
حققت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران في جريمة قتل بشعة كان بطلها شاب في العشرينيات من عمره من جنسية سورية و مقيم بالجزائر، و كانت ضحيته فتاة جزائرية، ويتعلق الأمر بالمدعو (ل.عبد الله) الذي أدانته بالسجن المؤبد عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و جنحة السرقة،و هي نفس العقوبة الصادرة ضده عن المحكمة الابتدائية.
بالرجوع إلى تفاصيل القضية التي اكتشفت بتاريخ الواحد و الثلاثين ديسمبر من سنة 2020 عندما اتصلت والدة الضحية بابنتها عبر الهاتف لكن وجدته مغلقا أين شعرت بنوع من القلق و طلبت من ابنها التوجه إلى شقتها بحي الصباح ايسطو لتفقد شقيقته، و فعلا ذهب مباشرة إليها و فور دخوله الشقة وجدها جثة هامدة وسط بركة من الدماء أين اتصل مباشر بمصالح الأمن التي تنقلت إلى مسرح الجريمة ومعاينة الجثة وتحويلها إلى مصلحة حفظ الجثث و إخضاعها للتشريح، لينطلق التحقيق مع محيط الضحية حيث لم يتم التوصل إلى أي نتيجة إلى غاية الثالث و العشرين جانفي من سنة 2021 و باستغلال كشف مكالمات الضحية، الذي كشف آخر رقم اتصل بها و هو الخاص بشاب سوري يعمل بأحد المطاعم المعروفة بحي العقيد لطفي، أين تم توقيفه واعترف مباشرة بالأفعال المنسوبة إليه كاشفا انه فعلا يعرف الضحية بحكم انه متوعد على استئجار شقتها و المكوث فيها رفقة صديقاته،و في منتصف شهر ديسمبر تعرف على المدعوة نهاد و قرر خطبتها، أين رغب في قضاء بعض الوقت معها، فتوجه عند الضحية و سلمها مبلغ مالي قدره 4000 دج مقابل استئجاره للشقة أين مارسا الجنس معا و غادرا المكان،و بعد أيام قلائل جاءت الضحية إلى مقر عمله و طلبت منه أن يتقدم إلى بيتها لأمر يخصه،و بالفعل توجه إليها،و بعد تبادلهما أطراف الحديث أظهرت له تسجيل فيديو يظهر فيه رفقة صديقته نهاد يمارسان الجنس بمسكنها،و طلبت منه مبلغ 50 مليون سنتيم و إلا ستنشر تلك الفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فبدأ يفكر في كيفية اخذ تلك التسجيلات خاصة و أنه لا يستطع تدبير المبلغ، حيث اتصل بها بغية الذهاب إليها من اجل الحديث عن الموضوع،و ذلك بتاريخ الثامن و العشرين ديسمبر 2020،أين قام بحمل سلاح أبيض محظور المتمثل في سكين من الحجم الكبير الخاص بتقطيع الخضر من داخل مطبخ المحل و قام بإخفائه تحت ملابسه،و حوالي الساعة السادسة و النصف مساءا توجه إلى مسكن الضحية بعدما أخذ معه طبق واحد من وجبة شوارمة، و بقي برفقتها لمدة تقارب أربعون دقيقة يتبادلان أطراف الحديث و بعد أن إنتهت من تناول الوجبة إستفسرته إن كان قد فصل في الأمر و أحضر لها المبلغ المالي حتى تقوم بمحو تسجيلات الفيديو ،إلا أنه أجابها بالنفي مصرحا لها أنه لن يغادر مسكنها دون إسترجاع الفيديو، و في تلك الأثناء ضحكت باستهزاء و صرحت له أنها تحوز على عدة نسخ بحوزة صديقتها، عليه دخلا في نزاع و ملاسنات كلامية حادة فشرعت بسبه و شتمه و دفعته إلى الخلف حينها أشهر السلاح الأبيض لغرض تهديدها فأصبحت ترفع في يديها فعاد يلوح بالسكين و فجأة حاولت التوجه نحوه فأصابها به على مستوى الصدر أسفل الرقبة من الجهة اليمنى فأمسكت مكان الضربة بقميصها و زادت في الصراخ و السب رافضة تسليمه تسجيلات الفيديو في تلك الأثناء و خوفا من أن يسمع الجيران صراخها قام بمسكها من شعرها و جرها إلى غاية غرفة نومها و هي لا تزال تصرخ و ترفض تسليمه التسجيل و كانت تردد عبارة “غادي نتغاشا” مع ألفاظ سب و شتم إلى أن أوصلها إلى غاية غرفة نومها و في تلك الأثناء قامت بمسك السكين بيدها اليمنى و مسك يدي التي أمسك بها السكين و سحبته ؛ فسقط فوقها على السرير لأنه كان يمسك بفمها حتى لا يسمع صراخها فأدار رأسها عنده ثم قام بسحب السكين بقوة لغرض تخليصه و بقي معها في مناوشات ثم فجأة نهضت و أرادت الخروج عبر الباب بسرعة فأمسكها من شعرها و قام بإسقاطها على الأرض بواسطة رجله فسقطت على ركبتيها و تمددت على الأرض ثم جثي على ركبته اليمني و امسكها من شعرها و طلب منها منحه التسجيل فرفضت، فوجه لها ضربة ثانية على مستوى الرقبة “نقزة” و طلبه منها لمرة أخرى فرفضت فوجه لها طعنة ثالثة على مستوى أسفل الرقبة إلى غاية أن أحس بالسكين و هو يمس العظم ،
يقتلها و ينكل بجثتها ثم يخفي بصماته
في ذلك الوقت شعر أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة حينها تراجع إلى الخلف وبقي يشاهدها لغرض التأكد إن كانت قد ماتت أم لا ، بعدها توجهت إلى الحمام وقام بغسل السكين بالحنفية ، و أرجعه تحت ملابسه و لبس قفازات زرقاء كانت بجيبه و عاد مجددا نحو الضحية ثم قام بتفقد نبضات قلبها على مستوى رقبتها وكذا يدها و أحس بنبضها ،بعدها شرع في البحث في كافة أرجاء المسكن عن قرص أو مفتاح ذاكرة يحتوي على تسجيلات الفيديو ، أين استحوذ على هاتفها النقال، كما عثر على مفتاح ذاكرة على الطاولة التي كانت قرب السرير،كما استولى على بعض المجوهرات،وكذا مبلغ مالي قدره 4000 دج ، و بعدها حمل الضحية على السرير، توجه نحو الحمام و حمل دلو مملوء بالمياه و سكبه فوقها ظنا أنها فاقدة للوعي ، و مسح إصبعها و حاول فتح الهاتف النقال إلا انه لم ينفتح ، بعدها شرع في تنظيف الأغراض التي قام بملامستها أو إستعمالها في الجريمة و ذلك مستعملا منشفة و في الأخير وضعها جميعا بداخل الكيس البلاستيكي الذي أحضره معه ومسح جميع الأشياء التي لمسها حتى يخفي البصمات، و هم بالخروج لكنه رجع مجددا عند الضحية و قام بخفض سروالها و أدخل يديه بفرجها، بعدها قام بتغطيتها بالكوات التي كانت موضوعة بالغرفة و فور مغادرته المسكن، تخلص من الكيس البلاستيكي الذي كان بحوزته بأحد الحفر المخصصة للبناء و رمى الهاتف الخاص بالضحية في مكان به حشائش.، ثم أعاد السكين إلى مكان عمله وفي اليوم الموالي توجه إلى سوق المدينة الجديدة و باع المسروقات واشترى ملابس له و خاتم خطوبة لصديقته.
خلال جلسة المحاكمة أعاد المتهم سرد تفاصيل جريمته مطأطأ الرأس و هو يردد أنه لم تكن لديه نية قتل الضحية و لم يكن يعي ما يفعله،و عن سبب ذلك أنه كان في علاقة سابقة مع الضحية و لما انفصلا ،اكتشفت أنه في علاقة جديدة مع أخرى أين بدأت تهدده بفيديوهاتهما و صورهما .ممثل الحق العام خلال مرافعته تطرق لبشاعة الجريمة و ثبوتها ضد المتهم ملتمسا توقيع عقوبة السجن المؤبد لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
أمينة.ب