العراق.. ارتفاع ضحايا حريق مستشفى الناصرية واحتجاجات على التردي الصحي
أفادت مديرية الصحة في محافظة ذي قار جنوبي العراق بارتفاع عدد قتلى الحريق الذي شب في مستشفى الحسين بمدينة الناصرية، إلى 64. وقد خرجت احتجاجات بالمدينة للتنديد بضعف القطاع الصحي.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في دائرة الطب العدلي بالناصرية (بعد 300 كلم جنوب بغداد) أن عدد قتلى حريق المستشفى المخصص لعزل المصابين بفيروس كورونا ارتفع إلى 64 شخصا، بينهم نساء. وقد تم التعرف على هوية 39 شخصا منهم.
ورجح المصدر ذاته ارتفاع حصيلة ضحايا الحريق الذي وقع مساء أمس لعدم العثور على بعض المرضى حتى الساعة، وقال مسؤولون صحيون إن أكثر من 100 شخص أصيبوا في الحريق الذي نجم عن انفجار أسطوانات للأكسجين بالمستشفى.وأوردت “الفرنسية” أن مئات العراقيين خرجوا مساء أمس وصباح اليوم في مظاهرات بالناصرية احتجاجا على ضعف القطاع الصحي، وذكر الصحفي العراقي أرشد الزهيري -في حديث للجزيرة من موقع الحريق- أن عددا من المتظاهرين رشقوا قوات الأمن بالحجارة قرب مستشفى الحسين. ونقلت وكالة الأناضول عن شهود أن المتظاهرين أغلقوا 3 مستشفيات خاصة بالناصرية، معتبرين أنها تشكل أذرع الفساد في القطاع الصحي.وأشار الشهود إلى أن المتظاهرين أغلقوا أيضا العيادة الخاصة لمدير عام الصحة في ذي قار صدام صاحب الطويل.
كما تجمع أهالي الضحايا عند مشرحة المدينة في انتظار تسلم جثث ذويهم، وقال محمد فاضل، الذي كان ينتظر استلام جثة شقيقه، لوكالة رويترز “لم تكن هناك استجابة سريعة للحريق. ولم يكن هناك عدد كاف من رجال الإطفاء. المرضى ماتوا حرقا. إنها كارثة”.
ومن جانبها قالت وزارة الداخلية إن فرق الدفاع المدني سيطرت على الحريق الذي نشب في المستشفى المخصص للحجر وعلاج المصابين بفيروس كورونا، ووجه محافظ ذي قار أحمد غني الخفاجي، والذي تتبع له الناصرية، بتشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات الحريق، وأفاد مراسل الجزيرة باستقالة مدير صحة ذي قار من منصبه على خلفية حريق مستشفى الحسين.وقال الناطق باسم مديرية صحة ذي قار عمار الزاملي إن حريق المستشفى شب في غرفة أسطوانات الأكسجين، وأوضح للجزيرة أن الحريق سببه استخدام خاطئ لأسطوانات الأكسجين، وأن عدم القدرة على السيطرة على الحريق في بدايته أدى إلى اتساع رقعته.
وفي تغريدة على موقع تويتر، وصف رئيس البلاد برهم صالح حادثة حريق مستشفى الحسين بالفاجعة. وقال إنها، وما حدث قبلها بمستشفى ابن الخطيب في بغداد، نتاجٌ للفساد المستحكِم، وسوء الإدارة الذي يستهين بأرواح العراقيين ويمنع إصلاح أداء المؤسسات، ودعا الرئيس لمحاسبة المقصرين ومراجعة صارمة لأداء المؤسسات وحماية المواطنين.وقررت الحكومة، بعد اجتماع طارئ، البدء بتحقيق عالي المستوى، للوقوف على أسباب حريق مستشفى الناصرية، إضافة إلى حجز مدير صحة محافظة ذي قار، ومديرَيْ المستشفى والدفاع المدني، وإخضاعِهما للتحقيق. كما وجهت مختلف الوزارات بإرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى محافظة ذي قار، فضلا عن إرسال أصحاب الإصابات الخطيرة للعلاج بالخارج.وتأتي مأساة مستشفى الحسين بعد شهرين ونصف الشهر على مقتل أكثر من 80 شخصاً بحريق مماثل اندلع في مستشفى ابن الخطيب في بغداد، وذكرت مديرية الدفاع المدني حينها أن الحريق بدأ بانفجار أسطوانة أكسجين، وأن المستشفى كان خاليا من منظومة حريق.وإثر تلك الحادثة، قدّم وزير الصحة -حينها- حسن التميمي استقالته، وفَرضت لجنة تحقيق حكومية عقوبات انضباطية على مسؤولين إداريين بالمستشفى.