
ظهور أولى بؤر مرض “الصدأ الأصفر” في عين تموشنت …المحطة الجهوية لحماية النباتات بوهران تفعل الإنذار الزراعي وتدعو الفلاحين لحماية محاصيلهم
دقت المحطة الجهوية لحماية النباتات بوهران ناقوس الخطر بعد تسجيل أولى بؤر مرض “الصدأ الأصفر” في ولاية عين تموشنت المجاورة، محذرة من خطر انتقال وانتشار هذا الفطر المعدي في محيط ولاية وهران، وداعية فلاحي الجهة إلى التحرك السريع لحماية محاصيلهم من أضرار محتملة مع اقتراب موسم الحصاد.
ويأتي هذا التحذير في ظل تقلبات جوية تعرفها المنطقة الغربية، اتسمت بالرطوبة المرتفعة والتساقطات المتأخرة، وهي ظروف مثالية لتكاثر وانتشار الفطريات الزراعية، وفي مقدمتها مرض الصدأ الأصفر، الذي يصيب أوراق القمح في مرحلة حساسة من تطور النبات، ما يؤدي إلى تراجع المردود ونقص في الجودة.
وقد سارعت المحطة الجهوية لحماية النباتات بوهران إلى رفع درجة التأهب، مطلقة نداء عاجلا إلى منتجي الحبوب في وهران، دعتهم فيه إلى تشديد المراقبة الدورية على مزارع القمح، لا سيما تلك التي دخلت مرحلة التسنبل، وهي المرحلة التي يعد فيها القمح أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
ودعت المحطة الفلاحين إلى التدخل الفوري عند رصد أي علامات إصابة، من خلال استخدام المبيدات الفطرية المعتمدة من قبل الوزارة، محذرة في المقابل من اللجوء إلى أدوية غير مرخصة قد تضر بالمحاصيل أو تترك بقايا خطيرة تؤثر على صحة المستهلك وسلامة التربة. وحسب التوضيحات التقنية ، فإن مرض الصدأ الأصفر هو مرض فطري سريع الانتشار، يظهر على شكل بثور صفراء غبارية مرتبة في خطوط موازية على سطح الأوراق العلوية. وتكمن خطورته في قدرته على تدمير النسيج الورقي تدريجيا، ما يؤدي إلى تشقق الأوراق وتساقطها، وهو ما ينعكس سلبا على الإنتاج كما ونوعا. وإذا لم تتم السيطرة عليه في الوقت المناسب، يمكن أن يمتد إلى مساحات واسعة، خاصة في المناطق المفتوحة وشبه السهبية، حيث تتشابه الظروف البيئية التي تساعد على تطوره.
وإلى جانب توزيع قائمة المبيدات الفطرية المعتمدة، أكدت محطة وهران أن الوقاية تظل الوسيلة الأنجع لتفادي الأسوأ، مشددة على أهمية التزام الفلاحين التام بالإرشادات التقنية، لا سيما توقيت الرش وظروفه المناخية. كما حثت على ضرورة التعاون مع الفرق الميدانية التابعة للمعهد الوطني لحماية النباتات، التي كثفت نشاطها في مختلف المناطق الفلاحية بوهران لمرافقة المنتجين وتقديم الدعم الفني اللازم.
وتواصل المحطة، بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية لولاية وهران، جهودها الوقائية عبر الخرجات الدورية وعمليات التفقد والمعاينة، مع تعزيز نظام الإنذار المبكر لرصد أي تطورات ميدانية قد تنذر بانتشار المرض. لاسيما وانه ويعول على هذا الموسم الفلاحي بشكل كبير لتحقيق إنتاج وفير من الحبوب في ظل المعطيات المناخية المشجعة والتساقطات المطرية التي عرفتها الجهة خلال بداية الموسم،
وتعتبر الحبوب، وعلى رأسها القمح، من المحاصيل الإستراتيجية التي تحظى بمتابعة دقيقة من قبل وزارة الفلاحة، في إطار جهود الدولة لتعزيز الأمن الغذائي والحد من تبعية الاستيراد. ومنذ انطلاق الموسم، تم وضع مخطط شامل لمرافقة المنتجين، شمل توفير البذور والأسمدة، إلى جانب التأطير الفني والمراقبة الصحية للمحاصيل.
ب. ليلى