ثم تجاوزه ليتوجه إلى مسكنهم بحي النايب أثناء محاولته لإدخال المركبة إلى مستودع المسكن تعرض لإصطدام عمدي من طرف سيارة نوع “كومبيس” و دخل في مناوشات معه وتقدم المرحوم مسرعا فتعثر وسقط ونقل إلى العيادة الطبية ببوتليليس دون ان يتعرض المرحوم للإعتداء أو الضرب من طرفه أو من طرف أحد أقاربه،و هذا ما صرح به باقي المشتبه فيهم.
الشاهد يصرح أن الضحية سقط بمفرده على الأرض … !!!
عند سماع الشاهد صرح أنه شاهد قيام سائق مركبة “كومبيس” المدعو (ب.ي) اصطدم عمدا بمركبة “لوقان” ثم نزل وحاول الاعتداء على سائقها، فتدخل مع المدعو (ب.علي) بامساك (ب.ي) لمنعه الاعتداء وتهدئته لكونه كان في حالة سكر و وقعت مناوشات دون شجار وفي تلك الأثناء تقدم أشقاء (ب.ي) لتسوية الأمور مع صاحب المركبة “لوقان ” حينها شاهد المرحوم (ب.ك) قادم بسرعة وهو في حالة هيجان وحاول الأشخاص الحاضرين وأشقائه توقيفه لكن راوغهم للوصول إلى المركبة و بتقدمه تعثر وسقط تلقائيا وتعرض لصدمة وأغمي عليه بعيدا عن مكان تواجد المركبة “لوقان” وسائقها وابن عمه الذي كان داخل مسكنه لتفادي الشجار مؤكدا أن المرحوم لم يتعرض لأي اعتداء.
و بعد الانتهاء من مراسيم الدفن تقدم المدعو (ب.ه) أمام مصالح الأمن وصرح انه رافق شقيقه قيد حياته في سيارة الإسعاف وشاهد بعض الأشخاص يحملون عصي و من بينهم المشتكى منهم يحملون عصا بيزبول و عصي خشبية،كما شاهد (ب.علي) يمسك برقبة شقيقه المرحوم و(ب.م.الصدوق) قام بضرب المرحوم باللكمات ، وان المرحوم قيد حياته و في طريقه إلى المستشفى أبلغه على أن الشخص الذي قام بضربه يرتدي نظارات ويقود باستمرار سيارة من نوع “لوقان” أو “سمبول” رمادية اللون،و أن الشخص الذي قام بضرب أخيه يكون إما (ب.علي) او ابن عمه (ب.م.الصدوق).أما شقيق المرحوم (ب.ي) صرح انه لم يكن في حالة سكر يوم الوقائع و أن الحادث الذي طرأ كان بشارع 20 أوت ببوتليليس تسبب فيه المدعو (ب.م.الصدوق) الذي لاذ بالفرار ، وانه توجه إلى مسكن هذا الأخير لتبادل الوثائق و تسوية الأمور وديا،إلا أنه تعرض للإعتداء من طرف ابني العم وأن أفراد عائلتهما أحاطوا به وبحوزتهم عصي وتدخل الجيران و أشقائه وقد شاهد (ب.م.الصدوق) يفر مسرعا إلى مسكنهم بعد سقوط شقيقه على الأرض مصرا على أن شقيقه توفى متأثرا بإصابة في الرأس بعد تعرضه للعنف من طرف المعتدين عليه.
غياب أداة الجريمة تُصعّب خلاصة التشريح
تقرير تشريح الجثة المنجز بتاريخ من طرف الطبيب الشرعي بمستشفى الجامعي بوهران بان الضحية المرحوم تعرض لصدمة على مستوى الجمجمة مع تسرب نزيف دموي بالجهة الداخلية الخلفية لفروة الرأس اليسرى مع انتفاخ،مع كسر الفص الخلفي إلى غاية قاعدة الجمجمة، وتجمع دموي صلب بالفص الخلفي مع كسر، ونزيف على مستوى السحايا،وخلص في تقريره أن الوفاة لها علاقة بصدمة على مستوى الجمجمة وان ظروف الوفاة لا يمكن تحديدها إلا عن طريق التحقيق القضائي. رئيس محكمة الجنايات استعان خلال جلسة المناقشة بالأطباء الذين اشرفوا على تشريح الجثة من أجل رفع اللبس أين أكدوا ما جاء في التقرير الأولي مجمعين أن الصدمة عنيفة جدا و لا يمكن لسقوط عادي يتسبب بالوفاة كما استبعد أن تكون الأداة حادة أو قاطعة لأن الضربة لم تظهر أية جروح،مؤكدين انهم ليس بإمكانهم الجزم فيما يخص الأداة المستعملة في ظل غيابها و كذا المعاينة الميدانية لمكان الحادثة لان الضحية كان على قيد الحياة أثناء إسعافه. المتهمون بدورهم ثابروا على إنكار التهم المنسوبة إليهم جملة وتفصيلا.ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لثبوت أركان الجريمة ملتمسا توقيع عقوبة السجن المؤبد لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب