
قسنطينة تراهن على الترويج للسياحة و الموروث الحضاري تزامنا مع بطولة الـ “شان”
تستعد قسنطينة على غرار المدن المعنية باحتضان بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين (شان 2022) لاستقبال ضيوفها في أحسن الظروف لإنجاح هذه التظاهرة و عينها أيضا على جعل المناسبة فرصة للترويج لوجهة مدينة الجسور المعلقة.
فمنذ عدة أشهر لم تقتصر التحضيرات للموعد القاري فقط على الجانب الرياضي و تجديد المنشآت القاعدية, بل أن الاستعدادات على قدم و ساق من أجل إظهار جمال ”سيرتا” مدينة العلم و العلماء بغية الترويج للأماكن السياحية الخلابة و الموروث الحضاري الذي تزخر به في شاكلة مدينة تيديس, درب السياح و الجسور السبعة و نصب الأموات, بالإضافة إلى الصناعات التقليدية (النحاسية و الجلدية و تقطير ماء الورد و الزهر) و كذا الآداب و الفنون (مؤلفات العلامة بن باديس و موسيقى المالوف و المسرح) و التراث اللامادي (قندورة القطيفة و الألبسة التقليدية, بالإضافة إلى الأكلات الشعبية).
و يعمل القائمون على قطاعي الثقافة و السياحة و الصناعة التقليدية بشكل حثيث من أجل استعمال هذه الورقة الرابحة لإنجاح الطبعة السابعة لبطولة شان 2022 و كذا لدعم ملف ترشح الجزائر لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025, حيث تم إعداد برنامجا متنوعا يتمثل في تسليط الضوء على التراث المادي للولاية, على غرار المدينة الأثرية تيديس و متحف سيرتا والمباني والأماكن الدينية والتاريخية, من بينها قصر أحمد باي و مسجد الأمير عبد القادر (ثاني أكبر مسجد في الجزائر) و مبنى المسرح الجهوي العريق الذي يعد تحفة معمارية.
و استنادا لمدير الثقافة و الفنون, محمد الأمين قروي, فقد تم في هذا الصدد إعداد دليل سياحي بعدة لغات و مطويات مدعمة بالرمز الإلكتروني QR الذي يسمح للزوار بالولوج عبر الأجهزة الإلكترونية الذكية إلى المواقع الأثرية و التراثية للولاية بدقة و كذا الطرق المؤدية إليها, حيث ستكون في استقبال ضيوف هذه التظاهرة الكروية خلال فترة إقامتهم. كما تم ضبط برنامج الزيارات الخاصة بالوفود بتأطير من مرشدين مؤهلين, لاسيما بالمدينة القديمة, حيث سيتم إبراز عراقة الأزقة و الأحياء و المساجد العتيقة, بالإضافة إلى المعالم الأثرية السياحية.
كما تم من جهة أخرى إعداد برنامج ثقافي موازي لمواكبة التظاهرة الإفريقية يتضمن عروضا و معارض و نشاطات ثقافية و فنية عبر المرافق التابعة للقطاع, على غرار المسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني و قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة و متحف سيرتا و قصر أحمد باي من خلال إحياء سهرات و عروض فنية بدار الثقافة مالك حداد و قاعة العروض الكبرى أحمد باي و ذلك طيلة أيام بطولة “الشان 2022” ليكون أمام ضيوف الولاية عدة خيارات لقضاء أوقاتهم.
21 مؤسسة فندقية مخصصة لمناصري المنتخبات الأجنبية
و فيما يتعلق بإيواء ضيوف بطولة “الشان”, فقد تم تخصيص 21 مؤسسة فندقية بولاية قسنطينة لمناصري المنتخبات الأجنبية الذين سيحلون بمدينة الجسور المعلقة لحضور مباريات المجموعة الثالثة لبطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين (شان 2022) المبرمجة بملعب الشهيد داودي سليمان (حملاوي), حسب ما أعلن عنه عضو اللجنة الولائية المنظمة لهذه التظاهرة المكلف بالسياحة عمار بن تركي.
و حسب هذا المسؤول, فقد تم إعداد و تهيئة أجنحة خاصة عبر 21 مؤسسة فندقية بقدرة إيواء إجمالية تقدر بـ 2465 سريرا سيتم تخصيصها للوفود و الزائرين من مختلف الدول الإفريقية في إطار بطولة “الشان 2022” و ذلك بغرض توفير خدمة الإيواء لمناصري المنتخبات المعنية باللعب بمدينة قسنطينة.
و وفقا للسيد بن تركي, فقد تم اختيار المنشآت الفندقية القريبة من ملعب الشهيد حملاوي و ذلك بكل من وسط مدينة قسنطينة و بلدية الخروب و كذا المقاطعة الإدارية علي منجلي, مضيفا أنه قد تم كذلك تخصيص وحدات للإيواء على غرار شقق و مراقد بالتنسيق مع الوكالات العقارية و السياحية.
أما فيما يخص المنتخبات المعنية بالمنافسة في ولاية قسنطينة, فإن مكان إقامتهم سيكون بكل من فنادق خمس نجوم بمدينة الخروب و بعاصمة الولاية و الخيام بالمدينة الجديدة علي منجلي (4 نجوم) وفندق آخر بوسط المدينة.و كشف ذات المسؤول أنه سيتم إقامة معارض بالفنادق بمشاركة حرفيين لعرض و بيع منتجات تقليدية تشتهر بها قسنطينة من حلي و أغراض تذكارية, كما سيتم تقديم أكلات محلية قسنطينية و أخرى شعبية عبر هذه المؤسسات الفندقية و كذا تنظيم خرجات لفائدة لاعبي المنتخبات و المناصرين الأجانب للأماكن السياحية للتعريف بالجانب الجمالي و الحضاري للمدينة.
و بالإضافة إلى العمليات الميدانية التي يقف عليها شخصيا والي قسنطينة عبد الخالق صيودة, فيما تعلق بإعادة تهيئة و تأهيل الطرقات و الممرات و المساحات الخضراء و كذا إزالة التوسعات العشوائية و تنظيف المحيط, فقد تم إعطاء تعليمات للتجار و أصحاب المحلات بتمديد ساعات العمل مساء طيلة فترة البطولة لضمان مختلف الخدمات لضيوف المدينة.
ق.ح/الوكالات