المغاربة يتصدون لمخططات التطبيع بإنزال شعبي في العاصمة الرباط
شهدت العاصمة الرباط ومختلف المدن المغربية، سخطا شعبيا شديدا ازاء تطبيق سياسة الأمر الواقع التي يمعن نظام المخزن في فرضها على شعبه بتصرفاته المخزية و استقباله لوزير الحرب الصهيوني، حيث لم يمنع الانزال الامني الكثيف من خروج المغاربة للتنديد بإدخال المملكة والمنطقة المغاربية في متاهات، في اعقاب تجسيد الشراكة العسكرية مع الكيان المغتصب.
و استجابة للدعوات التي أطلقتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع مع الكيان الصهيوني ، خرج المئات من المغاربة مساء اليوم الأربعاء إلى محيط البرلمان بالرباط منددين بزيارة وزير الحرب الصهيوني الى بلدهم، رافعين شعارات “لا مرحبا بالقاتل غانتس”، وداعين لضرورة اعتقال مجرم الحرب الذي تلطخت يداه بدماء الفلسطينيين وحتى المغاربة المقيمين بغزة.ولم تعد اجهزة القمع المغربية قادرة على نزع فتيل الغضب المتصاعد في المغرب وعلى مستوى كل القطاعات والجبهات، حيث لم يثن الانزال الامني الكثيف الذي شهدته عدد من المدن المغربية ولا استخدام العنف المفرط لتفريق المتظاهرين، عزيمة المغاربة المتسلحين بالوطنية للتصدي لمسلسل الخيانة والمؤامرة التي تحاك ضد المغرب والمنطقة المغاربية ككل.
وواصلت هيئات حقوقية ومدنية في المغرب اليوم الاربعاء، دعواتها لأحرار البلد لمواصلة حشد المزيد من الدعم الشعبي بهدف الوقوف صفا واحدا ضد المخططات الحربية الصهيونية التي انتقلت الى التطبيع العسكري، في تهديد واضح لأمن المنطقة المغاربية والافريقية عامة.ودعت في هذا الشأن الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، الى ضرورة “اليقظة والوقوف صفا واحدا أمام المخطط الصهيوني التخريبي الذي يستهدف استقرار المنطقة، ويدخل المغرب في عهد حماية جديد وهو الحماية الإسرائيلية”، واصفة الزيارة بأنها “خطوة غير محسوبة العواقب و استمرار في مسلسل التطبيع المذل مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين”.اما الكاتب المغربي و القيادي في جماعة العدل و الاحسان، فؤاد هراجة، فقد اعتبر استقبال وزير الحرب الصهيوني “تهديدا حقيقيا لاستقرار المملكة، لأنه لا يوجد اخطر من هذا الكيان على المغرب”، متسائلا “كيف يمكن لدولة المغرب التي يبلغ عمرها 12 قرنا (…) أن تهرول لتعميق جرح التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي لا يتجاوز احتلاله للأراضي الفلسطينية 73 سنة”.
التطبيع يقود المنطقة الى “الخراب”
الى ذلك، حذر العسكري المغربي السابق عبد الرحيم المرنيسي، في تصريح له ل(وأج) من تداعيات “التطبيع الامني و العسكري” على أمن دول المغرب العربي و استقرار شمال افريقيا، و ابرز أن هذا التطبيع يقود المنطقة الى “الخراب”.وفي أول خطوة في مسار تفعيل الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والكيان الصهيوني، وقع الطرفان اليوم الأربعاء في الرباط، اتفاق تعاون أمني “من شأنه خلق قنوات رسمية بين الأجهزة الاستخباراتية والأمنية” للطرفين، بعد نحو عام على تطبيع علاقاتهما.
وعلق المرصد المغربي لمناهضة التطبيع على هذا التوقيع على أنه “انحدار غير مسبوق للقرار السياسي والدبلوماسي المغربي في كل تاريخه الراهن”، معتبرا المطبعين “شركاء للصهاينة في جرائمهم بحق المغاربة والفلسطينيين والعرب وكل الأمة”.
و أدان المرصد استقبال وزير الحرب الصهيوني بالمغرب، مؤكدا على أن “غانتس مجرم حرب .. والمطبعون شركاء في إجرامه”.و قال في هذا الاطار : “في سياق السقوط التطبيعي المشؤوم، يصر المطبعون على إغراق المملكة في مستنقع الخزي والعار و الذهاب إلى أبعد الحدود، على حد تعبير وزير الخارجية بوريطة، في العلاقات مع العدو الصهيوني”.