
في خطوة تعد سابقة وطنية من حيث التخصص والمحتوى، احتضنت المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، اول امس ، أول ورشة تكوينية من نوعها على المستوى الوطني حول تقنية شفط وزرع الدهون الذاتية (Lipofilling) الموجهة لعلاج آثار حروق الوجه، وذلك بمبادرة من مصلحة جراحة الفك والوجه والترميم، تحت إشراف البروفيسور حيرش كريم.
وقد أشرف المدير العام للمؤسسة، السيد بار رابح، على افتتاح أشغال الورشة بحضور المدير العام المساعد السيد قادي محمد هبري، والبروفيسور تومي هواري رئيس المجلس العلمي، إلى جانب رؤساء المصالح الاستشفائية والإدارية، وأطباء من داخل وخارج الولاية، مما عكس حجم الاهتمام بهذه التقنية الجديدة.
وقد تميزت الورشة بطابعها التكويني والعلمي، شهدت مشاركة دولية عبر تقنية التحاضر عن بعد تمثلت في تدخل الدكتور الإيطالي ماريو غويزيس،مطور تقنية “ماريو”، المعتمدة عالميا في مجال شفط وزرع الدهون الذاتية. ويعد هذا الأسلوب الطبي نقلة نوعية في مجال الجراحة الترميمية والتجميلية، خصوصا في ما يتعلق بعلاج آثار الحروق التي تمس الوجه، حيث يعتمد على نقل دهون ذاتية من جسم المريض لملئ المناطق المتضررة واستعادة ملامح الوجه بشكل طبيعي وآمن.وحضر الورشة أكثر من 80 طبيبا وجراحا مختصا في مختلف التخصصات، على غرار جراحة الفك والوجه، الجراحة البلاستيكية، جراحة الأطفال، الأنف والأذن والحنجرة، وكذا طب النساء والتوليد، وهو ما يترجم الأبعاد متعددة التخصصات التي تتيحها تقنية “ماريو” في الممارسة الطبية اليومية.
إلى جانب المداخلات العلمية التي ثرت أشغال الورشة، تم تنظيم نقل مباشر لأربع عمليات جراحية حقيقية باستعمال هذه التقنية، من غرفة العمليات إلى قاعة المحاضرات في الطابق الثالث من المنصة التقنية، حيث تابعها الأطباء المشاركون خطوة بخطوة مع شروحات مفصلة قدمها الفريق الجراحي. هذا النشاط التكويني لا يعكس فقط حرص المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر على الانفتاح على التجارب العالمية، بل يبرز أيضا الجهود المبذولة لتكوين الموارد البشرية محليا على تقنيات حديثة، من شأنها الرفع من مستوى التكفل بالحالات الدقيقة، خاصة تلك التي تخلّف آثارًا نفسية وجسدية على المرضى، مثل حروق الوجه. و يذكر أن تقنية “Lipofilling” بدأت تلقى اهتماما متزايدا على الصعيد العالمي نظرا لنجاعتها وكونها تعتمد على مواد ذاتية، ما يقلل من احتمال رفض الجسم ويسرع من عملية التعافي، وقد بات اعتمادها في الجزائر خطوة واعدة نحو تعزيز السيادة الصحية وتطوير التخصصات الجراحية الدقيقة.
ب. ليلى