
سد النهضة.. واشنطن تكثف تحركاتها الدبلوماسية وأديس أبابا تدعو لإنهاء المفاوضات الثلاثية
أعلنت واشنطن أن مبعوثها الخاص إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان سيبدأ الثلاثاء جولة أفريقية تشمل مصر وإثيوبيا والسودان، وسط خلاف متصاعد بشأن الملء الثاني لسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، في حين دعت أديس أبابا إلى إنهاء المفاوضات الثلاثية وفقا لاتفاقية إعلان المبادئ.
وأوضحت الخارجية الأميركية أن فيلتمان سيجتمع مع مسؤولين من الحكومات الثلاث، فضلا عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمات إنسانية.وأشار بيان الخارجية إلى أن جولة فيلتمان تؤكد التزام الإدارة الأميركية قيادة الجهود الدبلوماسية المستمرة لمعالجة الأزمات السياسية والأمنية والإنسانية في القرن الأفريقي.وكان وفد أميركي يضم عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس السيناتور كريستوفر كونز والسيناتور كريستوفر فان هولين بحث مع وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني خالد عمر يوسف العلاقات بين البلدين والتصعيد مع إثيوبيا.وسيعقد الوفد لقاءات أيضا مع كل من رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك وعدد من الوزراء.يشار إلى أن السيناتور كونز هو من صاغ قانون “حصانة السودان” الذي أقرّه الكونغرس نهاية العام الماضي، لإعادة الحصانة السيادية إلى الخرطوم إزاء القضايا المتعلقة بالإرهاب.في الأثناء، دعت وزارة الخارجية الإثيوبية إلى إنهاء المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة وفقا لاتفاقية إعلان المبادئ، مؤكدة “رفض أي محاولات للحفاظ على اتفاقيات الحصة المائية غير العادلة واحتكار دول المصب للنيل”.
وقالت إنها “لن تقبل بتحركات السودان لربط قضية الحدود بملف سد النهضة”، مؤكدة تمسكها بقيادة الاتحاد الأفريقي لمفاوضات السد.وأضافت الخارجية الإثيوبية أن “نظيرتها السودانية حاولت تضليل المجتمع الدولي بشأن قضية الحدود ومفاوضات سد النهضة”.وكانت إثيوبيا اتهمت في رسالة إلى مجلس الأمن كلا من مصر والسودان بتوقيع اتفاقية عسكرية تتجاوز التهديد بالحرب.وكشفت وسائل الإعلام الإثيوبية الأحد عن أن وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين بعث الأسبوع الماضي برسالة إلى مجلس الأمن الدولي يتهم فيها مصر والسودان بالسعي إلى زعزعة الاستقرار.
وذكرت الرسالة أن القاهرة والخرطوم وقّعتا اتفاقية عسكرية ثنائية “تتجاوز التهديد بالحرب”، وأنهما تحاولان الضغط على أديس أبابا بتعطيل المفاوضات لتدويل ملف سد النهضة، وفقا لما نقلته وسائل الإعلام الإثيوبية.وتصرّ إثيوبيا على الشروع في الملء الثاني لسد النهضة في موسم الأمطار في يوليو وأغسطس المقبلين رغم رفض مصر والسودان واشتراطهما التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية، ويضمن استمرار تدفق الحصة السنوية لكل منهما من مياه نهر النيل المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليارا للسودان.