
شهدت مدينة وهران، مساء الخميس، أجواء فنية مميزة مع انطلاق فعاليات الطبعة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران، الذي يتواصل إلى غاية 5 نوفمبر، بمشاركة 63 فيلما عربيا، منها 34 فيلما في المسابقة الرسمية، موزعة على أصناف الأفلام الطويلة، القصيرة، والوثائقية.
تكريم عدد من نجوم الفن السابع العرب في افتتاح الدورة الـ13
المهرجان، الذي ينظم تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون وبدعم من ولاية وهران، افتتح بحفل بهيج تخللته تكريمات لعدد من القامات السينمائية العربية التي بصمت التاريخ الفني بأعمالها وإبداعاتها. فقد كان الموعد احتفاء بوجوه بارزة في الفن السابع العربي، على غرار الممثلة المصرية نادية الجندي، المخرج الجزائري رشيد بوشارب، والممثل السوري غسان مسعود، إلى جانب أسماء أخرى سيتم تكريمها خلال أيام المهرجان. و استهل الحفل بعرض مقاطع لأبرز أعمال الفنانين المكرّمين، وسط تصفيقات طويلة من الجمهور الحاضر.
وقد عبرت الفنانة نادية الجندي، الملقبة بـ”نجمة الجماهير”، عن سعادتها الكبيرة بهذا التكريم في الجزائر، التي وصفتها بـ”أرض الأبطال والمليون ونصف المليون شهيد”. وقالت في كلمتها: “أشعر بفخر كبير أن أُكرّم في بلد عظيم قدم للعالم درسا في البطولة والحرية، وأقدر كثيرا هذا الاحتفاء من شعب يعشق الفن والثقافة.”
كما استحضرت الفنانة المصرية ذكريات مشاركتها في فيلم “جميلة بوحيرد”، الذي قالت إنه ترك أثرا عميقا في مسيرتها الفنية، معتبرة أن تجسيد شخصية من رموز الثورة الجزائرية كان “شرفا لا يقدر بثمن”.
أما الفنان السوري غسان مسعود، الذي يحظى بمسيرة جمعت بين المحلية والعالمية، فقد عبر عن امتنانه الكبير، قائلاً: “الجزائر في قلب كل سوري، بتاريخها وثقافتها ونبل شعبها. ويكفينا فخراً أن الأمير عبد القادر كتب صفحة خالدة في بلاد الشام حين أطفأ نار الفتنة، فصار رمزاً للإنسانية قبل أن يكون بطلا قوميا”.
كما عبّر الفنان المصري أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في فعاليات مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، الذي وصفه بأنه “عرس فني عربي يجمع المبدعين من مختلف الدول تحت راية واحدة هي راية الفن والثقافة”.وأكد أشرف زكي في تصريح له على هامش المهرجان، أن حضوره إلى وهران كان تجربة مميزة ، مشيرا إلى أنه استمتع كثيرًا بالأجواء الثقافية الراقية التي تميزت بها هذه التظاهرة، وباللقاءات التي جمعته بعدد من أصدقائه من نجوم السينما العربية الذين التقوا مجددا بعد سنوات من العمل المشترك.وأضاف الفنان المصري أن مدينة وهران الباهية أثبتت مرة أخرى أنها قادرة على احتضان الملتقيات الكبرى بفضل ما تزخر به من طاقة فنية وتنظيم راق.وختم أشرف زكي حديثه بتوجيه شكره لإدارة المهرجان على الجهود المبذولة لإنجاح هذا الحدث الذي يجسد –على حد تعبيره.
من جهته، أعرب المخرج الجزائري رشيد بوشارب عن فخره بالحصول على هذا التكريم في وطنه الأم، قائلاً: “هذا التتويج في وهران، المدينة التي تسكنها والدتي، يحمل لي معنى خاصا. هو بمثابة وسام أضعه على صدري ودافع لمواصلة العمل من أجل سينما جزائرية متجذرة في واقعها ومنفتحة على العالم.”
وفي كلمة مصورة خلال الحفل، أكدت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة أن هذه الدورة ستكون “في مستوى تطلعات عشاق السينما العربية”، مشيرة إلى أن المهرجان “ليس مجرد تظاهرة ترفيهية، بل فضاء للتعبير الثقافي والوعي بالهوية الفنية العربية”.
من جهته، أوضح الأمين العام لولاية وهران فوضيل العيداني أن المهرجان يمثل “موعدا ثقافيا بارزا يندرج ضمن رؤية الدولة لتطوير الصناعة السينمائية وترسيخ حضور الجزائر في المشهد الثقافي العربي والدولي”، فيما أكد مفوض المهرجان عبد القادر جريو أن الحدث يحتفي بـ”القيم الإنسانية النبيلة التي يجسدها الفن السابع، ويكرّم المبدعين الذين يصنعون الجمال بالصورة والكلمة”.
يضم برنامج هذه الدورة عروضا لمجموعة من الأفلام خارج المنافسة، ضمن فئات مميزة مثل “سينما نوفمبر”، “فلسطين إلى الأبد”، “البيئة”، “السينما الإفريقية”، و”زمن العائلة”، إلى جانب فقرة “السجادة الحمراء” و”بانوراما السينما الجزائرية” التي تخصص تحية خاصة للمخرج الراحل فاروق بلعوفة.بهذا الثراء الفني والتنوع الجغرافي، يثبت المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران مجددا مكانته كأحد أهم المواعيد السينمائية في العالم العربي، حيث تلتقي فيه الكلمة بالصورة، والتاريخ بالإبداع، في مدينة تجمع بين عبق المتوسط ونبض الفن.
ب. ليلى




