توّجت الثانوية الوطنية للفنون “علي معاشي” ببلدية الأبيار وسط الجزائر العاصمة، يوم الخميس، أولى امتحانات البكالوريا في تاريخها، بإحراز نسبة نجاح باهرة بلغت الـ 79.45 بالمئة.
في لقاء صحفي عقده بالعاصمة حول نتائج بكالوريا 2024، أشار بلعابد إلى أنّ ثانوية الفنون شهدت نسب نجاح نوعية، برزت على الصُعُد التالية:الموسيقى: 61.50 بالمئة
الفنون التشكيلية: 82.50 بالمئةالمسرح 94.29 بالمئة السينما: 81.25 بالمئة وأتت نسب النجاح هذه ثلاث سنوات بعد افتتاح ثانوية الفنون، الأولى من نوعها في الجزائر، في مطلع الموسم الدراسي 2021 – 2022، وتحديداً في الحادي والعشرين سبتمبر 2021، جرى تجهيز هذه الثانوية بقاعات التدريس والورشات والمخابر وقاعة الإعلام الآلي والمكتبة والساحة الخارجية والمطعم.وجاء استحداث ثانوية الفنون تنفيذاً لقرارات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، القاضية بوجوب استحداث بكالوريا فنية، ولأجل ذلك تمّ إدراج هذه السنة شعبة الفنون لتُضاف إلى الشعب الست الأخرى في التعليم الثانوي.
وتمّ تفعيل بكالوريا الفنون بأربعة خيارات تتمثل في الموسيقى، الفنون التشكيلية، المسرح والسمعي البصري، وجرى انتقاء 157 تلميذًا بإحكام من ذوي المواهب من 52 ولاية، لمتابعة الدراسة فيها”، وباستحداثها جرى وضع أول اللبنات على درب صقل المواهب خدمةً للفن والاقتصاد.وشهدت ثانوية الفنون، توفير كل المستلزمات من أقسام وتجهيزات وإطعام، فضلاً عن توفير النقل المدرسي ذهاباً وإياباً لمواقع الإيواء بكل من ثانويتي حسيبة بن بوعلي والثانوية الوطنية للرياضيات محند مخبي بالقبة أو للذهاب للمؤسسات التابعة لوزارة الثقافة.وتعد ثانوية الفنون مكسباً للجزائر ومنظومتها التربوية، خصوصاً مع العمل الحثيث الذي أنجزته وزارتا الثقافة والفنون والتربية الوطنية من أجل ضبط برنامج تكويني وبيداغوجي يرقى الى مصف مدرسة نخبوية في الفنون من خلال الجانب التنظيري وأيضا التطبيقي الذي يشرف على تأطيره أساتذة مختصون تابعين لمؤسسات تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون، ويبقى الرهان كبيراً على حملة بكالوريا الفنون لتنشئة جيل من الفنانين الجزائريين المتشبعين بعناصر الهوية الوطنية والملمين بالمعايير الدولية للفنون العالمية.
وبحسب ما تضمنه القرار الوزاري رقم 37 المؤرخ في الرابع عشر أفريل 2022، والذي يحدّد شعب التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، فإنّ استحداث ثانوية الفنون يهدف إلى “تنمية وصقل مواهب التلاميذ الفنية وتطويرها وإكسابهم ثقافة تمكنهم من فهم الأبعاد الثقافية التاريخية والجمالية للإبداعات الفنية وترقية البعد الفني وإعطائه مكانة في النظام التربوي الجزائري”.ويدرس التلميذ الموجه إلى هذه الشعبة، بحسب مضمون القرار الوزاري، “مواد تعليمية مميزة في المجال الفني، ترفق كل واحدة منها بمعامل وحجم ساعي يجسدان تميزها، إلى جانب مواد تعليمية مشتركة مع شعب السنة الثانية ثانوي ليتوج هذا المسار الدراسي بشهادة بكالوريا التعليم الثانوي في أحد الخيارات الأربعة”.
وتمّ إطلاق اسم الفنان والشهيد علي معاشي على هذه الثانوية تكريما له، وهو من مواليد 1927 بتيارت وكان عضوا بجبهة التحرير الوطني قبل أن يعدمه الاحتلال الفرنسي في 1958 بعد سجنه وتعذيبه.
محمد/ل