الثقافة

جوائز بيضاء واتهامات بالعنصرية.. هوليود تشتعل بعد إعلان جوائز إيمي

مع انتهاء حفل توزيع جوائز إيمي التلفزيونية، تحدث النقاد عن ملاحظة هامة سيطرت على الحدث الدرامي الأبرز في العالم، وهي هيمنة العنصر الأبيض على جوائز هذه المسابقة الدولية، حيث خرج الممثلون من العرقيات المختلفة صفر اليدين، كما لم يحدث السنوات القليلة الماضية، وهو ما دعاهم للتساؤل.

وقد أعلنت الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية عن قوائم الترشيحات في يوليو الماضي، لفعاليات حفل توزيع جوائز إيمي في الدورة الـ 73، خلف مسرح مايكروسوفت في لوس أنجلوس، حيث تفوقت فيه مسلسلات “التاج”  و”ماندالوريان” بعدد ترشيحات وصل إلى 24 لكل منهما، و”واندا فيجن” بإجمالي 23 ترشيحا، و”حكاية خادمة” بإجمالي 21 ترشيحا.وما جرى ليلة الأحد الماضي، هو هيمنة المسلسل الكوميدي “تيد لاسو”  والعمل الدرامي “التاج” الذي يدور حول العائلة المالكة البريطانية، على جوائز إيمي التلفزيونية، حيث فاز تيد لاسو بجائزة أفضل مسلسل كوميدي، وذهبت جائزة أفضل ممثل كوميدي إلى بطله جيسون سوديكيس.

كما حصد البريطانيان هانا وادنغهام وبريت غولدستاين جائزتي أفضل ممثلة مساعدة وممثل مساعد في عمل كوميدي، وذهبت جائزتا أفضل ممثل وممثلة في عمل درامي إلى جوش أوكونور، وأوليفيا كولمان من مسلسل “التاج”.وحصلت جيليان أندرسون على جائزة إيمي لأفضل ممثلة مساعدة في عمل درامي عن دورها كرئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت ثاتشر. كما نال توبياس مينزيس جائزة أفضل ممثل مساعد في عمل درامي عن دور الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الراحل في مسلسل “التاج”.

لكن لم تتمكن جوائز إيمي من الاستفادة من نماذج الترشيح التاريخية والمتنوعة، حيث ذهبت جميع الجوائز التمثيلية الرئيسية إلى الممثلين البيض.وبحسب ما رأى الناقد الفني كلايتون ديفيس في موقع فاريتي، فقد كان من بين الممثلين الذين تم اعتبارهم منافسين أقوياء “بيلي بورتر” و”ماي جي رودريجيز” “بوز”  ومايكل ك. وليامز “بلد الحب” (وكينان طومسون وبوين يانغ في “ساترداي نايت لايف” . ولكن في النهاية، انتهوا كلهم خالي الوفاض دون جوائز.ونالت ميكايلا كويل إشادة كبيرة، كونها رشحت لـ 4 جوائز إيمي من فئة الكتاب عن مسلسل “أنا قد أدمرك” وهي المرة الثالثة التي تفوز فيها كاتبة مبدعة من هذه الفئة، والأولى كامرأة سمراء.وذكر الكاتب كلايتون ديفيس أنه في وقت تم الاعتراف برقم قياسي لعدد 49 مبدعًا غير أبيض بالمسابقة، لم يتوقع الكثيرون أن يخرج جيسون سوديكيس عن “تيد لاسو” وجان سمارت عن “هاكيس” وجيليان أندرسون “التاج” من الترشيحات دون جوائز. كان النقاد يتوقعون فوز اثنين من الممثلين السمر على الأقل، في أي من”هاميلتون” و “بريدغيرتون” .

وقالت الناقدة كارين “هناك شئ غريب يحدث.. خسر الممثلون السمر أمام البريطانيين البيض الذين لم يكونوا حاضرين جميعهم” في إشارة إلى مايكل ك. ويليامز عن “بلد الحب” الذي خسر دور الممثل المساعد لصالح توبياس مينزيس في “التاج”.واعتبرت بيترسون إن بورتر ورودريغيز كانا من بين المفضلين بشدة للفوز بجوائز الممثل الأول عن مسلسل “بوز” لكنهما خسرا أمام غوش أوكونور وأوليفيا كولمان في “التاج” بالإضافة إلى أن بورتر كان الممثل الأسود الثاني الذي يفوز بفئة واحدة مرتين بعد بيل كوسبي في “أنا جاسوس” وذلك كله في خسارة واضحة للممثلين من المرشحين الملونين.

واعتبر النقاد ما حدث هذا العام غريبًا، فعلى مدى العامين الماضيين زادت أكاديمية التلفزيون من عدد ترشيحات وفوز الممثلين الملونين، ومع ذلك استمر التقصير بالنسبة للعرقيات الأخرى لا سيما الآسيويين واللاتينيين.واعتبرت الكاتبة تريسي براون، في صحيفة لوس أنجلوس تايمز، أن نسخة إيمي هذا العام فقيرة جدًا بجوائزها التي لم ينلها سوى البيض، وغاب عنها السمر أو الملونون على الرغم من وجود عدد تاريخي من الترشيحات.

واعتبرت إلين دورني، على منصة باز فيد نيوز، أن ترشيحات جوائز إيمي أظهرت تحسنًا كبيرًا في الاعتراف بمساهمات المواهب وأداء الفنانين السود القوي وفق الترشيحات، لكن ذلك تحطم ليلة الأحد عندما فشل المرشحون السمر وغيرهم في الفوز بمعظم فئات الجائزة، بما في ذلك جميع فئات التمثيل الـ 12، وهذا بخلاف العام الماضي الذي فاز فيه ممثلون سود بعدد 4 فئات من أصل 12 فئة رئيسية، وهو ما يقول إن جوائز هذا العام أظهرت تحيزًا عرقيًا.كما فشلت إيمي في مكافأة أي مخرجة من السوداوات في أي من المجالات الفنية للمسابقة، وكانت آخر فائزة سمراء بمجال الدراما الإخراجية هي باريس باركلي عن “إن واي بي دي بلو”  عام 1999 حيث فازت مرتين على التوالي، وانضم إليها إيريك لينوفيل “سأطير بعيدًا” عام 1992) والفائز مرتين توماس كارتر “العدالة المتساوية” عامي 1990 و1991، وهو ما يقول إن إيمي هذا العام حطمت سقف تنوع المأمول بالجائزة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى