يستفيد حي الحمري العتيق في وهران من مشروع طموح للتهيئة الحضرية يهدف إلى إعادة الروح لهذا الحي التاريخي. و يشمل المشروع سلسلة واسعة من الأشغال التي تطال الطرق، الأرصفة، الشوارع، والساحات العمومية، ما يعكس رؤية شاملة لتحسين جمالية هذا الحي وجعلها متوافقة مع متطلبات السكان وزواره.
علما أن التهيئة الحضرية التي تعرفها المنطقة تتضمن إعادة تأهيل الطرق المتدهورة وتوسيع الأرصفة لضمان حركة أكثر انسيابية للمشاة. كما ستتم صيانة الشوارع الداخلية للحي بما يعزز الوصول إلى المرافق العامة والمحلات التجارية. وستحظى الساحات العمومية بأهمية خاصة، حيث تشهد تطويرا يهدف إلى تحويلها إلى فضاءات عائلية وترفيهية تليق بتاريخ الحي وأهميته الثقافية.
و من المنتظر أن يساهم المشروع في تحسين صورة الحي العتيق الذي يعاني من تهالك بناياته وشوارعه. ويهدف المشروع أيضا إلى جذب الزوار وتعزيز النشاط التجاري، خاصة أن الحمري يعتبر مركزا حضريا ذا أهمية تاريخية ومعمارية، يحكي جزء من ذاكرة وهران. كما يراهن السكان على أن تقلل هذه الأشغال من مشكلات التنقل اليومية، وتعطي للحي جمالية تتماشى مع طابعه الأصيل. و لاقى المشروع استحسان سكان الحمري الذين عبروا عن آمالهم في أن تنجز الأشغال بالجودة المطلوبة وفي الآجال المحددة. ويطالبون السلطات بمتابعة مستمرة للأشغال، لتجنب أي تعثر أو نقص في التنفيذ.
كما أبدوا تطلعهم إلى أن تشمل التهيئة الجوانب البيئية، مثل إضافة مساحات خضراء ونظام فعال لتصريف المياه لتجنب مشكلات تجمعها خلال فصل الشتاء. مع ضرورة الحفاظ على الطابع التراثي للحي. ويرى مراقبون أن نجاح المشروع يعتمد على توازن دقيق بين الحداثة واحترام الهوية التاريخية للمنطقة.
و مشروع التهيئة الحضرية بحي الحمري هو استثمار في تاريخ وثقافة هذا الحي العريق. ومع التزام السلطات بتحقيق نتائج ملموسة، يأمل الجميع أن يصبح الحمري نموذجا يحتذى به في التهيئة الحضرية .
ب.ليلى
