
لم تعد المصالح الفرنسية (البربوز) تخفي مناوراتها، بل أضحت تعلنها أمام الملأ و في وضح النهار وها هي اليوم على وشك بلوغ هدفها المتمثل في إحداث القطيعة في العلاقات الجزائرية-الفرنسية.
رئيس الجمهورية يستدعي سفير الجزائر بفرنسا للتشاور
أمر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، باستدعاء سفير الجزائر بفرنسا، السيد سعيد موسي، فورا للتشاور، حسبما أفاد به يوم الأربعاء بيان لرئاسة الجمهورية.وجاء في البيان:”في أعقاب المذكرة الرسمية التي أعربت من خلالها الجزائر عن احتجاجها بشدة على عملية الإجلاء السرية وغير القانونية لرعية جزائرية يعتبر تواجدها على التراب الوطني ضروريا بقرار من القضاء الجزائري، أمر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، باستدعاء سفير الجزائر بفرنسا، السيد سعيد موسي، فورا للتشاور”.
وزير الاتصال ينفي ارتباط للمدعوة أميرة بوراوي بمهنة الصحافة
هذا و نفى وزير الاتصال السيد محمد بوسليماني الأربعاء أي ارتباط للمدعوة أميرة بوراوي بمهنة الصحافة وان الادعاء بأنها “صحفية” كاذب.وذكر وزير الاتصال في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن المدعوة أميرة بوراوي والمتابعة في قضية حق عام ليس لها علاقة بمهنة الصحافة مطلقا، مستغربا من الإدعاء الكاذب بكونها “صحفية”، في سياق ما أثير حول موضوع إجلاء هذه الرعية الجزائرية بشكل سري وغير قانوني من تونس نحو فرنسا.
امرأة، ليست صحفية ولا مناضلة ولا تحمل أي صفة… يتم إجلاؤها إلى فرنسا، وفي ظرف 48 ساعة يتم استقبالها و تمكينها من التحدث في بلاطوهات قنوات تلفزيونية عمومية و ذلك دليل على أن المخابرات الفرنسية أعلنت التعبئة العامة “لخبارجيتها” وبات هدفها واضحا.ليعلم هؤلاء أنه إذا فكرت فرنسا في تكرار سنة 2023، سيناريو “خليج الخنازير” فأنهم قد أخطأوا في العنوان. الجميع يعلم أنه يوجد على مستوى المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي، خطة تقضي بتقويض العلاقات الجزائرية-الفرنسية، يتم تنفيذها من قبل عملاء سريين و “خبارجية” وبعض المسؤولين على مستوى المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي ووزارة الخارجية الفرنسية و كذا بعض المستشارين الفرنسيين من أصل جزائري لا يخفون ولعهم وتبجيلهم للمخزن.انه لمن المؤسف رؤية كل ما تم بناؤه بين الرئيسين تبون وماكرون لفتح صفحة جديدة بين البلدين، ينهار و حدوث القطيعة لم يعد بعيدا على ما يبدو.
الإجلاء غير القانوني لبوراوي نحو فرنسا نظمته شبكات متآمرة مأجورة من الخارج
هذا و أوضح الخبير في الشؤون الجيوسياسية، حسان قاسيمي، الخميس، أن الاجلاء غير القانوني للرعية الجزائرية، أميرة بوراوي، من تونس باتجاه فرنسا قد نظمته شبكات متآمرة مأجورة من الخارج، معتبرا أن هذا الأمر يعتبر “فضيحة” و انتهاك صارخ للقواعد والأعراف في العلاقات الدولية.
ففي مداخلة له على أمواج القناة الثالثة بالإذاعة الجزائرية، أشار السيد قاسيمي إلى أن “هذه الشبكات المتآمرة المأجورة والعميلة لأطراف أجنبية قد نظمت عملية هروب أميرة بوراوي بطريقة غير قانونية”، موضحا أن هذا الفعل “يرمي إلى إفشال الإجراءات القضائية الجارية على مستوى العدالة الجزائرية”.كما أكد المتدخل أن “الإجلاء غير القانوني لهذه الرعية الجزائرية من الأراضي التونسية نحو فرنسا قد جرى في ظروف تبقى غامضة”، مضيفا أن “هذا الأمر يثبت أنها تلقت أيضا المساعدة والتمويل انطلاقا من الجزائر العاصمة”.
و في هذا الصدد، يقول السيد قاسيمي أن “هذا الفعل يمثل فضيحة مدوية تعصف بقواعد العلاقات الدولية وأعرافها”، معتبرا “أننا نشهد حضور فعلي للفيف أجنبي يتصرف لصالح دولة أجنبية”.و يرى هذا الخبير أن “منح اللجوء بصفة غير المستحقة من طرف فرنسا لصالح اميرة بوراوي ينم عن العداء”، مضيفا في ذات السياق انه “حين نساند أشخاصا فارين من الجزائر بطريقة غير شرعية ليستقروا بعدها في الأراضي الفرنسية ثم يتم منحهم صفة لاجئ بصفة غير مستحقة فإن هذا يعتبر عداء”.و ذكر السيد قاسيمي “بعودة العداء الاستعماري ضد الجزائر و أن لوبيات المعمرين لازالوا يعتقدون بعودة الجزائر فرنسية”.و تابع قائلا “هذه اللوبيات لم تفهم بعد أن الجزائر الحالية ليست جزائر ثمانينيات أو تسعينيات القرن الماضي حين اخترق بعض المعمرين من اللفيف الأجنبي مؤسساتنا و عملوا جاهدين في سبيل إضعافها”.
م.حسان