
جنايات وهران … فتاة تجند الشباب للالتحاق بتنظيم “داعش ” عبر شبكة الفايسبوك بسيدي بلعباس
ناقشت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران قضية استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال لتجنيد الأشخاص لصالح تنظيم ارهابي،الانخراط في جماعة ارهابية تنشط في الخارج المتابعة فيها شابة في العشرينيات من عمرها،و كذا جناية الإشادة بأعمال إرهابية بالنسبة ل6 شباب تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين ،حيث أدانت المتهمة الرئيسية المدعوة(ع.مباركة) ب4سنوات حبسا نافذا عن جميع التهم الموجهة اليها،و عامين حبسا نافذا ضد كل من (ع.م.الامين)، (د.م.صدام)، (ش.ع.زكرياء) عن جناية الاشادة،في حين تمت تبرئة ساحة ثلاث متهمين من بينهم سائق كلوندستان من جميع التهم و يتعلق الأمر بكل من (ه.بن علي)،(ن.سيد أحمد)، (ب.جيلالي)،و هي نفس العقوبات التي سبق للمحكمة الابتدائية و أن أصدرتها ضدهم.
انطلقت تفاصيل قضية الحال بتاريخ الرابع والعشرين ديسمبر من سنة 2016 عندما ربطت المدعوة (ع.مباركة) عدة علاقات صداقة عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك حيث قاربت أجندة أصدقائها ال400شخص ،و لسوء حظها كان من بينهم شاب يعمل في سلك الدرك الوطني بتلمسان ،و بعد عدة محادثات بينهما عرضت عليه الانضمام في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية ببلاد العراق والشام(داعش) المختصة في تجنيد الشباب بولايتي سيدي بلعباس و تلمسان ،حيث صرحت له انها من دولة سوريا ،حينها صرح لها أنه لا يستطيع الذهاب الى سوريا نظرا للارتباطات و القيود المدنية المشددة،لكنها واصلت دعوتها له بحكم أنه يوجد تنظيمات بالجزائر تساعده في تلبية رغبته خاصة على مستوى الناحية الغربية للجزائر بين سيدي بلعباس و تلمسان و ذلك عند علمها أنه يقطن بهذه الاخيرة،كما طلبت منه فتح حساب على تطبيق “الواتس آب” كونه أكثر أمنا من الفايسبوك،حينها أدرك الدركي أنه وقع في تنظيم خطير فقرر اعلام فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بتلمسان،التي استعانت به كعون متسرب من أجل الإطاحة بعناصر التنظيم، فأوهمها برغبته في الالتحاق بداعش ،فقامت بإخباره عن هويتها كونها ابنة أخ الارهابي المقضي عليه المدعو قادة بن شيحة الملقب قادة كعب البراء و أن لديها اتصالات مع مجموعة من الأشخاص ينتمون لداعش بتلمسان، وسيدي بلعباس بالإضافة إلى آخرين من سوريا ،كما انها على اتصال بشخص من سطيف مختص في صناعة القنابل و هو (د.م.صدام) الذي أبدى رغبته بالقيام بعملية انتحارية ،و بعد تكثيف التحقيقات و استغلالا لهاتفها النقال تم تحديد حوالي 23مشتبه فيه كانوا يتواصلون معها عبر حساباتها المتعددة عبر الفايسبوك ،ليستفيد معظمهم من انتفاء وجه الدعوى ما عدا الستة الماثلين للمحاكمة .
خلال توقيفها اعترفت بأنها كانت تعمل على تجنيد الشباب للالتحاق بداعش و ذلك مقابل مبالغ مالية تراوحت بين 20 الى 50 مليون سنتيم نظير تسهيل لهم عملية السفر الى سوريا و تركيا ،اما بخصوص المتهمين فمنهم من كانت تتواصل معهم بغية الزواج و منهم من فعلا كانت تعمل على تجنيدهم.خلال جلسة المحاكمة الابتدائية كشفت المتهمة التي لا يتعدى مستواها الدراسي السنة السادسة ابتدائي،انها فعلا كان لديها عدة حسابات عبر الفايسبوك بأسماء مختلفة و كانت تتصل بالمتهمين و تتبادل الفيديوهات و الصور الممجدة للتنظيم، و لكن كان ذلك بدافع الفضول والتسلية لملء فراغها كونها شابة مطلقة و ماكثة بالبيت،و لم تكن تعي أنها ستتطور لهذه الدرجة من الخطورة.
من جهتهم بقية المتهمين أنكروا جميع التهم المنسوبة إليهم ،فالبعض برر تواصله معها بحكم كان يريد التعرف عليها من أجل الزواج ،والبعض الآخر قال إنه كان يسايرها في دعواها للإيقاع بها في شراك حبه لا غير ،خاصة و أنها كانت تبعث لهم صورها متبرجة و هذا ما كان يشد انتباههم لها .ممثل الحق العام خلال مرافعته أكد على ثبوت التهم ضد المتهمين ملتمسا توقيع عقوبة السجن النافذ لمدة 15 سنة ،لتنطق هيئة المحكمة بعد المداولة بالحكم المذكور أعلاه.
بن شارف.أ