وفاة الحاج رابح درياسة … الجزائر تفقد أحد أبرز القامات الفنية
أجمع أصدقاء و أقارب و زملاء الفنان رابح درياسة الذي وافته المنية الجمعة عن عمر ناهز ال 87 سنة، أن الجزائر فقدت برحيله “أحد أبرز القامات الفنية التي لن تتكرر مع الزمن”، حسب شهادات جمعتها وأج بمنزل المرحوم .
فمجرد الاعلان عن خبر وفاة الحاج رابح درياسة صباح الجمعة توافد العشرات من محبيه من مواطنين و فنانين إلى تقديم العزاء بمقر سكناه الواقع بشارع العربي تبسي بباب الجزائر وسط مدينة البليدة، حيث أكدوا أنه بوفاة المرحوم، فقدت الجزائر أحد أبرز أعمدتها الذي طالما شرف الجزائر في المحافل الوطنية و الدولية التي شارك فيها و أن فنان مثله لن يتكرر مع الزمن.و بنبرة حزينة، أكد حفيده الذي يحمل نفس إسمه رابح درياسة أن جده الذي إلتحق بجوار ربه صباح اليوم كان يتمتع بصحة جيدة، لافتا إلى أن خبر وفاته وقع كالصاعقة على جميع أفراد أسرته غير أنه أشار إلى أن “محبة الناس و دعمهم لهم خلال هذه المحنة خفف كثيرا من حزنهم”.
و بدوره عبر الفنان نصر الدين البليدي عن تفاجئه بخبر وفاة أيقونة الأغنية الجزائرية كونه كان يتمتع بصحة جيدة متأسفا هو الآخر لوفاة “ظاهرة فنية لن تتكرر”، داعيا إلى “الحفاظ على موروثه الفني الذي لا يزال متداولا إلى غاية الآن حتى من طرف الفئات الشابة”.و على غرار باقي المعزين الذين ارتسمت على وجوههم معالم الحزن، أكد المطرب الشعبي سمير لعلاق الذي كان من تلامذة المرحوم، أنه تعلم من هذا الأخير حبه لوطنه و الأخلاق العالية و تواضعه مع محبيه.
و أضاف هذا الفنان الذي كان يتكلم بصعوبة لشدة تأثره بوفاة المرحوم رابح درياسة أن أهم نصيحة تعلمها منه و التي لا طالما رددها هي “العمل على تطوير نفسي و تقديم كل ما أستطيع للفن دون انتظار الحصول على مقابل”، مشيرا إلى أنه كان يعتبر محبة الناس له “أهم مكسب” حققه طيلة مشواره الفني.كما أكد مدير الثقافة لولاية البليدة، الذي كان حاضرا بمنزل المرحوم، أن الجزائر فقدت برحيله “أعظم موسوعة ثقافية و أيقونة للفن الجزائري و الذي وصلت شهرته إلى مختلف الدول العربية”.
و أضاف أن الحاج درياسة كان يحرص خاصة لدى مشاركته في التظاهرات و الحفلات التي قادته لخارج البلاد على التغني لحب الوطن و حث الجزائريين على التلاحم فيما بينهم و الحفاظ على وطنهم، مؤكدا أن هذا الفنان الذي تعتز و تفتخر به الجزائر “لم يمت مادام رصيده الفني متداولا إلى غاية الآن”.
بدوره أصر عبد الحميد بن يمينة أحد أصدقائه المقربين و الذي تربطه به أيضا علاقة مصاهرة على حضور الجنازة بالرغم من وضعيته الصحية، مؤكدا على أن الفنان الراحل كان “شخص اجتماعي بحيث كان يتنقل إلى السوق الشعبي لاقتناء مستلزماته مثله مثل أي مواطن عادي و لا يتردد في تبادل التحية مع محبيه”.و إلى جانب أبناء مدينة الورود حرص العديد من المعزين الذين قدموا من ولايات مجاورة عل غرار المدية و تيبازة على تقديم واجب العزاء، حيث قال أحد القادمين من تيبازة أنه بمجرد بلوغه خبر وفاة الشيخ و الفنان رابح درياسة توجه مباشرة نحو مدينة البليدة لمؤازرة أفراد أسرته و سكان المدينة في محنتهم.و كان الحاج درياسة قد توفي صباح اليوم بمسكنه الكائن بشارع العربي تبسي بوسط المدينة. و سيوارى جثمان المرحوم الثرى عصر اليوم بمقبرة سيدي حلو بوسط مدينة البليدة.
ولد المرحوم رابح درياسة في 1 يوليو 1934 بالبليدة، و بدأ مشواره الفني في سنة 1953 و ذلك بعد أن اشتغل في عدة مجالات، ليتخصص في الغناء و التأليف و التلحين و كتابة كلمات الأغاني.عرف الحاج رابح درياسة بأدائه للطابع الشعبي البدوي الأصيل و كسب حب و إحترام المعجبين في الجزائر و الوطن العربي الذي اشتهر فيه بفضل صوته الجميل و أغانيه الهادفة التي أحبها و رددها الصغار و الكبار .كرس حياته للفن الهادف و أمضى سنوات طويلة لأعماله الفنية و عرف بتشجيعه للمواهب الفنية الراقية .ترك الفقيد رصيدا ثريا يتكون من أكثر من 100 أغنية أعاد غناؤها فنانون جزائريون و عرب أشهرها “يحياو ولاد بلادي” و “يا محمد حبيب الله” و “الممرضة” و “نجمة قطبية” و “يا العوامة” و غيرها من الأغاني التي لا تزال راسخة في أذهان محبيه.