
عبر وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، عن ارتياحه لما تحقق من استقرار نسبي في ليبيا على الصعيد الأمني منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، في مداخلة له بأعمال مؤتمر وزراء الخارجية لدعم مبادرة استقرار ليبيا.
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة،أول أمس الخميس بطرابلس، أن موقف الجزائر من الأزمة في ليبيا “كان ولا يزال ثابتا وواضحا”، ويتمثل في ضرورة “حماية سيادة ليبيا ووحدة أراضيها” وإيجاد تسوية للأزمة عبر مسار ليبي- ليبي.
موقف الجزائر من الأزمة في ليبيا كان ولا يزال واضحا
وقال لعمامرة في مداخلة له أمام أشغال المؤتمر الوزاري لمبادرة “دعم استقرار ليبيا” التي انطلقت أمس بالعاصمة الليبية: “أن موقف الجزائر من الأزمة في ليبيا كان ولا يزال ثابتا وواضحا، حيث دعا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى ضرورة حماية سيادة ليبيا ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.وأعاد التذكير في هذا السياق بأن “الجزائر أكدت مرارا على أن حل الأزمة لن يتأتى إلا عبر مسار ليبي-ليبي يتولى فيه الأشقاء الليبيون الدور البارز في إطار حوار شامل يضمن إعادة بناء المؤسسات وتوحيدها وتحقيق المصالحة الوطنية”.وتابع لعمامرة أنه من هذا المنطلق، رحبت الجزائر بالتقدم المحرز في إطار العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة والتي مكنت من انتخاب رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية وتحديد تاريخ 24 ديسمبر 2021 موعدا لإجراء الانتخابات العامة.وبعدما عبر عن ارتياح الجزائر لما تحقق من استقرار نسبي على الصعيد الأمني منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، شدد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج على “ضرورة استكمال المسار العسكري-الأمني عبر الالتزام بحظر التسليح وسحب كافة القوات والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا”، وذلك بالتشاور مع الشركاء الدوليين المعنيين وإشراك دول الجوار الليبي في المحادثات والمسارات التي يتم إطلاقها في هذا الصدد وفقا لمخرجات الاجتماع الوزاري لدول الجوار الذي انعقد بالجزائر يومي 30 و31 أغسطس 2021.
الجزائر تشدد على ضرورة سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا
وأشاد رئيس الدبلوماسية الجزائرية بالمناسبة، بتوصل اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، خلال اجتماعها الملتئم بجنيف في 8 أكتوبر الجاري إلى اتفاق يقضي بوضع خطة عمل شاملة لسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا بشكل تدريجي ومتوازن، وذلك تنفيذا لبنود وقف إطلاق النار وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومخرجات مؤتمر برلين.وبمناسبة اقتراب موعد الانتخابات العامة في ليبيا، حث لعمامرة جميع الأطراف المعنية على دعم الجهود المبذولة من قبل السلطة التنفيذية الحالية والامتناع عن جميع محاولات بث الفرقة بين الليبيين أو عرقلة العملية السياسية ونشاط الحكومة في جميع أنحاء البلاد.
كما طالب المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللازم لتحقيق التوافقات الضرورية لإيجاد الحلول الملائمة لبعض المسائل القانونية والتقنية العالقة وعلى رأسها القاعدة الدستورية للانتخابات، إلى جانب استكمال مساري توحيد المؤسسات والمصالحة الوطنية الليبية.ومن هنا -يقول رئيس الدبلوماسية الجزائرية- يأتي “الدور المتميز” لمبادرة دعم استقرار ليبيا التي نعتبرها “خطوة إيجابية في سبيل استعادة الأشقاء الليبيين زمام الأمور وفق منهجية تقوم أساسا على مبادئ الملكية الوطنية والشراكة الفاعلة والمسؤولية المشتركة”.وأكد في الختام على دعم الجزائر لهذه المبادرة واستعدادها الدائم “لمساعدة الأشقاء الليبيين في تحقيق الأهداف المرجوة منها”، وتطلعها إلى مواصلة “هذا الجهد الجماعي لحشد الدعم الضروري للدفع بجهود الأشقاء الليبيين من أجل بناء دولة ليبية موحدة وآمنة ومستقرة وديمقراطية”.وانطلقت في وقت سابق اليوم بالعاصمة طرابلس أشغال المؤتمر الوزاري لمبادرة “دعم استقرار ليبيا”، بمشاركة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج وعدد من الدول والمنظمات الدولية بهدف تعزيز المرحلة الانتقالية في ليبيا وصولا إلى إجراء انتخابات عامة في ديسمبر المقبل.
لعمامرة يلتقي مع كبار مسؤولي حكومة الوحدة الوطنية الليبية
التقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، في العاصمة الليبية طرابلس، برئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، وذلك قبيل انطلاق أشغال مؤتمر “مبادرة استقرار ليبيا”، حسب ما أفاد بيان للوزارة.وتطرق الطرفان خلال اللقاء، إلى العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، إلى جانب آخر تطورات العملية السياسية في ليبيا تحت قيادة الأمم المتحدة.
وفي هذا الإطار، جدد السيد لعمامرة “حرص الجزائر الدائم على دعم الأشقاء الليبيين في سبيل إيجاد التوافقات الضرورية لتجسيد أولويات المرحلة الراهنة”، مؤكدا الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لأمن و استقرار ليبيا.كما أعرب عن دعم الجزائر لمبادرة استقرار ليبيا بانعقاد المؤتمر على الأراضي الليبية، متمنيا أن يكون لهذه المبادرة الأثر البالغ في الدفع بالعملية السياسية وإنهاء الأزمة بصفة نهائية.”من جانبه، أعرب رئيس الحكومة الليبية عن تقديره للدور الإيجابي الذي تضطلع به الجزائر ومساعيها الحميدة الداعمة للاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا، مشيدا في ذات السياق بالزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين تجسيدا للإرادة المشتركة التي تحدو قيادتي البلدين”.
اتفاق جزائري إسباني على تحضير الاجتماع رفيع المستوى بمدريد قريبًا
كما أجرى لعمامرة محادثات مع نظيرته الليبية، الدكتورة نجلاء المنقوش وكذا مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، موسى الكوني . و تناولت المحادثات آخر تطورات الأوضاع في ليبيا والمنطقة بشكل عام في إطار التشاور والتنسيق الدائمين بين البلدين.كما استقبل السيد لعمامرة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي المكلفة بشؤون الشرق الأدنى، يائيل لمبرت،حيث تبادل الطرفان وجهات النظر حول آخر تطورات الأوضاع في ليبيا ومالي والصحراء الغربية، مجددين الالتزام المشترك للدفع بالسلم والأمن في المنطقة.وكان رئيس الدبلوماسية الجزائرية قد وصل في وقت سابق اليوم إلى طرابلس للمشاركة في المؤتمر الوزاري لدعم الاستقرار في ليبيا بدعوة من نظيرته الليبية نجلاء المنقوش.وتأتي مشاركة السيد لعمامرة في هذا المؤتمر، للتأكيد على موقف الجزائر الثابت وتضامنها الدائم مع الشعب الليبي من أجل استعادة الأمن والاستقرار وتحقيق المصالحة الوطنية.ومن المقرر أن يجري السيد لعمامرة، على هامش أشغال هذا الاجتماع، لقاءات عديدة مع نظرائه من ممثلي الدول والمنظمات المشاركة.ويهدف هذا المؤتمر الذي ينعقد بمبادرة من السلطة التنفيذية الليبية لبلورة موقف دولي و إقليمي موحد لمساندة الرؤية الليبية التي تجسدها مبادرة استقرار ليبيا التي أعلنت عنها حكومة الوحدة الوطنية.
م.حسان